الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

غدًا.. انطلاق الجولة النهائية من انتخابات الرئاسة الأمريكية

غدا.. انطلاق الجولة
غدا.. انطلاق الجولة النهائية من انتخابات الرئاسة الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى التاريخ الأمريكى، كان طريق البيت الأبيض سهلا للجمهوريين، من حيث عدد الرؤساء، وتولى رئاسة أمريكا ١٨ جمهوريًا، أولهم إبراهام لنكولن في الفترة من ١٨٦١ – ١٨٦٥، آخرهم جورج دبليو بوش الابن، الذي استمر فترتين رئاسيتين، أما الجانب الديمقراطى، فتولى ١٥ منهم رئاسة أمريكا، أولهم أندرو جاكسون (١٨٢٩-١٨٣٧)، وآخرهم باراك أوباما. 
وتجرى الانتخابات خلال «الثلاثاء الكبير» في ١٤ ولاية ومنطقة أمريكية، يتم خلالها اختيار أكثر من ١٠٠٠ مندوب من الحزب الديمقراطى و٦٠٠ مندوب من الحزب الجمهورى يتعهدون بتأييد واحد أو آخر من المرشحين للرئاسة..
يدخل المرشحان لانتخابات الرئاسة الأمريكية اليوم الأخير من حملتهما قبل حلول عمليات الاقتراع عقب ساعات، ويقومان بجولات انتخابية بولايات رئيسية.
في ثمانينيات القرن الماضى بدأ تقليد الثلاثاء الكبير، وتبلور المصطلح إعلاميا عندما قررت ثلاث ولايات جنوبية إجراء الانتخابات التمهيدية فيها بشكل متزامن في ثانى ثلاثاء من شهر مارس، وكان يوم ٨ مارس ١٩٨٨ حصول جورج بوش الأب على ترشيح الحزب الجمهورى. 
اختار الكونجرس الأمريكى يوم الثلاثاء تحديدا لتمكين المواطنين الأمريكيين من التصويت في الانتخابات خصوصا المزارعين منهم، حتى لا تتأثر أعمالهم خلال بقية أيام الأسبوع، لأن المجتمع كان حينئذ مجتمعا زراعيا يتم التنقل فيه بين المناطق بواسطة الخيول. 
ثم أقر الكونجرس عام ١٨٧٥ الثلاثاء أيضا يوما لإجراء انتخابات مجلس النواب، كما أقره في عام ١٩١٤ لإجراء انتخابات مجلس الشيوخ.
يختلف عدد الولايات المشاركة في يوم «الثلاثاء الكبير» من انتخابات لأخرى، حيث شاركت ١٤ ولاية ومنطقة في انتخابات عام ٢٠١٦، مقابل ٢٤ ولاية في انتخابات عام ٢٠٠٨.
ورغم أن سباق «ترامب وكلينتون» يستحوذ على أنظار العالم، فإن مواطنى الولايات المتحدة لا يصوتون فقط من أجل تحديد رئيسهم المقبل. 
فبالتوازى مع الانتخابات الرئاسية، تجرى أيضا عدة انتخابات أخرى، أهمها انتخابات مجلسى النواب والشيوخ. 
ويعد مجلس الشيوخ الأمريكى الغرفة الأعلى من الكونجرس، ويلعب أعضاؤه دورا محوريا في إقرار تعيين الرئيس والتصديق على المعاهدات الدولية، وبإمكانهم اقتراح القوانين والتصويت على مشروعات القوانين التي يمررها مجلس النواب، الغرفة الأدنى من الكونجرس.
صمم مجلس الشيوخ بطريقة تعكس مصالح الولايات بحيث تتمثل كل ولاية، بقطع النظر عن عدد سكانها، بمقعدين في هذا المجلس، فولاية مثل وايومنغ لا يزيد تعداد قاطنيها على نصف مليون تتساوى في التمثيل مع كاليفورنيا ذات الأربعين مليون نسمة. 
وتكون مدة ولاية عضو مجلس الشيوخ ست سنوات، ويتدرج انتخاب ثلث أعضاء هذا المجلس كل سنتين.
وفى الأصل كان يتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ الممثلين لكل ولاية بواسطة مشرعى كل ولاية.
