الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز".. ترصد التفاصيل الكاملة لـ"عرس الدم" في دهشور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

* قطار البضائع أطاح باتوبيس.. واغتال 27 شخصا من عائلة واحدة
* القبض على قائد ومساعد القطار وعاملى المزلقان.. واتهامات متبادلة بينهم
* قطارات الموت ما زالت تسير على جثث الابرياء.. ومعاينة النيابة تكشف سلامة سلاسل المزلقان



ما اشبه الليلة بالبارحه، هذا هو اقل مثل ينطبق على هذا اليوم المشئوم، الذى وقع فيه حادث تصادم قطار نقل بضائع، باتوبيس، على مزلقان دهشور بالجيزة، والذى اودى بحياة 27 شخصا، بينهم اطفالا ونساء وشباب، واصابه 29 اخرين، حيث عاشت قرية دهشور ليلة حالكه السواد، ثمانى ساعات مرت عليهم كأنها الدهر، حيث كانوا يحملون كشافات الاضاءة، ويقطعون مسافة لا تقل عن الكيلو متر - جيئة وذهابًا - فوق قضبان شريط القطارات، يجمعون اشلاء الضحايا الذين فرمتهم عجلات القطار، بعد ان صدم الاتوبيس الذى كان يقلهم، فى طريق عودتهم من حفل زفاف فى حى المعادى، الى قريتهم بمحافظة الفيوم، المشهد الدامى للاشلاء المتناثرة حول القضبان، وبقع الدماء التى غطت قطع الزلط والبازلت التى تتوسطها، اعاد الى الاذهان المشهد المأساوى لحادث ضحايا قطار محافظة اسيوط، الذى وقع منذ عام، واغتال 50 طفلا كانوا فى طريقهم إلى المدرسة، الدموع تحجرت فى العيون، والصرخات كتمتها بشاعة الحادث، والاهالى انهكموا فى البحث عن ناجيين او مصابين، وبعضهم راح يجمع متعلقات الضحايا خوفا من ضياعها.
الحادث المأساوى زاد من احزان المصريين جميعا، بعدما تزامن مع مشهد اخر لا يقل بشاعة، وهو اغتيال أيدى الارهاب، لمقدم الشرطة محمد مبروك، مسؤول ملف جماعة الإخوان المحظورة، وقضية سجن وادى النطرون، ولديه ملفات قضايا التخابر الإخوانية، وأحد شهودها.
معاينة النيابة، واقوال شهود العيان، اثبتت ان قطار الموت صدم سيارة نقل، مما ادى الى تحطيم كابينة السائق من الناحية اليمنى للسيارة، وكان داخلها السائق، الذى كتب له القدر النجاة بمعجزة، ولم يصب باى اذى رغم تحطم الكابينة، كما صدم القطار اتوبيس العائلة المنكوبة، العائدة من حفل الزفاف، ودفعه امامه على القضبان لمسافة لا تقل عن كيلو متر.

** وقوع الحادث..
كانت عقارب الساعة تشير الى الثانية عشرة - تقريبًا - من مساء الاحد، الشوارع اصبحت هادئة، وانشغل الجميع، والقنوات الفضائية، بحادث اغتيال المقدم محمد مبروك، الضابط بجهاز الأمن الوطني، على أيدي عناصر ارهابية بمدينة نصر، ولكن كانت مصر على موعد مع حادث جديد مشئوم، فوقع حادث مزلقان دهشور المؤلم، الضحايا كانوا عائدين من احد الافراح بمنطقة المعادى، الى منزلهم بمحافظة الفيوم، بينما كان القدر واقفا لهم بالمرصاد، فمنهم من فقد اشقاءه، والديه، واطفاله، ومع اهمال المسؤولين والحكومة فى تامين مزلقانات القطار بجميع المحافظات، نسى الجميع حادث مقتل 50 طالبا بمحافظة اسيوط، الذين راحوا ضحية الاهمال أيضًا، قبل عام من الآن، واصبح المشهد حاليا بالبلاد، هو الحزن من قبل المسؤولين على اى حادث، ثم يخرجون امام وسائل الاعلام، ويصدرون تصريحات نارية، يؤكدون فيها انهم سيوقفون نزيف الدماء، ويؤمّنون جميع المزلقانات، ولكن تكون كل تلك التصريحات - دائمًا - حبرا على ورق.


