حذر استشارى فى أمراض النساء والتوليد من ارتفاع نسبة الإصابة بالأنيميا لدى الحوامل، مؤكدًا ضرورة تناول حامض الفوليك لضمان صحة الأم والجنين.
ويقول إن اتباع الإرشادات الطبية للحفاظ على نسبة الحديد فى الدم يقى من حالات تشوه الجنين وعلى رأسها تشوهات الجهاز العصبى.
وقال الدكتور إبراهيم حسنين استشارى أمراض النساء: إن الأنيميا أو فقر الدم أثناء الحمل يقلل نسبة الهيموجلوبين وهو البروتين الرئيسى فى خلايا الدم الحمراء، الذى يحمل الاكسجين من الرئتين إلى أعضاء الجسم ويعيد ثانى اكسيد الكربون. ويعتبر انخفاض خضاب الدم عند النساء غير الحوامل، عن ١٢ مليجرامًا للمائة سنتمتر مكعب، دليلا على فقر الدم. وتكون النسب أثناء الحمل أقل، وتتراوح بين ١٠-١١ للمائة سنتمتر مكعب، بسبب ميوعة الدم عند الحمل. وتختلف أعراض الأنيميا من امرأة إلى أخرى، فمنهن اللاتى لا يشعرن بأى أعراض، لكن الأعراض العامة تتمثل فى الدوار، وجهد فى التنفس، ودقات القلب السريعة والشحوب.
ويضيف: تعتبر ميوعة الدم، نقص الحديد ونقص حامض الفوليك، من العوامل التى قد تنتج عن سوء التغذية أو النزيف، ومن ثم تؤدى إلى النقص فى إنتاج الخلايا الحمراء أو فقدانها. وترتفع ميوعة الدم عند الحمل بنسبة ٥٠٪ حيث يرتفع حجم السائل الدموى أكثر من حجم الخلايا الحمراء، ما يؤدى إلى تخفيف تركيز الخلايا الحمراء.
كما أن نقص الحديد من المخاطر على الحامل والجنين لأن الحديد ضرورى لإنتاج خضاب الدم فى خلايا الدم الحمراء.. ويحتوى جسم المرأة على حوالى جرامين من الحديد أى أن ما يقارب ثلثى كمية الحديد موجود داخل الخلايا الحمراء، والربع مخزون داخل بروتين باسم فيريتين، أما باقى الحديد فموجود فى العضلات والأنزيمات.
ويتطلب الحمل الطبيعى جراما واحدا من الحديد، منه نصف جرام لإنتاج خلايا حمراء جديدة وثلث جرام للجنين والمشيمة، خمسة جرامات تضيع عن طريق الجلد، والبراز والبول، وخمسة نتيجة النزف وقت الولادة. ويضيف: إن كمية الحديد المطلوبة أثناء الحمل أكبر من الكمية الموجودة فى النظام الغذائى العادى.. وكى نؤمّن الكمية الكافية من الحديد، هناك حاجة لنظام غذائى يحتوى على ٨٠٠ سعر حرارى يوميا، وهذا غير عملى. لذلك قد تؤدى عملية الولادة والرضاعة إلى انخفاض مخزون الحديد فى الجسم، وبالتالى الحاجة إلى إضافة الحديد للنساء الحوامل.
ويتم تحديد علاج أنيميا الحمل وفقا لمسبباتها وخطورتها وغالبا ما تكون الأنيميا على خلفية نقص الحديد وتميع الدم، وبالتالى فإن العلاج يتضمن إضافة الحديد.
ويقول: إن علاج الأنيميا المتعارف عليه هو تناول مكملات الحديد، ابتداء من الثلث الثانى للحمل.. حيث لا توجد حاجة للمكملات فى النصف الأول، لأن الطلب ما زال منخفضا. ويمكن تناول المكملات عدة مرات فى اليوم، وهذا يعتبر أمرا سليما خلال الحمل.
ويقول إن الآثار الجانبية لمكملات الحديد هى بالأساس، الغثيان والإمساك أو تغيير فى لون البراز.. ويتحقق الامتصاص الأمثل للحديد عند تناوله قبل وجبة الطعام بنصف ساعة على الأقل. وتحتوى معظم مكملات الحديد على ٦٠ مليجرام حديد، يمتص منها ١٠٪ وترتفع الحاجة للحديد خلال فترة الحمل وتصل لحوالى ٧ مليجرامات لليوم الواحد كما ترتفع جودة الامتصاص فى الأمعاء فى فترة الحمل.
ويحذر من نقص حامض الفوليك وهو فيتامين ضرورى لعملية إنتاج خلايا الدم الحمراء.. وهو موجود فى النباتات الخضراء والكبد والفستق والفول السودانى.
وتزيد الحاجة أثناء الحمل لحامض الفوليك، بينما ينخفض امتصاصه فى الأمعاء.. ولذلك فمن المفضل إضافته أثناء الحمل كما يمكن تناوله قبل ثلاثة أشهر من الحمل المخطط له، لان وجوده فى الدم بنسبة عالية يخفف من تشوهات الجنين، مثل تشوهات الجهاز العصبى المركزى. ويساعد اتباع نظام غذائى متوازن، قبل وأثناء الحمل والرضاعة، على منع وتجنب فقر الدم، ويساعد على تعبئة مخازن الحديد فى الجسم. وتحتوى الأطعمة التالية على الحديد: الكبد واللحوم الحمراء والأسماك خاصة السردين، واللفت والكرنب والبقوليات.
ويجب أن تستمر النساء اللواتى يعانين فقر الدم، فى تناول المكملات لعدة أشهر إضافية، حتى بعد عودة نسبة خضاب الدم للمستوى الطبيعى.