الأربعاء 03 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

البصمجية.. 17 مليون "أمي" في مصر.. و40 عامًا من الوهم في مواجهة الجهل.. توقعات أن تصل إلى 20% من عدد السكان2017.. ومسئول بالهيئة: سوق سوداء لبيع الشهادات.. محو الأمية تبدأ بألفين وتصل لـ 3000 جنيه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التعليم في الكراس مش في الراس، هكذا تعرت الحقيقة في ساحة الأمية في مصر التي بلغت نسبها وأعدادها مداها وصارت ملفا متخما وملغما يشار إليه بالبنان للحذر من تصاعد خطره، أربعون عاما من الوهم في مهمة غير نظيفة لمحو أمية المصريين والنتيجة كذبة كبيرة، وفساد ذمم وضمائر وارتفاع عدد الأميين إلى 17 مليون " بصمجي "،.. من المسئول،.. ومن يحاسب من فيما انتهى إليه حال المصري الذي صار محاصرا بعد القراءة وعدم الكتابة لا يعرف كيف ينطق "ألفٌ"، ويعجز عن نطق " باءٌ ". 

علي ما يبدو أن الفشل سيظل يلاحق حكوماتنا المتعاقبة في سياستها واستراتيجيتها للقضاء على الأمية في مصر والتي بدأت خطة مكافحتها ومحوها عام 1976، ورغم مرور 40 عاما على محو الأمية إلا أن الوضع مازال مقلقا وخطرا بحسب تصريحات المسئولين عن محو الأمية والتعليم في مصر.
من تصريح د. "محمد عبدالجليل" مستشار رئيس الجهاز العام للتعبئة والإحصاء نبدأ، حيث فجر قضيته، راميا حجرا ثقيلا في مياة الأمية الراكدة في مصر، قائلا: إن التعداد السكاني الأخير رصد نحو 17 مليون أمي في مصر، وتابع أن النسبة في السابق كانت 30%، متوقعا انخفاضها إلى 20% في التعداد المقبل، ويستند تصريح عبد الجليل إلى التقرير الذي أصدره الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية تحت شعار "التعليم حق للجميع"، وأوضح فيه أن 27.1% معدل الأمية فى الدول العربية مقابل 16% للعالم خلال الفترة 2008- 2016، وأن 29.7% معدل الأمية فى مصر. 
بينما كانت في السابق منذ عامين فى الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر نحو 17.2 مليون نسمة عام2014، منهم 11 مليونا من الإناث، موضحا أنه يوجد فرد من بين 4 أفراد من السكان أمى بما نسبته 25.3% لتكون نسبة الذكور 17.8% مقابل 33.1% للإناث، وهو ما يعني تباطؤ في القضاء على الأمية حيث أن المعدل لم ينخفض إلا 2% فقط في عامين كاملين، ما يفتح السؤال عن إجراءات وخطة الحكومة للقضاء على الأمية وما إذا كان إهدار في موارد والميزانية التي تخصص لهذا القطاع خاصة أن هناك تعيينات لمعلمين تخصصوا في محو الأمية فقط.


هنا يقول الخبير التربوي كمال مغيث: إن الأزمة الأساسية تكمن في زيادة أعداد المتسربين كل عام من التعليم، وأعدادهم يتجاوز 300 ألف طفل، هذا بالإضافة للحاصلين على شهادات من التعليم الأساسي ولا يستطيعون القراءة والكتابة، وهم يدخلون ضمن مشكلة الأمية في مصر، ويضاف إلى ذلك مشاكل مشروع محو الأمية، المتعلقة بأن المعلمين أغلبهم يتعاملوا مع الأميين وكأنهم "مقاولى أنفار"، حيث يحصل مقابل كل ناجح علي مبلغ 200 جنيه، وبالتالي فهو يهتم بالكم وليس الكف، وقد يحصل دارس على الشهادة وهو لم يتم محو أميته بعد. 
فيما يفاجئنا المهندس مصطفي رجب، الرئيس السابق لهيئة تعليم الكبار ومحو الأمية، بمدى الفساد في تنفيذ خطة الحكومة لمحو الأمية قائلا: إنه عندما تولى رئاسة الهيئة عام 2011، علم بوجود "سوق سوداء لبيع الشهادات للراغبين من قبل الموظفين والمعلمين، وأن مشروع محو الأمية تحول إلى سبوبة لدى البعض بالقرى والريف، وأن هناك تكرارا في أسماء الحاصلين على الشهادات مما يعنى أن الإحصائيات غير دقيقة، والوصول للعديد من الحاصلين على تلك الشهادة وهم لا يجيدون القراءة والكتابة".
وأوضح "رجب" أنه وجد آلافًا من الأميين يحصلون على شهادات من الجمعيات الاهلية وغيرها من الجهات سواء التابعة لأحزاب أو مساجد أو كنائس، رغم أنهم لم يجيدوا القراءة والكتابة، وعليه أغلقت 120 جمعية ثبت تورطها في تداول الشهادات وتكرارها للأميين، مقابل الحصول على (200 جنيه مقابل كل أمي يتم تعليمه)، موضحا أن قرابة 30 ألف شهادة مكررة وغير مستحقة لبعض الحاصلين عليها، مؤكدا أن 90% من موظفي الهيئة تم تعيينهم بالواسطة والمحسوبية والبعض يتخذ من مشروع محو الأمية سبوبة لكسب المال.