عامان مرا كلمح البصر لم نشعر بهما هنا فى «البوابة» من كثرة المعارك التى خاضتها صحيفتنا، فمنذ ولادتها التى كانت يسيرة وسهلة، ليست ككل الولادات المتعثرة، كان عليها أن تشارك بقوة فى معارك الكبار، تدخل أعشاش الدبابير، تعض أحيانا، وتكشر عن أنيابها فى أحايين كثيرة.
معارك ضد الإرهاب والجماعات التى تلتحف بالإسلام زورا وبهتانا، ومعارك ضد الفساد وضد من باعوا ضمائرهم لصالح حفنة من الجنيهات أو الدولارات معارك ضد تجار الدين، وقفنا مع جيشنا البطل فى معاركه ضد طيور الظلام، لم نتوقف لحظة عن إبصار بوصلة الوطن واضحة جلية، وتوجيه بوصلة جريدتنا نحوه.
كان الوطن وما زال وسيظل هو بوصلتنا التى لن نحيد عنها ونحن نخوض معركتنا المستقبلية، إيمانا منا بأن المؤامرة على هذا البلد لا تزال مستمرة، والمتآمرون لا يكفون عن اختراع طرق جديدة ورسم خطط جديدة للتآمر على هذا الوطن، نعى التحديات جيدا ونقف لها بالمرصاد.. عزاؤنا فى كل ذلك اهتمام القارئ بنا وبأخبارنا وشده دائما على أيدينا.
يأتى العام الثالث ونحن نستعد لإرسال أول دفعة من دفعات «البوابة» إلى نقابتنا العريقة نقابة الصحفيين، فهنيئا لهم نقابتهم، وهنيئا للنقابة أخلص الأبناء لمهنة الصحافة.
ففى «البوابة» لم يتعلموا فقط فن كتابة الخبر أو التقرير أو فن إجراء الحوار، لكنهم تعلموا كيف يحترمون مهنتهم ويقدسونها باعتبارهم رسل حق وخير، تعلموا حب بلادهم واحترام ذواتهم، والاعتزاز بكونهم صحفيين.
فى العام الثالث نكرر العهد والوعد أن نكون لسان صدق لهذا الوطن ولشعبنا وللقارئ الكريم، لا نلين ولا نستكين، ندافع بكل قوة عن قضايا الوطن والأمة بكل ما أوتينا من قوة، متمسكين بمبادئ الصدق والعدل والإنصاف فى الحق.