وفى عام ١٩١٣، بات انتخابهم يتم من الشعب مباشرة، ولقد اعتقد مؤسسو أمريكا بداية أنه من الأفضل إبعاد الشيوخ عن دائرة عواطف المواطنين لأنهم كانوا ينتخبون بطريقة غير مباشرة ولفترة ولاية أطول، إلا أنهم ينتخبون الآن بصورة مباشرة من مواطنى ولاياتهم. 
ويتألف مجلس الشيوخ الأمريكى من ١٠٠ سيناتور، وعندما يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع اليوم، لن يقوموا بالاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد فحسب، بل سيختارون أيضا ٤٣٥ عضوا في مجلس النواب، كما سيختارون ثلث أعضاء مجلس الشيوخ المائة.
وعلى الرغم من تركيز الاهتمام على الانتخابات الرئاسية، تظل انتخابات الكونجرس مهمة بحيث تسفر نتائجها عن مجلس تشريعى له أن يعوق أو يدعم سياسات الرئيس القادم. 
ويسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ بأغلبية ٥٤ عضوا مقابل ٤٤ سيناتورا من الديمقراطيين، واثنين مستقلين عادة ما يصوتان لصالح الديمقراطيين. 
ومن أصل ٣٤ مقعدا في مجلس الشيوخ سوف يعاد التنافس عليها الأسبوع المقبل، هناك ٢٤ يشغلها جمهوريون، مقابل عشرة مقاعد فقط يشغلها الديمقراطيون، وإذا حصل الديمقراطيين على مكاسب بسيطة أعلى من ٤ مقاعد تكون لهم الأغلبية داخل مجلس الشيوخ. 
وتقتضى قوانين مجلس الشيوخ وجود ستين صوتا لاتخاذ أي إجراء رئيسى، ومن المستبعد جدا أن يتمكن الديمقراطيون أو الجمهوريون من الاقتراب من هذا العدد.
ويتم اختيار الرئيس الأمريكى مرة واحدة كل أربع سنوات، بينما يتم اختيار أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) مرة كل سنتين، وأعضاء مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، مرة كل ست سنوات (تجرى الانتخابات كل سنتين لتجديد ثلث الأعضاء). 
ويبدأ التصويت في أوقات متفرقة نتيجة وجود ثلاث مناطق زمنية في الولايات المتحدة، وتفتح المراكز الانتخابية أولا في الساحل الشرقى في السادسة صباحا، وتغلق أبوابها بداية من السابعة مساء في بعض الولايات في حين تستمر عملية التصويت حتى منتصف الليل في ولايات أخرى. 
ومن غير المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات مرتفعة، حيث ينتظر أن يدلى ١٥٠ من أصل ٢٣٠ مليون ناخب مسجل بأصواتهم. 
ورغم أن عملية التصويت في الولايات المشاركة تتم في نفس اليوم إلا أن توقيت انتهائها يختلف من ولاية إلى أخرى، فمثلا يحدد ذلك التوقيت في ولايات آلاباما وجورجيا وفيرمونت وفيرجينيا بالساعة السابعة مساء، أما في ماساشوستس وأوكلاهوما وتينيسى وتكساس يحدد بالثامنة مساء، بينما يحدد في آلاسكا بمنتصف الليل.
ويختار الحزبان الديمقراطى والجمهورى هذا اليوم مرشحيهما للرئاسة ولنيابة الرئيس خلال مؤتمر حزبى توفد إلى ه كل ولاية وعدة مناطق أمريكية مندوبين لتمثيلها، في حين تختار أربع ولايات مندوبيها خلال شهر فبراير، وهى آيوا ونيوهامشاير ونيفادا وكارولينا الجنوبية. 
وفى المقابل تختار ولايات أخرى مهمة كتكساس وأوهايو وبنسلفانيا إجراء انتخاباتها التمهيدية في إبريل، وكارولينا الشمالية وإنديانا في مايو، كما يسمح للولايات التي ينتمى إلى ها المرشحون بالمشاركة في هذا اليوم. 
وفى بعض الولايات يجب أن يكون الناخبون مسجلين على قوائم الحزب الديمقراطى أو الجمهورى للمشاركة، ولكن أكثر من نصف الولايات المشاركة في ذلك اليوم تسمح للمستقلين بالتصويت، وأحيانا يسجل هؤلاء مع الحزب يوم التصويت وفى أحيان أخرى لا يحتاجون إلى ذلك.
وفى كاليفورنيا ونيوجيرسى وبعض الولايات الأخرى يقدر عدد الناخبين المستقلين بالملايين، وقد يكون لهم تأثير بارز على النتيجة.

