فى الوقت الذى تواجه فيه قوات إنفاذ القانون من رجال القوات المسلحة والشرطة تنظيم الإخوان الارهابى المدعوم بالمال والسلاح من بريطانيا وأمريكا وإسرائيل لهدم مصر، ويضحى خير أجناد الأرض بحياتهم وأرواحهم نداء لمصر وشعبها، يخرج علينا البعض بالهجوم على جيش مصر، لأنه يلبى نداء الواجب بعد استغاثة المنكوبين من أهالينا من السيول فى رأس غارب بالبحر الأحمر بحجة واهية أن الجيش يجب أن يحمى الحدود.
وهذه الدعوة هى جزء من أدبيات السياسة فى الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وبالتأكيد مثل هؤلاء لم ينالوا شرف الخدمة بالقوات المسلحة حتى يعرفوا أن عقيدة القوات المسلحة جزء من مبادئها الحفاظ على الشعب كجزء من حماية الأمن القومى.
حمدين صباحى توهم أن مصر ستنهار فى الدعوة المشبوهة يوم ١١/١١، وأنه سيأتى ليحكم مصر، والكارثة أنه لم يستوعب الدرس فى الانتخابات الرئاسية التى كانت بينه والسيسي، عندما حصل على المركز الثالث وليس الثاني، لأن الأصوات الباطلة لأهل الشر تجاوزت ٢ مليون صوت، بينما حصل الزعيم حمدين صباحى على ٧٠٠ ألف صوت بينما فاز السيسى بثقة أكثر من ٢٧ مليونًا لأول مرة فى تاريخ الانتخابات الرئاسية.
حمدين صباحى بيهاجم جيش مصر لأنه أغاث المنكوبين من أبناء الشعب المصرى فى رأس غارب بالبحر الأحمر، عندما قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالإشراف على إعادة الحياة لطبيعتها هناك مع الجيش الثالث الميدانى وبعض الشركات الوطنية، مثل البترول والمقاولون العرب، وشملت الجهود إعادة رصف الشوارع وترميم المدارس والمخابز والكهرباء، ورغم ذلك يهاجم حمدين صباحى القوات المسلحة لأنها تعمل لصالح الشعب وكان المفروض - كما يدعى - أن تلتزم القوات المسلحة بحماية الحدود، ويرفض نزول الجيش لإغاثة المنكوبين .. إذن هو ضد الشعب وأمنه القومي، وهو يدرك جيدًا أن هذه المواقف المشرفة من القوات المسلحة تعزز الصلة الوثيقة بين الشعب وأبنائه فى القوات المسلحة، وهو ما لا يريده هو والإخوان.
هم يريدون الجيش يحمى الحدود فقط، ولا يلبى نداء الشعب فى الأزمات والكوارث، وهذه ليست عقيدة أو أخلاق القوات المسلحة، لأنها جزء أصيل من شعب مصر العظيم.
إذن القضية عند حمدين صباحى ليست الشعب، وإنما الكرسى الخاص برئاسة مصر الذى يسيطر على أوهامه المريضة، ومن هنا فقد حمدين صباحى مصداقيته لدى الشعب.
وعلى نفس النهج الذى يسير عليه الزعيم الواهم حمدين صباحى يسير على خطاه إبراهيم عيسى فى انتقاده للجيش لأنه بادر بالنزول لإنقاذ أهالينا من كارثة السيول فى البحر الأحمر، وكان المفروض على الجيش أن يظل فى ثكناته لحماية الحدود. حتى لو قصرت الحكومة فى أداء واجبها الوطنى تجاه هذه الكارثة وغيرها كان المفروض على الجيش ألا يتدخل لينقذ الشعب من أى كارثة أو أزمة يتعرض لها.. مع أن القوات المسلحة والشرطة درعا وسيفا الوطن يحافظان على أمن مصر القومى سواء على الحدود أو الجبهة الداخلية، أما الهيئة الهندسية للقوات المسلحة - ولها من شعب مصر كل التحية والتقدير - فهى هيئة مستقلة تقوم بالإشراف على المشروعات القومية للدولة المصرية وتساعد الدولة فى الإغاثة والكوارث الطبيعية وغيرها التى يتعرض لها الشعب المصرى والوطن.
وهذه المواقف غير النبيلة تؤكد لنا أنهما فقدا مصداقيتهما لدى شعب مصر.
ويبقى فى النهاية أن نقدم التحية لكل رجال الجيش والشرطة الذين يحمون تراب الوطن ويقدمون أرواحهم ضد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لتحيا مصر .. ويقدمون العون والمساعدة لشعب مصر فى السراء والضراء.. فهم يطبقون شعار القوات المسلحة «يد تبنى ويد تحمل السلاح».