السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إعادة سايكس بيكو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ربما على بعضنا أن يسأل نفسه عن شكل منطقة الشرق الأوسط بعد خمس سنوات من الآن ليدرك ماهية الموقف الحالي على الأرض، هل هناك أية وعود أو نذر بشأن المستقبل القريب؟ وهل كان يمكن لنا تخيل السيناريوهات والأحداث التي مرت بها المنطقة خلال الأعوام الخمس الماضية؟ وفي اعتقادي أننا جميعًا علينا أن نعيد قراءة المشهد من جديد، وأن نعي كيف ستستغل الدول العظمى أزمات المنطقة لتعيد تقسيم مساحات نفوذها فى مشهد لا يختلف كثيرا عن فترة الحرب البادرة عقب انهيار الاتحاد السوفيتى، بل وعن اتفاقية سايكس بيكو ذاتها.

إن شرار الحرب العالمية الثالثة يتطاير في الأجواء، وربما علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار أن أغلب أزمات المنطقة افتعلتها الدول العظمى، فالولايات المتحدة الأمريكية، التي تصدر الآن تحذيراتها من أن الحرب على الإرهاب ومواجهة تنظيمات مثل "داعش" ستحتاج إلى سنوات، وتستميت لتأجيل القضاء على هذه التنظيمات، هى نفسها التى اجتاحت العراق بقوات أمريكية دون أى غطاء شرعى من المنظمات الأممية، وتسببت بشكل مباشر فى انهيار كافة أجهزة الأمن العراقية وعلى رأسها الجيش العراقى نفسه، وهى نفسها التى حرضت ضد نظام الأسد فى سوريا، بل وتدخلت طائراتها لعرقلة تقدم قوات الجيش السورى، وساعدت فى تعضيض حالة الانفلات الأمنى فى المنطقة كلها، لصالح الجماعات الإرهابية والمقاتلين الأجانب الذين يتم الدفع بهم إلى سوريا والعراق واليمن وليبيا ومحاولات التسلل إلى سيناء. إذن فكل الاحتمالات مفتوحة في هذه اللحظة، وعلى مصر ودول المنطقة أن تحسم أمرها وتتخذ ما يناسب مصالحها العليا فقط، فعالم اليوم ليس فيه حليفا مطلقا، ولا يمكن الوثوق فى تعهدات الدول العظمى؛ لأنه لم يعد لدى هذه الدول مانع من الفتك بالمنطقة لتحقيق مأربها، ولكن هل تدرك الدول المتصارعة فى هذه اللحظة خطورة نشوب حرب عالمية جديدة، وأن يكون مسرح عملياتها هذه المرة الشرق الأوسط، هل تستطيع دول المنطقة التعامل مع هذه الحرب وهل يمكنها أن تتحمل تكلفتها. ومن ثم، فإننا جميعًا نحتاج للوقوف أمام ما تمر به المنطقة والعالم كله من أزمات ومدى تأثيرها على الأمن القومي لجمهورية مصر العربية، وأصبح لزامًا علينا التعامل بحذر شديد سواء مع كل ما يثار على الساحة سواء داخليا أو خارجيا، فظروف المرحلة الحالية دقيقة وتتطلب تضافر جهود غير مسبوقة من التعاون وتقدير المواقف وفقا لحقيقتها وليس لرغبات كل طرف، نظرا لأن خطورة التغيرات التى تشهدها المنطقة يمكن معها أن تمحى دول من الوجود، والتي نرى أن تداعياتها فعليا قد بدأت في الظهور خاصة على دول منطقة الخليج المتمثلة في السعودية والكويت التي أعلنت عن خطط للتقشف نتيجة ما تعانيه من أزمات اقتصادية، ومصر التي تخوض حربا شرسة على كافة الأصعدة لاستكمال مسيرة الإصلاح والنهوض على الرغم من المحاولات المستميتة من قبل البعض لعرقلتها، ونجد كل من اليمن وسوريا والعراق وليبيا، جمعيها مناطق ملتهبة لم تستقر الأمور بها حتى الآن سواء سياسيا أو اقتصاديا، وعلى ذلك، فإننا يجب إن نحسم القضايا وفقا لمصالحنا العليا والتي بلا شك تتسم بالرؤية الأشمال للمنطقة بأثرها لنحافظ على بلادنا من الدوامات المنصوبة له، سواء كانت طائفية أو اقتصادية لأنه إذا أصاب هذا الوطن أى مكروه – لا قدَّر الله - سندفع الثمن غاليًا، ونصبح جميعًا خاسرين. حفــظ الله مصــر وشعبــها وجيشــها مــن كــل ســوء.