** تفاصيل الحادث..
تلقى اللواء محمود فاروق، مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد محمد الدرملى، مأمور قسم اول اكتوبر، بلاغا من شرطة النجدة، يفيد بوقع حادث تصادم مروع بين اتوبيس مينى باص، وقطار نقل بضائع، ووقوع مصابين وضحايا.
انتقلت على الفور قيادات الامن بمديرية امن الجيزة، باشراف اللواء كمال الدالى، مساعد الوزير لامن الجيزة، واللواء مجدى عبد العال، مدير المباحث، والعميد مصطفى عصام، رئيس مجموعه الامن العام بالجيزة، والعميد حسام فوزى، رئيس قطاع اكتوبر والشيخ زايد، والمقدم طارق فاروق، من مباحث مديرية امن الجيزة، الى مكان الواقعة، وهرعت ايضا سيارات الاسعاف وقوات الانقاذ بالجيزة، وقوات الحماية المدنية، لسرعة انقاذ المصابين، وانتشال جثث الضحايا، بينما فرضت قوات الامن كردونا امنيا حول المنطقة، وظلت قوات الانقاذ تقوم بنقل المصابين فى سيارات الاسعاف بعد انقاذهم، الى المستشفيات القريبة، لسرعة تلقى العلاج، إلى جانب رفع اشلاء الضحايا الذين خرجوا من تحت عجلات القطار دون معالم، ومنهم من خرج فاقدا ذراعية او رجليه، وتسببت بشاعة الحادث فى اختفاء معالم بعض الضحايا، الذين كان بينهم اطفال لا ذنب لهم، الا انهم ذهبوا مع والديهم مرتدين انقى الثياب لحضور احدى حفلات الزفاف، ليعودوا فى نعوش، ومنهم من يرقد بالمستشفى فى حالة خطيرة.
وقد قامت اجهزة الامن بمديرية امن الجيزة، بالاستماع الى اقوال شهود العيان، وجمع التحريات حول الواقعة، حيث دلت التحريات ان عاملو المزلقان هم سبب الحادث، حيث تركوا المزلقان مفتوحا امام حركة سير السيارات، ومع قدوم القطار، وقع الحادث الاليم.

**القبض على سائق القطار..
حاول قائد القطار، ومساعده، والعاملون بالمزلقان، الهرب بعد وقع الحادث، الا ان قوات الامن المتمركزة فى احدى المناطق القريبة من الحادث، قامت بمطاردتهم باشراف العميد حسام فوزى، رئيس قطاع اكتوبر والشيخ زايد، وحاصرتهم فى مكان تواجدهم وسط الصحراء، وتمكنت من ضبطهم والتحفظ عليهم، ليتمّ ترحيلهم - وسط حراسة امنية مشددة - الى قسم اول اكتوبر، للتحقيق معهم، وبالاستماع الى اقوال احد شهود العيان، ويدعى عماد الدين ابرهيم عكاشة، 31 سنة، موظف بمشروع المحاجر ومقيم بدائرة مركز منشأة القناطر، أقر بعدم قيام عاملي المزلقان بإغلاقه اثناء قدوم القطار.


