فى ليلة وضحاها، ارتفعت أسعار طن العلف لتزيد بنسبة ٤٥٪ بمعدل ٤٥٠ جنيها على اختلاف أنواع العلف من ذرة صفراء وصويا وتشهد أسعار كل من "الردة والكسب" إرتفاع ٥٠٪ هى الأخرى، ليكون ذلك المنظر المتكرر بين أوساط المزارعين كبارا كانوا أو صغارا.
فأسعار الأعلاف الحيوانية باتت كابوس هؤلاء الفئة من المواطنين، فبعد أن كانت الماشية مصدر رزق أصبحت عبء عليهم.
فيقول عبدالصبور السيد "عائلتى جميعها يعملون بالفلاحة وتربية الماشية ولكن بعد هذا الارتفاع الجنونى الذى لحق بالأسعار لم نعد نستطيع على هذا الوضع، فوالدى رحمة الله عليه كان يجبرنا جميعا على العمل بتربية الماشية؛ لأنهم كانوا يعتمدون على مايخرج من الأرض الزراعية فكانت الماشية من نوع "القناية" التى تكون مصدر للألبان وإنجاب غيرها، أما فى الوقت الحالى نعتمد على ماشية "العلفة "والتى تختلف عن النوع الأول فى اللون فتتميز باللون المائل للحمرة وتعتمد على العلف بشكل أساسى فى غذائها، وبعد ارتفاع كلا من الأعلاف والأسمدة الزراعية هى الأخرى لم نعد نستطيع تربية اى من ماشية "العلفة" أو "القناية".
وبشيء من البديهية إرتفاع أسعار الأعلاف يتبعه زيادة فى أسعار اللحوم والتى لا تهدأ نار ارتفاع أى شيء إلا وكانت مؤثرة على أسعار اللحوم، فارتفاع أسعار البنزين عمل على الزيادة لأن سعر نقلها أصبح شيء لا يطاق، ليتبعة العلف هو الأخر، ليصل الكيلو فى بعض المحافظات والأحياء الشعبية من ٩٥ ل ١٠٠ جنيه، وفى الأحياء الراقية تخطى ال ١٠٠ جنيه بينما تراوح سعر الضانى من ٨٥ لـ٩٠ جنيهًا.
فتقول عايدة محمد " لم تمر أزمة فى زيادة الأسعار إلا واللحوم شاهد عليها، فمن كان يأكلها ٢ مرات فى الاسبوع لن يأكلها سوى مرتين بالشهر، فما بالك من كان يأكلها سوى مرة بالعام لن يأكلها نهائيا ".
اللحوم المستوردة البديل عن قرينتها الطازجة، فما أن ارتفعت أسعار الأعلاف واللحوم، إلا وشاهدت طوابير الأفراد يتراصون أمام محال اللحوم المجمدة وليتها قليلة الثمن ليصل الكيلو منها ٦٠ جنيها، فيقول محمد راضى "عشنا وشوفنا اللحمة المستوردة ب٦٠ جنيها"، فبعد أن كانت اللحمة المستوردة تلحق بما يأتى بها العار، ده بيأكل من التلاجة "
"الأعلاف المضروبة" بطل الأزمة، وما كان الارتفاع الجنونى فى أسعار الأعلاف إلا وكان البديل الأقل فى السعر وسيلة الإغراء لدى التجار.
ولكن الأعلاف المضروبة زيوتها تختلف تماما عن الزيوت فى الأعلاف الصحيحة لتصيب الماشية بأمراض شديدة مثل بعض أنواع الحمى ورداءة اللحم بالإضافة لقلة الإنتاج.