لا أحد منا يرضيه ما يفعله المتحرشون بالنساء والفتيات، وللأسف المشهد متكرر يوميا على مرأى ومسمع الجميع، وحقا رجال كثيرون فقدوا شهامتهم عندما فشلوا في اعتراض طريق المتحرشين بالفتيات وحمايتهم.
ورغم أن التحرش سلوك يرفضه الجميع، لكن لا أحد يستطيع اعتراض طريق المتحرش في ظل الهمجية التي نعيش فيها، وذلك خوفا من القتل أو الضرب أو التعذيب علي أيدي ذئاب بشرية لا تعرف لا أخلاقا ولا الرحمة!
النساء قررن محاربة المتحرشين والاستغناء عن خدمات الرجال الذين فشلوا في الدفاع عنهن، وأكثر ما يخشاه المتحرشون هو فضحهم، لذلك قررت فتيات مصر إنشاء حملة ومبادرة عرفت باسم "شوفت تحرش" وذلك بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وتلقن الحملة دروسا قاسية للرجال المتحرشين، وقالت "ندى حسين ناصر" الطالبة بنظم معلومات إدارية بجامعة القاهرة: وانا راجعة من الكلية كنت قاعدة جنب الشباك في الميكروباص، واللطخ اللي في الصور كان قاعد جنبي.
كنت فعلا فاصلة ومش شايفة قدامي وريحت دماغي ونمت فصحيت لاقيت إيده علي رجلي!، واتخضيت من منظره وزعقت جامد قولت له إنت متخلف!، وهو كمان اتخض وقعد على الكرسي اللي جنبه الناحية التانية وكان فاضي عليه شنطة، وقالي معلش أنا آسف.
اتوترت جدا، ومحستش إني أخدت حقي وبعد ما سكت مكانش ينفع ارجع ازعق تاني والعربية كلها رجالة بأرايل سمعوا الخناقة وماحدش فيهم إتكلم، روحت مكلمة واحدة صاحبتي وحكيت لها الموقف علشان اسمعه وقولت لها اديته بستين جزمة على دماغ أهله.
ولما قربت أنزل روحت مصوراه بموبايلي وكان المفروض ينزل يعديني، لكن فضل مكانه روحت قولت له أنا صورتك وهعملك بوست النهاردة وافضحك علشان لما قرايبك يشوفوك يعرفوا إنك متحرش.
وهناك حالة أخرى ترويها مصممة الأزياء "ميريت سمير" التي تعرضت للتحرش خلال محادثات الواتساب على هاتفها المحمول من رجل اسمه "رضا" من شبرا، وطلب منها تصميم فستان لزوجته بطول 175 سم ووزن 75 كيلو.
ثم قال إن زوجته مؤخرتها كبيرة من كثرة الضرب وأنه يحب المؤخرة جدا، وصدمت ميريت من كلام الرجل وأخبرته أنها ستقوم بفضحه وتنشر المحادثة على الفيس بوك برقم هاتفه، وتوسل إليها رضا بعدم القيام بذلك، لكنها رفضت ونشرتها بالفعل.
وتعرضت "ريهام عطا" لتحرش لفظي من سواق التاكسي رقم (رف أ-3158) ويدعي "بيشوي"، وقالت إنه انهال عليها بألفاظ قذرة أمام موقف السيارات وكان بصحبته أصدقاؤه ويضحكون على ما يقوله السائق، فقررت الاقتراب منه وقولت له هتبقي راجل وحلو لما تتهزق وتضرب قدام الناس.
فرد عليها بأبشع الألفاظ هتضربي مين يا ****، ومن هنا دخلت ريهام في مشاجرة مع السائق وضربته بالشلوت وحاول السائق التهجم عليها لكن الفتاة نجحت في جذب المواطنين حولها الذين أمسكوا بالسائق واتصلوا على الشرطة، وفي النهاية تم حبس السائق 4 أيام وعرض علي النيابة.
وتشكو احدى فتيات الحملة واسمها "غالية ابراهيم مدبولي" من محافظة أسيوط في فيديو صورته لنفسها وهي تروي ما حدث لها أثناء ذهابها لمولد "سيدي أحمد البدوي" بطنطا، حيث قالت إنها كانت ترتدي ملابس محترمة وعلى رأسها طرحة والناس كانت تعاكسها وتقول: "يا حبيبي يا رسول الله" وأثناء رحيلها خرج وراءها أكثر من 15 شابًا وزفوها ببعض العبارات.
