ملأت قناة "الجزيرة" القطرية الدنيا ضجيجًا على مدار أربعة أيام معلنة إذاعتها فيلم حمل عنوان "العساكر" زاعمة أنها ستتناول التجنيد الإجباري للشباب المصري والآثار المترتبة على ذلك، واستخدمت القناة "برومو" إعلانى يحمل صورًا تظهر تكدير المجند وأسلحة قديمة.
وعقب متابعة الفيلم المزعوم قوبلت القناة بوابل من السباب ردًا على ما جاء فى فيلمها والذى تعتبره أسطوريًا، وجدنا أنه يحتوى على بعض اللقطات العابرة والتى لا تحمل أى معنى، فحياة المجندين كلها مشقة.
ويؤخذ على الفيلم العديد من الأخطاء المهنية التى تنذر بسقوط مؤسسة إعلامية بُنيت على الكذب وفبركة ما تنشره عبر أيديولوجية رسمها أعداء العرب، أولًا : الممثلون لا يجيدون لعب الأدوار، ثانيًا : الأداء الصوتى ينم عن أن المودين يلقنون أولًا بأول، وأخيرًا جاء التصوير باهتًا مما يدل على ضعف المادة وافتقار معدي الفيلم.
توقعت هذه المرة أن تأتى "الجزيرة" بجديد خارج الصندوق وهو مصطلح دارج بين الصحفيين المهنيين، لكنها أكدت فشلها الذريع فى التوصل إلى شيء حقيقى يحلل ما تتلقاه من أموال وخدمات آناء الليل من عناصر الجيش الأمريكى القابعة فى القاعدة المتواجدة هناك.
هذه المرة أثبتت الجزيرة أن المقاتل المصرى من أقوى العناصر المدربة على مستوى عالٍ وكفاءة بارعة وهو ما استنتجناه من حديث أحد "الموديين" عندما ذكر بأنه لم يتلقَ التدريب الكافى للمشاركة فى الحرب بأنه تلقى ردا من قائده بأن من سيحارب أناس آخرون، وهذا له دلالات كثيرة لا يفسرها سوى المتعمق فى الشخصية المصرية، ولا أريد أن أزيد هنا حتى لا يستغل البعض تفسيرى على هواه، وفى الاتجاه الذى يخدم خسته وندالته لوطنه.
هذا الفيلم سيفشل فشلا ذريعًا فى توصيل ما يربو إليه، فقد سبق للقرضاوى أن وجه دعوة مباشرة للمجندين بالهروب من معسكراتهم وعدم العودة وهو ما قُوبل بوابل من السباب، وها هى تعاود الجزيرة تلك الدعوة بأسلوب جديد واهمة أنها ستنجح هذه المرة، هيهات يا عميلة الصهاينة! هذه المرة تنذر بسقوطك الأخير؛ أراهن وأتحدى جميع العملاء والخونة على اختلاف انتماءاتهم على أن هذا الفيلم سيساعد أكثر على سقوط قطر وخططها فهى صوت أمريكا فى الشرق الأوسط؛ إن العسكرية المصرية شرف وستثبت الأيام بأن الجيش المصرى هو صمام أمان العرب، عاشت مصر حرة.
الفيلم لا يستحق أن نتحدث عنه إذا أردنا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح، فقناة الجزيرة قامت على التدليس وتزييف الحقائق بعد خداعها المتقن لفترة طويلة استحوذت فيه على ثقة وحب الملايين فلا أحد يستطيع نكران ذلك، لكنها سرعان ما تحولت إلى خنجر في ضلوع العرب فتارة تهاجم دولة عربية بعينها وتارة تمدح فيها، ولكن التوجهات الجديدة ودفة القيادة في المنطقة دفعتها لأن تلقى بسمومها على بعض الدول بتوجيه " صهيونى - شيعى – أمريكى" بغيض، وجاءت مصر على رأس تلك الدول التي صوبت سهامها إليها ردًا على رفضها قبول المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية في الفترة الأخيرة، فقطر تتبنى وتدعم الجماعات المسلحة داخل الدول العرب من أجل تفتيتها تنفيذًا لمخطط تقسيم الشرق الأوسط والذى نجحت مصر في إفشاله.
المتابع الجيد لسياسة قطر الخارجية وعلاقتها بالدول العربية يستطيع أن يفسر جليًا بأنها دولة تبث سمومها ضد العرب على الدوام، ولا ننسى أنها تخطط لسحب مقر جامعة الدول العربية من القاهرة، فقد نجحت في سحب منصب الأمين العام للصحفيين العرب لصالح مؤيد اللامى عراقى الجنسية بمساعدة ممدوح الولى نقيب الصحفيين الأسبق إن ذاك، وخرج الولى مهللًا متهما الصحفيين المصريين بأنهم السبب في ذلك.
ويتخذ أميرها تميم عددا من المحافل الخارجية منبرًا لمهاجمة مصر وانتقادها أملا في أن يصل إلى ما يربو إليه عقله المتعفن ، فلا يدرك تميم "أن المتغطي بأمريكا عريان" هذا المثل ينطبق على قطر وسياستها التى تستقوي بأمريكا صاحبة أكبر قاعدة عسكرية على الأراضى القطرية، أيظن تميم أن أمريكا ستدافع عنه حال تعرض بلاده لأى أضرار؟ لا أريد أن أبحر هنا في التحليلات والتفسيرات وأتركها لأصحابها المتخصصين، لكن لديَّ يقين بأن قطر ستسقط قريبًا.