يتجول كل من ترامب وكلينتون بين مجموعة من الولايات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر في الانتخابات، حيث زار المرشح الجمهورى ولايات فلوريدا ونورث كارولاينا وبنسلفانيا ونيو هامبشير وميشيغان، وقال أمام حشود في ميشيغان ومينيسوتا، إن إدارته لن تسمح بدخول اللاجئين دون دعم من المجتمعات المحلية التي يعيشون بها في الولايات المتحدة، واستغل ترامب زيارته لولايات تتزايد فيها الجاليات الإسلامية لانتقاد دعم كلينتون لاستقبال لاجئين من سوريا. 
وتابع ترامب، بحسب رويترز في منيابوليس، أن السكان هناك لمسوا بالفعل نتائج التدقيق «المعيب» مع جالية مسلمة من الصومال في مينيسوتا. 
ورغم أن ولايتى «مينستوتا» و«ميشيغان» تدعمان الديمقراطيين عادة في سباق البيت الأبيض لكنه نظم مؤتمرات انتخابية في الولايتين في إطار مساعيه للفوز بمنصب الرئيس. 
وكان قد دعا في البداية لمنع دخول المسلمين الولايات المتحدة، ثم غير موقفه في وقت لاحق إلى حظر الهجرة من مناطق «يجتاحها الإرهاب» حتى يتم تطبيق إجراءات تدقيق مكثفة.
وفى أيوا قال ترامب إنه يمثل «الفرصة الأخيرة» لإصلاح قضايا الهجرة والتجارة.
وفى ميشيغان، أقبلت كلينتون على المنصة برفقة خزر خان الذي قتل ابنه الجندى في الجيش الأمريكى، كان خان قد خطب في مؤتمر الحزب الديمقراطى في يوليو وانتقد اقتراح ترامب منع المسلمين من دخول البلاد وعرض أن يقرضه الدستور الأمريكى ليطلع عليه. وحمل بعض الأنصار في مانشستر نماذج مصغرة من الدستور تأييدا له.
وقالت كلينتون «في سباق وصم بشكوك قبيحة وإهانات وهجمات بكل الأشكال على المهاجرين والمسلمين وكثيرين غيرهم، أعتقد أن السيد خان ذكرنا جميعا بأننا أمريكيون». ووصفت كلينتون انتخابات الثلاثاء بأنها «انتخابات مفترق الطرق». 
وواجهت كلينتون العديد من الأزمات خلال فترة ترشحها للانتخابات، بداية من قضية الهجوم الدموى على السفارة الأمريكية في مدينة بنغازى الليبية، حيث وقع هجوم في ١١ سبتمبر ٢٠١٢ من قبل مجموعة من الليبيين الحاملين للسلاح على مقر السفارة الأمريكية ببنغازى، وهو الهجوم الذي فشل أمن السفارة في التعامل معه، ليكلف أمريكا حياة ٤ مواطنين، وتظل تلك القضية تطارد كلينتون التي كانت تشغل منصب وزيرة خارجية أمريكا آنذاك، بسبب اتهامها بالتقصير والإهمال في حماية حياة الدبلوماسيين الأمريكيين. 
وآخر أزماتها «قضية الرسائل الإلكترونية»، التي أغلقت نهائيا مع إعلان مدير مكتب التحقيقات الفدرالى (أف بى آي) جيمس كومى الأحد الماضى أن المكتب أنهى مراجعة البريد الإلكترونى للمرشحة الديمقراطية ولم يتوصل إلى ما يمكنه من توجيه تهم إلى ها بشأن استخدامها خادما خاصا للبريد الإلكترونى. 
وقال كومى في رسالة إلى مجلس النواب إن مكتب التحقيقات لم يغير الخلاصة التي توصل إلى ها في يوليو الماضى، والتي تفيد بانعدام أي أدلة على تعمد كلينتون استغلال معلومات حساسة عن البلاد. 
وكان استئناف مكتب التحقيقات الفيدرالى للتحقيقات الأسبوع الماضى قد سدد ضربة موجعة إلى المرشحة الديمقراطية، إذ أدى إلى تراجع التأييد لها في ولايات عدة حاسمة.
اللجان تستعد لاستقبال الناخبين رغم أن عملية التصويت في الولايات المشاركة تتم في نفس اليوم إلا أن توقيت انتهائها يختلف من ولاية إلى أخرى.