**العرس تحول الى مأتم..
فجأة، ودون مقدمات، تحولت حياة عشرات المواطنين من الفرحة والبهجة فى احدى حفلات الزفاف، الى الصراخ والعويل والحزن، حيث وقع الحادث الاليم عقب اصطدام القطار بسيارة نقل "تريلا"، ثم الاصطدام باتوبيس "مينى باص"، الذى كان يقل عشرات المواطنين، بمزلقان دهشور الخالى تماما من اى خدمات امنية، مما ادى الى وقوع الحادث.
انتقلت "البوابة نيوز" الى مكان الواقعة، وقضت ليلة عودة نزيف الدماء مرة اخرى على قضبان السكة الحديد، فى مشهد مأساوى يصعب على الجميع، حيث تناثرت جثث واشلاء الضحايا على قضبان السكة الحديد، الدماء تسيل كالعادة، والخاسر فى النهاية هو المواطن المصرى، الذى اصبحت حياته رخيصة عند حكومته، وتسبب اهمال عاملي المزلقان فى احداث كارثة جديدة من حوادث القطارات المتكررة، ومنذ ان تضع قدمك مكان الحادث بمزلقان دهشور، وتمشى حوالى كيلومتر للوصول الى مكان الاتوبيس - الذى انفصل كل جزء فيه عن الآخر - تجد كراسى الاتوبيس منتشرة بطول شريط السكة الحديد، ومتعلقات الضحايا وأشلاءهم، بينما قامت قوات الانقاذ بتقطيع مقدمة القطار، للبحث عن ضحايا اسفله، وعثروا خلالها على جثتين بالفعل، احداهما لطفلة، كما قام فريق من المباحث بالبحث بطول شريط السكه الحديد، عن متعلقات الضحايا، للتوصل الى هوياتهم.


**اتهامات متبادله..
التقت "البوابة نيوز"، رأفت محمد حنفى عبد الرازق، من محافظة القليوبية، وقائد قطار الموت الجديد، والذي اكد انه تحرك من محافظة بنى سويف، بمنطقة المرازيق، فى طريقه الى الكيلو 48 بالواحات، واثناء دخوله إلى موقع الحادث "دهشور"، قام باضاءة الكاشفات، واطلاق الانذارات، لتنبيه عاملي المزلقان بقدوم القطار، حتى يقوموا باغلاق المزلقان، ويمنعوا مرور السيارات، مشيرا الى إلى انه فوجئ بتواجد سيارة نقل "تريلا"، فاصطدم بها نتيجة سرعة القطار، وعقب ذلك فوجئ بتواجد مينى باص على قضبان السكة الحديد، فاصطدام به أيضًا، ما ادى الى وقوع الحادث والضحايا.
كما اكد محمد سليمان محمد الدسوقى، من محافظة القليوبية، ومساعد قائد القطار، ان الحادث وقع فى تمام الساعة الثانية عشرة من مساء الأحد، بمزلقان دهشور، وأنهم فوجئوا بتواجد سيارة "مينى باص" بها عدد من المواطنين، فقاموا باستعمال آلات التنبيه والاضاءات، لتنبيه عمال المزلقان بقدوم القطار، ليغلقوا المزلقان ويمنعوا عبور السيارات، ولكن المزلقان كان مفتوحا، والدليل على ذلك هو عبور الـ "مينى باص" قبل الاصطدام به.
كما التقت "البوابة نيوز"، الشاذلى يس السيد على، من محافظة القليوبية، وياسر عبد الجليل سالم، عاملي المزلقان، واللذين قالا إنهما لم يتلقيا اى اشارات من العاملين المتواجدين فى المزلقان الاول، وانهما فوجئا بقدوم القطار، مؤكدين انهما كانا متواجدين بالمزلقان، ولم يتركا عملهما كما ادعى البعض.
كما استمع العميد محمد الدرملى، مأمور قسم اول اكتوبر، الى احد شهود عيان الواقعة، ويدعى عماد الدين ابراهيم عكاشة ابراهيم، من مركز البدرشين، والذي اكد ان السلاسل الخاصه بالمزلقان كانت مفتوحه، وان المزلقان كان مفتوحا، كما أكد حامد محمد محمود محمد، من محافظة كفر الشيخ، وسائق السيارة "تريلا" التى اصطدم بها القطار فى بداية الحادث، انه شاهد سيارة مرت من امامه عبر المزلقان، فقام بالعبور مثلها، ولكنه فؤجئ بقدوم القطار، ما ادى الى وقوع الحادث، مؤكدا ان المزلقان كان مفتوحا.

