جلستا حوار مجتمعى «منفصلتان» للمشيخة والوزارة حول «القيم والأخلاق»
أطلق الأزهر الشريف أمس، جلسات الحوار المجتمعى لتجديد الخطاب الدينى فى قطاعات الجامع الأزهر وبيت العائلة والجامعة بفروعها والمعاهد الأزهرية ومناطق الوعظ بالمحافظات، فى حين ردت وزارة الأوقاف بدورها بعقد جلسة حوارية حول القيم والأخلاق والخطاب الدينى بحضور وزراء الأوقاف والشباب والرياضة والثقافة ونخبة من كبار العلماء والمثقفين والإعلاميين وشباب علماء الأوقاف.
وبدت المؤسستان الدينيتان أشبه ما تكونان بجزيرتين منعزلتين، ما يكشف عن أن نار الخلاف بين الرجلين القويين، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف والشئون الإسلامية، ما زالت تحت الرماد.
وتجنب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الذى يوصف دائمًا بأنه من أشد مؤيدى الإمام، ورأس حربته ضد خصومه، الحديث عن «جلسة الأوقاف الحوارية»، وقال فى تصريحات صحفية أمس، إن الفعاليات التى ينظمها الأزهر تهدف إلى استعادة منظومة الأخلاق والقيم، ورسم خريطة الإصلاح، موضحًا أن اللقاءات يحضرها طلاب من خارج الأزهر وداخله، ومواطنين من جميع الفئات والأعمار، ويقود الحوار قيادات المشيخة بطريقة النقاش لا المحاضرات بغرض جمع المقترحات وتحديد المشكلات.
لكن الدكتور إبراهيم الهدهد، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، كان مباشرًا وعلى قدر من «الهجومية»، حيث صرح بأن «الأزهر وحده هو القادر على النهوض بمهمة تجديد الخطاب الدينى وليس أى مؤسسة أخرى».
وقال: «الأزهر هو المؤسسة الوحيدة فى العالم القادرة على تجديد الخطاب الدينى، لأنها تمارسه عمليًا»، مشددًا على أن الأزهر منذ قرون يرفض خطاب الانحلال ويعمل على التصدى له بشتى السبل.
وتولت وزارة الأوقاف ملف تجديد الخطاب الدينى منذ نحو سنتين، لكن من دون تحقيق إنجازات مهمة فى هذا المجال، وفق آراء قطاع كبير من شيوخ الأزهر.
وتابع الهدهد، خلال كلمته بمؤتمر «الاقتصاد الإسلامى ومصادر الثورة الطبيعية» الذى انعقد أمس الاثنين، بكلية التجارة جامعة الأزهر، أن المؤتمر رد عملى على أن تجديد الخطاب الدينى لا يمكن أن يقوم به الفقهاء والعلماء لوحدهم، وعليه فإن الجامعة تحتوى على فروع متنوعة للعلوم بها مجددون من العلماء بدورهم.
وتنعقد اللقاءات بمختلف محافظات الجمهورية خصوصا المحافظات الحدودية، على مدار أسبوع، بين الشباب والعلماء والخبراء والمفكرين فى المجالات كافة.
وشارك فى الجلسة الافتتاحية كل من الدكتور عباس شومان، والدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور إبراهيم الهدهد، والدكتور محمد أبوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
على الطرف الآخر، استقطب المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف صباح أمس الاثنين، إلى جلسته الحوارية حول القيم والأخلاق والخطاب الدينى وزيرى الشباب والرياضة، والثقافة ونخبة من كبار العلماء والمثقفين والإعلاميين وشباب علماء الأوقاف.
وقال مصدر بالأوقاف: «هذه هى جلسة تجديد الحوار الدينى الرسمية، لا نصادر على جهد أحد، لكن الأوقاف هى المكلفة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى بملف تجديد الخطاب الدينى، وقد قطعنا شوطًا كبيرًا فى هذا الصدد».