الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أحلام الربيع والخريف «2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طلب منى عدد من القراء أن أكتب مرة أخرى بعض ما نقلته من كتابى «أحلام الربيع والخريف». الذى يبدو أنه أعجب البعض ربما لأنه كان على هوى من يعجبون بالأعمال القصيرة. وأعتذر لأنى لن أكررها ثانية.
حلم المرض
عائد بعد سهرة ممتعة قابضا بيدى على مفتاح سيارتى التى اشتريتها منذ شهور، أنظر نحو المكان الذى تركتها فيه فأجده فارغا. أدرك أنها سرقت. يعصرنى الحزن ويدق قلبى بعنف. صوت جرس إسعاف. هل أنا بداخلها؟ طبيب فوق رأسى وبجوارى جهاز رسم القلب. يقول الطبيب إن الأزمة مرت بسلام هذه المرة. لكن الخطر ما زال ماثلا فى زيادة وزنك الذى لا يحتمله قلبك. الحمية وحدها لا تكفى. اترك سيارتك وامش قدر ما تستطيع.
حلم الثروة
غرفة العناية المركزة. أدخل على الملياردير العجوز فى لحظات وفاته.
- كيف صنعت هذه الثروة الضخمة؟
- اشتريت وبعت فكونت هذه الخميرة الأولى ومن ساعتها أحرك الفلوس لتصطاد الفلوس.
- لكن أنت ثرى ومشهور ومتزوج وذريتك كلها ناجحة. فلماذا أجهدت نفسك لتزيد ثروتك؟ 
- وهل تريدنى أن أجلس عاطلا بلا عمل؟ جمع المال هو الشيء الوحيد الذى أعرفه فلم يكن أهلى طيب الله ثراهم يهتمون بتعليم أولادهم القراءة والكتابة، أما أنا فقد استخدمت أفضل من يقرءون ويكتبون فى هذا البلد ليسكتوا عنى فلا يصيبنى مكروه. بسبب حسد الحاسدين.
حلم العمل
نمر فى الطريق فنلمح الممثل خفيف الظل جالسا على مقهى يدخن الشيشة. يقول صديقى إنه نجم محبوب وكان زميل دراستك فلماذا لا تعطيه عملا من أعمالك؟ أقول إنى أعطيته عملا بالفعل ولم يرد علي، ربما لم يعجبه.
يرد صاحبى: لا أظن. اسمع هل علاقتك جيدة بسائق سيارته؟
وما دخل سائقه هنا؟
لأنه يوكل إليه أن يقرأ الأعمال قبله ويعطيه رأيه أولا. لا يهمك لأن سائقه مريض فى الوقت الحالى. انتظر حتى يشفى وعندها ستعرف رأيه فيك!
حلم السلام
المنظر: مكان غير محدد وجو ضبابي «يظهر بعض الناس أو الجنود وهم يسقطون صرعى». «يظهر السادات قادما وهو يمشى مشية الأوزة». السادات بشحمه ولحمه أمامي، واقفا فى زيه العسكرى وعليه النياشين والأوسمة، يتأبط عصا الماريشال، وينفث دخان البايب فى وجهى قائلا: سمعت أنك قلت حين شاهدتنى أهبط بطائرتى فى تل أبيب إننى سوف أُقتل عاجلا أو آجلا. فلماذا لم تحذرنى يا ولد؟
يوسف: كل الناس حذروك، فلماذا لم تستمع لنصحهم؟
السادات «يلح» أسألك لماذا لم تحذرنى أنت بالتحديد؟ هل كنت تتمنى موتي؟
يوسف: « بخجل» لا ولكنى خفت إذا حذرتك أن تتراجع عن قرار السلام. السادات تتجمد حركته وكأنه تمثال. فى لحظة يخيل لى أنه يزم شفتيه بندم. وفى لحظة يخيل لى أنه يبتسم.