أمريكا، إسرائيل، بريطانيا أذرع الشيطان صنعت الإرهاب فى الغرف المغلقة وحاربت أمام الكاميرات. خطة قذرة لتكون معهم حجة للسيطرة على العالم ومقدراته.
كنت من أوائل من حذر من تقسيم الشرق الأوسط ونالنى ما نالنى من السخرية والآن الكل أدرك الأمر، من يقرأ ويطَّلع على الغرب وما يكتب من مقالات وكتب يعرف الكثير، فى أواخر التسعينيات كان الكل يتحدث عن تقسيم الشرق الأوسط وعن ورطة أمريكا القادمة من نقص المخزون الاستراتيجى وإفلاسها القريب، ومن لديه الرؤية يستطيع الربط بين الأمرين، وكتبت وقت حادث البرجين تمثيلية حقيرة قذرة صنعتها الحكومة الأمريكية وألحقتها بالإسلام والعرب، لتكون ذريعة لتضع قدمها فى الشرق الأوسط، ويبدأ عهد جديد للتقسيم. أيضا نالنى من الهجوم والسخرية ما نالنى، واليوم أردت أن أستشهد بشاهد من أهلها فضح أمرهم، للأسف أمة اقرأ لا تقرأ وتنتظر حتى تقع فى النار لتتألم وتتعلم إذا تعلمت الشاهد كتب مقال بعنوان «التدمير الخلاق لشرق أوسط كبير» بتاريخ ٥/٢/٢٠١١ للكاتب وليام إنغدال، محلل أمريكى للتطورات الاقتصادية والسياسية، مقالاته تنشر فى المواقع والصحف والمجلات العالمية أشهر كتبه كتاب «السيطرة كاملة الطيف»، عن الديمقراطية الشمولية فى النظام العالمى الجديد، جاء فى المقال: ليس هناك شيء عفوى بالنسبة لحركات الاحتجاج الجماهيرى فى الدول العربية، ويراها كإعادة للثورات الملونة التى نسقتها الولايات المتحدة لإحداث تغيير فى النظام ما كان يسمى سابقًا بدول الاتحاد السوفيتى، نفس السيناريوهات وتجميع الرموز قادة المعارضة المحلية دربهم الصندوق الوطنى للديمقراطية والمنظمات الأخرى. والسؤال هو: الخطوط العريضة لاستراتيجية أمريكية سرية للمنطقة واضحة منذ بعض الوقت ثورات عفوية هل ستعمل؟
فى أعقاب التغيير السريع للنظام فى تونس، أتت حركة الاحتجاجات الشعبية التى انطلقت ٢٥ يناير ضد نظام مبارك الراسخ فى مصر وخلافًا للانطباع الذى تم رسمه بعناية، أن إدارة أوباما تحاول الإبقاء على نظام مبارك تقوم واشنطن بالتنسيق لتغيير النظام فى مصر وتغيير أنظمة إقليمية أخرى «التدمير الخلاق»، سوريا حتى اليمن إلى الأردن وأبعد بكثير تسمى «نموذج التغيير السرى للأنظمة»، تم تطويره بواسطة البنتاجون ووكالات المخابرات الأمريكية ومؤسسات الفكر مثل مؤسسة «راند» على مدى عقود بدءًا بزعزعة رئاسة ديجول فى فرنسا مايو ١٩٦٨ ومنذ تغيير الأنظمة التى دعمتها أمريكا فى أوروبا الشرقية منذ عقدين تبدأ واشنطن عمليات فى العديد من البلدان فى المنطقة. إنها استراتيجية لا تخلو من مخاطر كبيرة للبنتاجون ولأجندة «وول ستريت»، «راند» مؤسسة بحثية تابعة للقوات الجوية الأمريكية تأسست ١٩٤٨ بعدالحرب العالمية الثانية وتدعمها المؤسسة العسكرية وهى أكبر مركز للفكر الاستراتيجى بمنظوره الغربى فى العالم والذى يروج لفكر المحافظين الجدد وهى إحدى المؤسسات المؤثرة فى صناعة القرار فى الإدارة الأمريكية، بدأ نشاطها ضد الإسلام أو ما يسمى «الحرب ضد الإرهاب» ٢٠٠١ بعد أحداث ١١ سبتمبر. أصدرت «راند» سلسلة تقارير للحرب على الإسلام، أخطرها تقرير وتوصيات ما زالت الإدارة الأمريكية تسترشد بها والاختلاف مع سابقتها فى تكتيك آلية التنفيذ فقط، وهو يوضح العلاقة المباشرة بما يجرى فى المنطقة العربية «الفوضى الخلاقة» لتقسيم الشعوب، مؤسسة «راند» بالتعاون مع كارنيجى للسلام قاما بدراسة لمشروع الشرق الأوسط الكبير من المحيط للخليج، ويشمل دول شرق آسيا «روسيا الصين»، ٢٠٠٨ وضعت «راند» دراسة استراتيجية للتدخل فى منطقة الشرق الأوسط عبر منظمات غير حكومية تحت مسمى نشر الديمقراطية كوسيلة للحرب على الإرهاب باستخدام التكنولوجيا الحديثة، قبل زيارة أوباما للقاهرة ٢٠٠٩ قامت هيلارى كلينتون، باستقبال مجموعات من شباب التغيير تابعين لبرنامج جيل جديد التابع لمؤسسة فريدوم هاوس، والصندوق الوطنى للديمقراطية وتلك أدوات تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى قاده جورج بوش الابن بعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١، يتضمن مجلس إدارة الصندوق الوطنى نائب وزير الدفاع السابق ورئيس وكالة المخابرات المركزية فرانك كارلوتشى، الجنرال المتقاعد ويسلى كلارك، من منظمة حلف شمال الأطلسى والمحافظين الجدد زلماى خليل زاد، مهندس الغزو الأمريكى على أفغانستان فى عهد جورج بوش وأصبح سفير أفغانستان بعد ذلك، فضلا عن العراق المحتل، فين ويبر، عضو مجلس أمناء شارك فى ترؤس قوة عمل رئيسية مستقلة عن سياسة أمريكا تجاه التغيير فى العالم العربى، وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، مفكرى مشروع القرن الأمريكى الجديد ديك تشينى ودونالد رامسفيلد الداعيين لتغيير النظام بالقوة فى العراق ١٩٩٨، تشمل الخطة الاستيلاء على بنوك المنطقة واقتصادها عن طريق إحلال ذلك ببنوك عالمية تتحكم فيها واشنطن مباشرة، والسيطرة على بترول المنطقة وتأمين دولة إسرائيل من المناطق المحيطة بها من الصين حتى المغرب العربى، لقى المشروع فى ٢٠٠٤ رفضًا شديدًا من أكبر رئيسين فى المنطقة، رئيس مصر، ملك المملكة السعودية، وأجبرا بوش على طرح المشروع جانبًا، وعندما قامت الاحتجاجات فى مصر والعالم الإسلامى بدعم من الشباب الذى تم تدريبه كانت النتائج غير واضحة، إلا أن الخطوط العريضة للاستراتيجية الأمريكية السرية واضحة بالفعل، وقد تم استغلال بعض المظالم الحقيقية وقمع المعارضة وبعض الأخطاء فى نظام مبارك، بالإضافة لارتفاع الأسعار غير العادى فى أمريكا بسبب المضاربات فى أسواق السلع فى شيكاجو و«وول ستريت»، والتحول المجنون نحو زراعة الذرة من أجل الوقود فى الأراضى الزراعية، مما تسبب فى ارتفاع سعر الحبوب بجنون، ومصر أكبر مستورد للقمح وأغلبه يأتى من أمريكا، فارتفعت عقود القمح الآجلة فى شيكاجو ٧٤٪ بين يونيو ونوفمبر ٢٠١٠ مما أدى لتضخم فى أسعار الغذاء فى مصر بنحو ٣٠٪ برغم الدعم الذى تقدمه الدولة، لكن ما تم تجاهله بشكل واضح من «السى إن إن» «بى بى سي»، وتغطيات وسائل الإعلام الغربية لأحداث مصر هو أنه برغم أزمات الدولة وأخطاء مبارك، إلا أن الرئيس المصرى كان يمثل عائقًا كبيرًا وخطيرًا فى المنطقة أمام أجندة أمريكية واجبة النفاذ، ليست هناك مبالغة عند القول إن العلاقات بين أوباما ومبارك كانت باردة كالثلج من البداية، مبارك كان يعارض وبشدة سياسة أوباما بشأن إيران وطريقة تعامله مع البرنامج النووى، وكذلك سياسات أوباما نحو دول الخليج العربى وسوريا ولبنان، بالإضافة للفلسطينيين وكان شوكة كبيرة أمام أجندة واشنطن الأكبر للمنطقة كلها، وقد أعطى مشروع واشنطن للشرق الأوسط الكبرى مسمى أكثر اعتدالًا «الشرق الأوسط الجديد»، وكما هو حقيقى فإن هناك عوامل دفعت الملايين للخروج إلى الشوارع واستغلالها فى أنحاء شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إلا أن ما لا يمكن تجاهله هو حقيقة أن واشنطن هى التى تقرر التوقيت وفق مخططها وما تراه، فى محاولة لصياغة النتيجة النهائية لتغيير شامل فى النظام واضطرابات فى أنحاء العالم الإسلامى، وقد ذكر صامويل هنتنجتون فى مقاله الشهير «صراع الحضارات» بمجلة «فورين أفيرز» استراتيجية واشنطن فى التدمير الخلاق لا تثير الذعر فى المنطقة فقط بل فى الصين وموسكو وشرق آسيا، انتفاضة مصر: سيناريو البنتاجون الحالى يبدو مثل رائعة المخرج الهوليوودى «سيسل بى ديميل». هذا الشخص مع مجموعة من ملايين من الشباب تم تدريبهم بدهاء عبر تويتر بشكل جيد وشبكات عناصر جماعة الإخوان المسلمين تعمل مع جيش دربته أمريكا، دور البطولة للإنتاج الجديد ليس سوى البرادعى الفائز بنوبل، والذى قام على نحو ملائم بسحب جميع خيوط المعارضة للنظام القديم بدعوى التغيير إلى ما يبدو أنه انتقال سلس نحو مصر جديدة تحت ثورة ليبرالية نصبت نفسها حاكمًا لمصر.