الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الرئيس "العريان"..!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أن الصراع “,”الفوقي“,” المسكوت عنه حتى الآن قد بدأ ينشر رائحته –غير الذكية– في الأنحاء، وإن كان الجميع “,”يغطرشون“,” عليه حتى لا تصل أخباره وتفاصيله إلى الناس، و“,”الجميع“,” الذين نقصدهم هنا هم قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة.
يتمثل ذلك الصراع في الرأس الهرمي الذي يمكن اختصاره في “,”الثلاثي“,”: الشاطر – مرسي- العريان، وهم بذلك الترتيب الفعلي والعملي؛ فالشاطر الذي تقدم بأوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية قبل الآخرين ما زال يتعامل مع واقع فوز مرسي، الذي كان احتياطيه في الترشيح، باعتباره -أي الشاطر– الرئيس الفعلي للبلاد، وأن مرسي –الذي تصدر المشهد– كان وسيلة “,”جمع الأصوات“,”؛ ولذلك حاول مرسي الالتفاف على ذلك الأمر بإصداره عدة قرارات رئاسية، سرعان ما تراجع عنها بعد “,”ضغوط“,” الشاطر، الذي يهمه “,”تسويق“,” مرسي كرجل مهزوز وقراراته ليست له؛ حتى يستمر الوضع على ما هو عليه، وإلى حين الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم –بعد ثلاث سنوات وبضعة أشهر- حيث يرشح الشاطر نفسه للرئاسة التي حرمه منها مجلس طنطاوي العسكري؛ وبالتالى لن يجرؤ مرسي على ترشيح نفسه أمام “,”الحاكم الفعلي“,” للبلاد.
لكن ذلك لا يعني أن مرسي سيستسلم لهذا المصير؛ لأنه يحاول كل آن وآخر “,”الفلفصة“,” من جحيم الشاطر بقرارات عجيبة أحيانًا، وبتصريحات أعجب أحيانًا أخرى، فيما يكمن الشاطر متربصًا لأي خروج على النص يحاوله مرسي.
أما عصام العريان فبدأ دخول حلبة الصراع على كرسي الرئيس من بعيد، وهو يقترب يومًا بعد يوم من قلب الحلبة.. صحيح أنه لا يملك كاريزما ونفوذ الشاطر على الحزب والجماعة، إلا أنه ليس سهلاً، ويعتقد أنه يملك ذكاءً فطريًّا، يمكنه من المواجهة ويجنبه اللوم من المرشد العام.
أول ما تبناه العريان في تلك الحرب غير المعلنة التصريحات المثيرة للجدل، والتي تسبب لغطًا على المستويين المحلي والدولي؛ مما يحقق له ذيوعًا أكبر وأنشط وقابلاً للمضاعفة، ومن ذلك ما أثاره تصريحه بعودة اليهود المصريين إلى وطنهم الأم مصر، وهو التصريح الذي أثار عاصفة قوية من الاحتجاج ضده، إلى الدرجة التي قال البعض معها إن العريان بدأ تخاريفه السياسية مبكرًا.. وهؤلاء لا يدركون أن الرجل يفعل ذلك بوعي شديد، وأن ما يهمه في المرحلة الحالية هو إثارة اللغط حول شخصيته؛ باعتبار ذلك من أهم عناصر مكونات صورته التي يسعى لترسيخها يومًا بعد يوم، حتى إذا تضخمت سهل عليه مقارعة الشاطر في الصراع الرئاسي القادم. بالإضافة إلى التصريحات التي “,”تخبط“,” في مرسي وحكومته ومرحلته، ومن ذلك ما قاله بالنص أمام وفد الحرية والعدالة المغربي “,”إخوان“,”، حين قال: “,”انتم عندكم حكومة واحنا ماعندناش والرئاسة قليلة الحيلة“,”؛ وهو ما يثبت أنه بدأ بالفعل في تسويق نفسه للرئاسة، وتلميع صورته التي طالتها “,”أوشاب“,” تلميذه صفوت حجازي؛ وهو ما يفسر اختفاء الأخير عن “,”مسارح“,” الأحداث في الفترة الأخيرة ، وأستبدل به الدكتور “,”محمد البلتاجي “,” الذي دخل في معركة عبثية في الاونة الاخيرة .
وبطل “,”معركته“,” هو إيريك تريجر، الباحث في معهد واشنطن الذي التقى البلتاجي أمام مقر حزب الحرية والعدالة، وطلب إجراء حوار معه، ووافق البلتاجي على ذلك، وقال البلتاجي “,”حرفيًّا“,”: إن دوره هو إصلاح وإعادة هيكلة وزارة الداخلية. وهذا ما ذكره تريجر على موقع التواصل الاجتماعي “,”تويتر“,”، وهو ما نفاه البلتاجي بشدة، بل واتهم الباحث الأمريكي بالكذب.. تدخل في سياق ما يحاول البلتاجي أن يضع نفسه في السياق العام، وليسجل حضوره في المشهد إلى جانب الشاطر ومرسي على الترتيب؛ ما يعني ويؤكد أن معركةً “,”تحتية“,” حامية الوطيس، تدور رحاها الآن بين أقطاب الجماعة، وإن كانت حربًا صامتة وغير معلنة على أي مستوى.
ومن يدري؟! فربما تتحقق الأمنية الغالية في ظل اختفاء المنافسين من الليبراليين والمستقلين الذين لا شك في غيابهم بعد ثلاث سنوات على يد الإخوان والسلفيين، وأن نصحو يومًا لنجد صورة جديدة في طابور صور رؤساء مصر مكتوب تحتها بخط ديواني مذهب: “,”سيادة الرئيس العريان“,”..!!