قدم الفنان الراحل محمود عبدالعزيز المشكلات التى واجهت المرأة فى مجتمعاتنا العربية ببراعة شديدة وفهم عميق، طارحًا فى أعماله حلولا لتلك المشكلات وليس عرضًا لها فقط.
وعرضت أفلامه القضايا المسكوت عنها والتى طالبت بالمساواة بين الرجل والمرأة داخل المنزل وفى العمل، حيث تناول العديد من أفلامه مثل «السادة الرجال» و«سيداتى آنساتى» و»الشقة من حق الزوجة» و»بيت القاصرات» و»العذراء والشعراء الأبيض»، حقوق المرأة وامتيازاتها وناقشت قهر المرأة فى المجتمع الذكورى، وكانت تعتبر مثل هذه المواضيع بمثابة الخطوط الحمراء التى يخاف كثير من النجوم تقديمها حفاظًا على نجوميتهم.
اللافت أن وجهة نظر الساحر كانت صائبة لأن هذه الأعمال نالت إعجاب الجماهير والنقاد، وكان السبب الرئيسى فى هذا النجاح إصراره على تقديم نوعية مثل هذه الأفلام، علاوة على تقديم شخصية المرأة فى أفلامه بتركيبة مختلفة وفريدة.
فتناول فيلم «السادة الرجال» أبعاد العلاقة بين الرجل والمرأة من منظور اجتماعى ونفسى فى إطار كوميدى ساخر، منتقدًا واقع مجتمع الرجال المرتبطين بالمفاهيم الأسرية القديمة المتعجرفة.
فالزوجة ينهاها زوجها عن تجاوز حدودها كامرأة ويصر على أن الرجل هو صاحب الأمر والنهى فى الحياة الأسرية وفى المجتمع بأسره، لتثور الزوجة على المجتمع الذكورى وتتحول إلى رجل لأخذ حقوقها.
أما فيلم «سيداتى آنساتى»، فهو توليفة كوميدية جمعت بين أزمة الإسكان والأزمة الاقتصادية وأجور الأطباء المنخفضة وتأخر زواج الفتيات.
وأيضا فيلم «الشقة من حق الزوجة» الذى يعد من أشهر الأفلام فى السينما المصرية التى تناولت أزمة السكن وأعباء المعيشة وحياة المتزوجين بمشكلاتهم وصراعاتهم اليومية، وشاركته الراحلة معالى زايد فى بطولة الفيلم الذى كان يدور فى إطار كوميدى رغم عرضه مشكلة هامة تواجه مجتمعنا العربى.
بينما قدم فى فيلم «بيت القاصرات» مشاكل الفتيات القاصرات بشكل واضح وصريح وغير مبتذل من خلال نماذج إنسانية بائسة، بعضها ضائع وبعضها يائس، والبعض الآخر مستسلم.
ويروى الفيلم قصة البنت الفقيرة التى دافعت عن عذريتها وشرفها وهى فى الشارع والمفارقة أنها فقدتهما عندما دخلت إصلاحية الأحداث وشاركته فى بطوله الفيلم سماح أنور ومحسنة توفيق.
وأخيرًا فيلم «العذراء والشعر الأبيض» الذى تناول جانبًا من شخصية المرأة التى لم يشأ لها القدر أن تنجب وإصرارها على أن تصبح «أم»، فتتبنى طفلة صغيرة من ملجأ للأيتام وتدللها وتلبى كل رغباتها ما أدى إلى إفسادها.
وركز الفيلم على تناول شخصية الفتاة المدللة خاصة خلال سن المراهقة حيث تقع فى حب أبيها وترقص وتلهو مع الشباب ولم تهتم بسمعة عائلتها وتتوالى الأحداث.