السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

تجديد الخطاب الديني مسئولية وطنية

الدكتورة مايا مرسي
الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومى للمرأة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد تجديد الخطاب الديني مجرد فكرة يتم تدولها بالمحافل الإقليمية والدولية، بل مسؤلية وطنية ومجتمعية وكذلك ضرورة فطرية وبشرية وترمى كافة الأبحاث والدراسات حول ذات التجديد إلى تحقيق خطاب واع ومعاصر، بحيث يمثل قراءة واعية وواعدة قادرة على إيجاد الحلول الشرعية المناسبة للمخاطر التي تهدد الأوطان والمشكلات المعاصرة.
وهذا بعينه ما جسدته وزارة الشباب والرياضة والأوقاف والثقافة في أبلغ مثال للتحرك الميداني على أرض الواقع، في أولى لقاءات سلسلة الحوار المجتمعي لتجديد الخطاب الديني والتي تستهدف وضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق السليمة، وذلك بمشاركة ممثلي الأزهر والكنيسة وعدد من ممثلي الفئات الشبابية من المعاهد الأزهرية واسقفيه الشباب، وعدد من الشخصيات العامة من بينها د. مصطفي الفقي، الأنبا موسي الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، د. آمنة نصير عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، ود. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ود. أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، الكاتب الصحفي هاني لبيب، والدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، ومحمد مندور عضو لجنة الشباب بمجلس النواب.
أية نهضة أو تنمية لن تكون ما لم تصدر من مفهوم ديني يستطيع الحث على تحقيقها باستخدام وسائل جديدة للخطاب تلمس مشاعر المواطنين وتتحدث عن واقعهم في إطار ترتيب الأولويات بشكل واقعي يسهل تطبيقه من خلال تفعيل النظريات العامة في الإسلام تعظيما للقيم والأخلاق الإسلامية الإنسانية العامة التي يحتاج إليها الناس كلهم دون استثناء.
ويسلتزم تحقيق الخطاب الديني، اعتماد ومتابعة التجربة الرائدة لتطوير المناهج الشرعية في ضوء معايير تعزز الفهم الصحيح للدين وتصحح المفاهيم الخاطئة وترسخ الاتجاهات الإيجابية، والتأكيد على دور المؤسسات التعليمية والتربوية في المجتمع وتحول الطلاب والتلاميذ من نطاق التبعية العمياء والحفظ والتقليد والتلقين إلى مستويات جادة من الوعي والتفكير والإبداع والقدرة على الاستنباط والتمييز والتمحيص والنقد.
كما يقتضى تحقيق الخطاب الدينى كذلك تكوين وتأهيل الدعاة علميا وفكريا وثقافيا وروحيا وسلوكيا بما يمكنهم من فهم الرؤى الكلية لمناهج العلوم الإسلامية وتكاملها والانطلاق من هذا الفهم الكلي الواعي، وتنمية مهارات فهم النص فهما صحيحا في ضوء الإلمام الجيد بالثابت والمتغير وتطبيقه على الواقع المتطور، والتدريب المستمر المتنوع في ضوء مستجدات العصر وفقه الواقع، اعتمادا على الاجتهاد الجماعي المتمثل في مجامع الفقه الإسلامي ومتابعة ذلك من خلال مراكز التدريب والتأهيل التي تقوم بها مؤسسات الدولة الدينية.
ولابد أن يعتمد التجديد المنشود على وجوبية اتجاه الخطاب الديني المعاصر إلى إقناع العقل وتغذية الفكر وإمتاع الوجدان والرقي بالمشاعر وتنمية المواهب الإبداعية والتشجيع عليها، وتعزيز المشتركات الإنسانية وترسيخ المعاني الوطنية من اجل إشاعة روح التسامح والمودة بين أبناء الوطن جميعا واحترام حق التعددية الاعتقادية والفكرية في ضوء الحفاظ على القيم الأساسية للمجتمع بما لا يخل بأمنه الوطني.
ولن يتحقق تجديد الخطاب الديني دون تعاون المؤسسات الدينية والعلمية والتعليمية والتربوية والفكرية والثقافية والفنية والإعلامية على إنتاج خطاب عقلي وعلمي وثقافي وديني وتربوي وإعلامي وطني يتناسب مع ظروف العصر وحجم التحديات، يحافظ على الثوابت الشرعية والأخلاقية والقيمية للمجتمع ويضع حلولا واضحة ومناسبة تتسم بالمرونة والواقعية لكل ما يواجه المجتمع من مشكلات أو تحديات.
ويعد من أولويات التجديد المنشود، تأهيل طلاب وطالبات الكليات والمعاهد والمدارس الشرعية علميا وثقافيا وفكريا وتربويا وتقنيا، مع الاهتمام بدراسة اللغات المختلفة وإتقان اللغة العربية والاهتمام بها اهتماما خاصا، فهي الجسد والإسلام هو الروح مع البعد عن التقعر فيها، وكذلك تمكينهم من أدوات التواصل العصرية بما يكسبهم القدرة على الحوار والإقناع لمحاورة نظرائهم على أن تشجع المؤسسات المختلفة- كل في مجاله - على ذلك وفي إطار تعاون مشترك فيما بينها.
كما يقتضى التجديد شد طاقات المجتمع كله لمعالجة الفكر المتطرف والمتفلت على حد سواء، ودعم قضايا العمل والإنتاج والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد والقضاء على البطالة والفقر بما يفجر طاقات المجتمع وإبداعاته للوصول إلى الأمن والاستقرار والازدهار والعيش الكريم في ظل الفكر الإسلامي القويم مع الإفادة القصوى من وسائل الإعلام المختلفة وتوظيف الأعمال الفنية والإبداعية لنشر القيم النبيلة وإنتاج أعمال تدعم القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية التي جاء بها الإسلام والرسالات السماوية، وبخاصة في مجال ثقافة الطفل والمرأة والأسرة والمجتمع، أولوية في غاية الأهمية لتحقق تجديد الخطاب الديني.