**اسماء القتلى والمصابين..
حصلت "البوابة نيوز" على اسماء الضحايا والمصابين المتواجدين مستشفى الهرم، حيث استقبل المستشفى 25 حالة اصابه، و3 متوفين مجهولين.
والمصابون هم: نرمين يعقوب عبد الملاك 10 سنوات، منة يعقوب عبد الملاك 18 سنة، صلاح خليل معوض 33 سنة، مارينا عماد نظمى 22 سنة، ديولا فؤاد نادر 17 سنة، أبانوب فؤاد نادر 3 سنوات، نايرة إسحاق حنا 12 سنة، منة إسحاق حنا 14 سنة، فؤاد نادر 55 سنة، هاجر موريس 45 سنة، نرجين أيمن 5 سنوات، سمير جرجس 60 سنة، سامح سمير العطيط 33 سنة، إسحاق فوزى 61 سنة، يوسف أيمن 14 سنة، سمير سمير 38 سنة، دوريس تواضروس رفعت 10 سنوات، دينا رفعت فوزى 19 سنة، سامح جرجس 60 سنة، ونوال حنا ملوك 46 سنة، إضافة إلى اثنين لم يتم التعرف عليهما، و3 متوفين داخل ثلاجات المستشفى، لم يتم التعرف عليهم أيضًا حتى الآن.
بينما استقبل مستشفى ام المصريين، 7 حالات وفاة، هم: عادل صبحى حنا 61 سنة، جرجس نوفائيل جرجس 66 سنة، إبراهيم حنا ملوك 57 سنة، يوسف فوزى سليمان 51 سنة، سناء حنا ملوك 54 سنة، وهالة كريم معوض، وهناك جثة لطفل لم يتم التعرف عليه، بينما كانت هويات المصابين: هانى كريم 30 سنة، مينا إسحاق ملوك 12 سنة، ناجي معوض كريم 61 سنة، هانى كريم معوض 33 سنة، وسعاد سامى 26 سنة.
واستقبلت مستشفى اكتوبر المركزى 10 ضحايا، تم التعرف على شخص منهم، يدعى إسحاق حنا ملوك 54 سنة، ولم يتم التعرف على بقية الضحايا حتى الآن، كما يوجد 4 ضحايا داخل مستشفى الشيخ زايد المركزى، لم يتعرف على هوياتهم حتى الآن أيضًا، أما بعض الضحايا الذين تم التعرف عليهم، فهم: جرجس يواقين جرجس 66 سنة، ابانوب فؤاد نادر 3 سنوات، منه اسحاق حنا 14 سنة، نرمين ايمن 5 سنوات، اسحاق حنا ملوك 55 سنة، وكريم معوض كريم حنا 60 سنة، يوسف فوزى سليمان 60 سنة، ومينا اسحاق حنا 40 سنة.


**تحقيقات النيابة..
بدأت نيابة حوادث جنوب الجيزة، باشراف اسامة حنفى، رئيس النيابة، التحقيق فى حادث قطار دهشور، الذى اسفر عن مصرع 27 واصابة 29 اخرين، حيث انتقل حسن المتناوى، مدير النيابة، لاجراء المعاينة التصويرية والمبدئية لموقع الحادث، حيث كشفت المعاينة ان سلاسل المزلقان سليمة ولم تكسر، كما كشفت مناظرة النيابة لجثث الضحايا، ان الحادث حولهم الى اشلاء تم انتزاعها بصعوبه من بين القضبان وعجلات القطار، وصرحت النيابة بدفن 16 جثه تعرف عليها ذويها، كما امرت بأخذ عينات الـ "دى ان ايه" لـ 11 جثه مجهولة الهوية، وانتداب المعمل الجنائى، وتشكيل لجنة لفحص اثار الحادث، كما انتقلت لسماع اقول المصابين في المستشفيات التي يرقدون بها، وقد أكد بعضهم أنهم لم يروا الحادث، ولكنهم فوجئوا به، كونهم نائمين عقب رحلة ذاهب، وحفل زفاف، بينما أكد البعض الآخر من المصابين، أن عامل المزلقان لم يقم بإغلاقه أثناء قدوم القطار، وأن سائق الأتوبيس تخطى المزلقان دون انتظار قدوم القطار القادم من بعيد.