وتابعت الفتاة أنها ذهبت لموقف السيارات لمغادرة طنطا وهي حزينة لما حدث معها بالمولد، وجلست على الكرسي لكنها فوجئت أن الرجال يجلسون علي يد الكرسي الذي تجلس عليه ولم يراع أحد أن فيه إنسانة قاعدة.
وأنهت كلامها: حقيقي أنا غضبانة والناس مش عايزة تشتغل ولا عندها أخلاق وعلشان مولد روحته في طنطا.. ماحدش سابني في حالي حتي شعري اتحرشوا بيه وأنا مش مسامحاهم.
حالة أخري من انجازات حملة "شوفت تحرش" قامت بها "مرمر يوسف" وهي احدي طالبات كلية طب الأسنان بجامعة عين شمس، ضد أحد الموظفين كبار السن اسمه "خالد الخشاب" وهو رئيس قسم معمل التركيبات المتحركة بالكلية ومعروف عنه التحرش بالطالبات.
وكانت مريم تسير في أحد شوارع مصر الجديدة وبالصدفة شاهدت الرجل الخمسيني وهو يركن أمامها لمضايقتها ويفتح الشباك ويعاكسها ويطلب منها الركوب بجواره، وكانت تمد في الحركة حتي تبتعد عنه وقالت له "عيب علي سنك هتتهزأ" وكان يضحك.
أخرجت مريم التليفون وقامت بتشغيل الكاميرا وتصوير الرجل الذي لم يتوقع أن الفتاة تقوم بتصويره، وقام بعمل حركات بذيئة وجنسية بأصابع يده، ولما أدرك أن الفتاة تنوي فضحه جري من أمامها بالسيارة.
وقالت مريم أنها بعد فضح الرجل علمت من بعد الفتيات التي تحرش بهن من قبل أنه يوميا يقف عند كلية البنات بمحطة الميرغني لمعاكسة الطالبات.
وهناك مشكلة أخري وقعت فيها احدي الفتيات خلال سيرها في شارع الجلاء، وشاهدت شاب يمشي خلفها ويشدها من شعرها وكان يضحك ومبسوط ومعه صديق له يشجعه، وزعقت الفتاة والناس اجتمعت علي الشابين وتم ضربهم.
وتقول الفتاة ان الولاد عندهم بجاحة كبيرة، وبعد ما اتضربوا شوفت واحد فيهم راكب ميكروباص وصورته بالموبيل وهو شايفني وباصصلي ومش فارق معاه أصلا !.، وأكدت الفتاة أن هذا الموقف تتعرض له باستمرار نسبة كبيرة من فتيات مصر.
وتقول أميرة عبدالستار من القاهرة، أنها شاهدت مشاجرة منذ 3 أيام لشاب كان يدافع عن فتاة من التحرش وتم طعنه بمطواة وضربه بطلقة خرطوش، وعرفت من المكوجي أن الشاب توفي وأهالي الفتاة والشاب مصممين يأخذوا بثأره من المتحرشين.
أما "هبة الراوي" تري أن الحقوق لا تسترد إلا بالقوة وتطالب الفتيات بعدم السكون علي حقوقهن مهما كانت صغيرة، وأكدت أنها قامت بضرب رجل في ميكروباص قام بالتحرش بها وقطعت جزمها أثناء ضربه.
وتم نشر عدة فيديوهات بالحملة، منها فيديو لرجل كبير فالسن، ويبدو أنه سائق أتوبيس نقل عام، وأثناء معاكسته لفتاة قامت بتهديده بتصويره وفضحه، فخلع لها البنطلون أمام الكاميرا، وهناك فيديوهات اخري للتحرش أمام السينما وعلى كورنيش النيل وفي مظاهرات الاخوان.
لا شك أن حملة "شوفت تحرش" نوع جديد من الحملات للقضاء علي ظاهرة يعاني منها المجتمع ككل، وتم اطلاق خط ساخن للحملة، والنساء متمسكات بفضح المرضي النفسيين والذئاب البشرية، وعلي الرجال أن يعترفوا أن النساء إذا اجتمعوا علي فكرة ووقف كل الرجال أمامهم لم يستطيعون أبدا التغلب علي الجنس الناعم !!.