«سلامتك يا سيد العقل الكبير.. سلامتك يا مسحراتى الضمير.. سلامتك يا سيد صيد الحروف.. بخفة ورشاقة وما تعرفش خوف.. سلامتك يا سيد الشوافين.. يا نظارة الخلق المحرومين.. سلامتك يا سيد شعراء الوطنية.. سلامتك يا سيد النقاء والطهارة يا أنشودة الحرية.. سلامتك يا سيد الشموخ والكبرياء والإرادة الأبية.. سلامتك يا سيد الفكر المنمق معلم شقاوة الأغنية.. سلامتك يا سيد الصوت الرخيم والحزن الدفين والضحكة الطفولية.. سلامتك يا سيد حب الحياة.. يا ناى الحزين ودف الباحث عن الصوفية.. سلامتك يا سيد ريحة الغيطان يا نخل المدينة يا عود الريحان.. سلامتك يا سيد المفهومية.. يا كاسى الحروف ثياب ذهبية.. سلامتك يا سيد جمع اللآلئ.. يا هازم بصوتك مرارة الأيام.. يا بانى العقول بحبة كلام.. سلامتك يا سيد الشهامة والجدعنة.. يا ابن البلد يا ريحة البلد وطعم البلد.. سلامتك يا سيد وفيها كام سيد حجاب.. سلامتك محتاجينك بلدك بتناديك وعمرك يا سيد ما كنت بخيل.. اقهر المرض لأجل القاهرة.. حوارى وشوارع القاهرة مستنياك تعود بالأغانى لأجل تشيل الغبار وتمحى الصدأ من العقول بصدق الكلام وعمق المعانى.. قاهرتك تناديك «هنا القاهرة القاهرة القاهرة.. هنا القاهرة الساحرة الآسرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة.. هنا القاهرة الزاهرة العاطرة الشاعرة النيرة الخيرة الطاهرة.. هنا القاهرة الصابرة الساخرة القادرة المنذرة الثائرة الظافرة.. هنا القاهرة.. صدى الهمس في الزحمة والشوشرة أسى الوحدة واللمة والنتورة.. هنا الحب والكدب والمنظرة.. نشا الغش في الوش والإفترا.. هنا القرش والرش والقش والسمسرة.. هنا الحب والحق والرحمة والمغفرة.. هنا القاهرة القاهرة القاهرة.. وأنا في قلب داومتك الدايرة بينا.. بصرخ بحبك يا أجمل مدينة.. يا ضحكة حزينة.. يا طايشة ورزينة.. بحبك وأعفر جبينى في ترابك.. وأعيش في رحابك وأقف جنب بابك.. جناينى أروى بالدم وردة شبابك يا زينة جنينة حياتنا اللعينة.. بحبك بحبك بحبك يا بنت اللذين.. هنا القاهرة القاهرة القاهرة.. هنا النيل يسيل وبحنانه النبيل يروى جيلا بعد جيل يقهر المستحيل هنا الأهرامات واقفة تحكى بثبات ذكريات اللى فات لابن مصر الأصيل هنا مار جرجس بسيفه يبرجس ويهرس في إبليس ويشفى العليل.. هنا القاهرة القاهرة القاهرة تدور طواحين السنين قلبات نعيش دوارين من الميلاد للمات نقيم سقالات إنشاءات معجزات وندى الوجود أنبياء ورسالات رياح الفنا بنبضه الأغنيات.. هنا القاهرة القاهرة القاهرة هنا تاج بلادنا هنا الألف مدنة ومدنة قصادنا هنا سوق بلادنا وزادنا قصادنا حصادنا قصادنا هنا شوق ولادنا همومنا عددنا وأحلام تزيد عن عددنا.. هنا القاهرة القاهرة القاهرة هنا الضد بالضد باب واستبد.. ما تعرف مرارنا هزار ولا جد وده نهار عمل ولا جمعة وحد ولا حد خد باله من أي حد.. حياتنا هنا حارة سد وسؤال ما له رد لكن وردة الغد فارده على كل خد».. سلامتك يا أستاذ الأساتذة مليون سلامة فكم أسعدت قلوب الملايين وتراقصت على كلماتك قلوب المحبين.. يعز علىّ أن أراك أو أسمع صوتك مريضًا.. فقد كان لى شرف زمالة الأستاذ في لجنة تحكيم استديو الفن، ورغم صغر سنى آنذاك إلا أن القدر السعيد جعلنى زميلة لقمم مصرية وأساتذة أفاضل أمثال الدكتور حسن شرارة والإعلامية القديرة سناء منصور والملحن المبدع صلاح الشرنوبى والفنانتين الرائعتين نيللى وشيرين، وعملاق الشعر سيد حجاب.. حيث كانت فترة من أجمل وأروع أيام حياتى لاكتسابى خبرة حياتية كبيرة لتعاملى مع هؤلاء العمالقة عن قرب، وكم تعلمنا من الأستاذ سيد حجاب شاعر العامية وأسلوبه اللاذع في النقد بسخرية وأدب في نفس الوقت، قد نختلف على آراء الأستاذ سيد حجاب ولكن لا يختلف أحد على موهبته الربانية الهائلة وبصمته المؤثرة على الأجيال التي عاصرته، خاصة من خلال كلماته وأشعاره المعبرة في تترات أروع المسلسلات والتي كانت تختزل حلقات المسلسل كاملة بعمق وإبداع مثل: الأيام، والوسية، وليالى الحلمية، والمال والبنون، وغيرها الكثير.. ندعو جميعا للشاعر الكبير فنحن في أشد الحاجة إلى ه، وكما قدم لبلده الكثير علينا جميعا ألا نبخل عليه بالدعاء الصادق في محنة المرض، ونتمنى أن تكون هذه المحنة منحة أيضا، ويقدم إلينا مزيدًا من إبداعاته التي تعبر عن معاناته ومعاناتنا جميعا، وأرجو أن تستفيد الدولة من أولئك العمالقة الذين يزينون حياتنا، وأتمنى أن يكلف بعد شفائه بكتابة ملحمة تعبر عن أوجاع الوطن، ومحاولاتنا لتخطى العثرات والصعاب، علينا أن نستفيد من هؤلاء العمالقة ويتم تسجيل سيرتهم الذاتية صوتًا وصورة لتستفيد الأجيال من تجاربهم الثرية، وإذا كان مسئولونا يغفلون عن هؤلاء القمم ويتجاهلونهم في أوقات المحن، فسوف تظل إبداعاتهم التي ألهمتنا تراثا يعلم الأجيال وسوف تظل أسماؤهم محفورة في ضمير الوطن وذاكرته.
