قد لا يعرف الكثيرون من الشباب المصرى والعربى خاصة من النشطاء السياسيين وثوار الميادين الوهميين معلومات كاملة عن جهاز الموساد الإسرائيلى، بعكس الجيل الذى عاصر محاولات ونشاط هذا الجهاز الإسرائيلى، بهدف التجسس على مصر وباقى الدول العربية، وتجنيد العملاء والجواسيس، والقيام بعمليات اغتيالات وقتل خارج حدود إسرائيل.
والذين قاربوا على سن الستين يدركون ويعلمون الكثير من العمليات والمهام القذرة التى نفذها جهاز الموساد الإسرائيلى ضد الدول العربية، والدور الذى قام به بعد نصر أكتوبر ١٩٧٣، بهدف تكوين شبكات من العملاء والجواسيس على أرض مصر وغيرها من الدول العربية الأخرى.ورغم توقيع اتفاقيات السلام والتطبيع إلا أن جهاز الموساد الإسرائيلى لم يتوقف عن نشاطه فى السعى لاستقطاب وتجنيد العملاء والجواسيس ووضع الخطط للنيل من استقرار مصر بصفة خاصة، والعمل على نشر الشائعات وإضعاف الروح المعنوية للمصريين بشكل عام، ولا أحد ينكر أن عملاء الموساد كانوا فى ميدان التحرير عقب ٢٥ يناير ٢٠١١.
وظل جهاز الموساد هو الجهاز المدلل داخل إسرائيل الذى لا يرد له طلب من أى حكومة إسرائيلية، وترصد له الميزانيات الضخمة لوضع الخطط واستقطاب وتجنيد العملاء والجواسيس على الأرض المصرية والعربية، لأن إسرائيل كانت هى العدو الأول والوحيد والرئيسى فى مفهوم ووجدان الأجيال السابقة والجيل الحالى ممن قاربت أعمارهم على ستين عامًا.
ومن يتابع ويرصد ما يدور داخل إسرائيل الآن يلاحظ بوضوح أن جهاز الموساد الإسرائيلى فى إجازة مفتوحة، وأن أغلب قياداته وكوادره لا يقومون بأى نشاط، وأن شعبة تجنيد العملاء والجواسيس تم حلها وتسريح المسئولين عنها، لأن هناك من يقوم بهذه المهام الآن دون مقابل، ممن ينتمون إلى الأرض المصرية والعربية اسمًا وقولًا فقط.
فالموساد الإسرائيلى لم يعد فى حاجة إلى تفتيت وتقسيم الدول العربية وتحقيق حلم إسرائيل، لأن هناك من المصريين والعرب فى بلاد العراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس ممن يقومون بهذه المهام، بل إنهم تفوقوا على الموساد الإسرائيلى فى تنفيذ كل المخططات التى وضعها الموساد خلال سنوات تأسيسه الأولى فى الأربعينيات.
فالموساد الإسرائيلى يتابع بسعادة بالغة ما يدور على الأرض العربية وما تقوم به عناصر الإرهاب ضد أبناء الشعوب العربية من قتل ودمار وتخريب، وأن أذرع الموساد التى كانت أجهزة الاستخبارات العربية تسعى إلى قطعها أصبحت الآن ممتدة فى كل شبر من الأرض العربية، بسبب ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها.
فالموساد الإسرائيلى قرر توفير المبالغ المالية التى كانت تخصص له من أجل إنفاقها على صحة وتعليم ورفاهية المواطن الإسرائيلى، لأن بعض الدول العربية وجهت أموال الصحة والتعليم إلى أجهزة الأمن والجيوش لمواجهة الإرهاب والحرب على الإرهاب من أجل حماية وتأمين الشعوب العربية.
فالموساد الإسرائيلى فشل فى اغتيال أى قيادة عسكرية فى الجيش المصرى على مدار تاريخه، لكن عناصر الإرهاب لدى جماعة الإخوان استطاعت اغتيال عناصر مصرية وطنية من الجيش والشرطة، تنفيذا لمخططات الموساد الذى حصلت قياداته على إجازة مفتوحة، تاركين المهمات القذرة لتلك الجماعة وحلفائها.
فجماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها هم الذين منحوا جهاز الموساد الإسرائيلى تلك الإجازة، وتولوا تنفيذ المهام القذرة ضد أبناء مصر والدول العربية، ويسعون لتحقيق حلم الموساد، ولكن الشرفاء والوطنيين من أبناء مصر والدول العربية سوف يسقطون كل المخططات لجماعة إخوان الموساد.