الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

أحمد رشدي... وداعًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في يوم النصر الأكبر، يوم التخلص من كابوس حكم العصابة الإخوانية ورئيسها المستبد محمد مرسي، فقدت مصر رجلاً جميلاً جليلاً محترمًا، اللواء أحمد رشدي، الذي شغل منصب وزير الداخلية بين عامي 1984 و1986، وقدم نموذجًا فريدًا لما ينبغي أن يكون عليه رجل الأمن المحترف الوطني المخلص، حيث تمثل خدمة المواطن البسيط هدفه الأسمى، والشارع هو المكان الأثير لعمله، بحثًا عن سيولة المرور والشعور بالأمان وهيمنة الانضباط.

خاض اللواء أحمد رشدي أعظم معاركه ضد تجار المخدرات بكل ما يمثلونه من شر، ونجحت حملاته المكثفة في مقاومة الداء الذي يهدد عقل الأمة ووجدانها، وكان منطقيًا أن يتحالف أصحاب المصالح ضده، مسلحين بالمال والتآمر الرخيص، وجاء احتجاج جنود الأمن المركزي على الشائعات التي انتشرت بشأن قرارات سلبية تدبر ضدهم، لتنتهي فترة قيادة رشدي للوزارة الحيوية، لكنه استمر بعد مغادرته للوزارة محبوبًا من الشارع، وباقيًا في أذهان الملايين كنموذج لضابط الشرطة الذي يتفانى في خدمة الوطن والشعب.

في يوم النصر العظيم، وبعد أن اطمأن قلبه على مستقبل الوطن، غادر اللواء رشدي في هدوء يليق بزهده وتواضعه وبساطته، وعلى الرغم من الفرحة الغامرة التي يعيشها المصريون بعد نهاية الكابوس الأسود، فإنهم انتبهوا بأصالتهم ورقيهم الحضاري إلى غياب الرمز الجميل، فودعوه كما يليق بعطائه وحبه للوطن الذي نزهو به ونفاخر.

في العام 1924، مات الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي في اليوم الذي تعرض فيه الزعيم سعد زغلول لمحاولة اغتيال فاشلة، وانشغل الجميع بالزعيم على حساب الأديب، وكتب شوقي في رثاء المنفلوطي:

اخترت يوم الهول يوم وداع

ونعاك في عصف الرياح الناعي

من مات في فزع القيامة لم يجد

قدمًا تشيع أو حفاوة ساعي

غادرنا أحمد رشدي يوم العيد، لكن ملايين القلوب تودعه وتلوح له وتدعو بالمغفرة والرحمة.

وداعًا أيها المواطن المحترم.