خطوة أقرب ما تكون إلى "العلاج المر"، والدواء الذي تأخر انتظاره في ظل مسكنات كثيرة حاولت الحكومات السابقة العمل بها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو لترحيل الأزمة والمواجهة، ولكن مع تزايد المرض وانتشاره في كل مفاصل الاقتصاد والدولة كان لا بد من البدء فورا في العلاج الجذري، للخروج من النفق المظلم.
تأخرت مصر كثيرا فى رفع الدعم عن أسعار الوقود، رغم تكرار ازماته وتحمل ميزانية الدولة لمبالغ كبيرة في مقابل دعمة ولكن مع ازدياد الحم الثقيل كان لابد من المواجهة والبدء في وضع الاسعار في نصابها الحقيقي، وفى الوقت الذى يغضب البعض من زيادة أسعار الوقود في مصر، رغم أن النسبة لا تمثل 40% من قيمة الدعم، علينا ان نعلم ان دول عربية كبرى غنية رفعت الدعم عن الوقود، واللافت أن حكومة الإخوان رفعت سعر البنزين فى تونس هذا العام، ليصل الى ما يوازي 9 جنيهات، علما ان نسبة الرفع للأسعار في مصر لا توازي ما فعلته حكومة الاخوان في تونس، وتحاول الجماعة الإرهابية الان اثارة الشعب فى مصر عندما لجأت الحكومة لرفع السعر إلى أقل من 40% من السعر فى تونس، وكذلك فان سعر لتر البنزين في المغرب يوازي 10 جنيهات ، والجزائر 5 جنيهات ونصف، بينما لم يصل سعر البنزين بنوعيه فى مصر حتى بعد الزيادة لشيء يذكر أمام الأسعار فى تلك الدول، حيث ارتفع سعر بنزين 80 لـ 2.35 جنيه بزيادة فقط 45 قرشا، وبنزين 92 يباع بـ 3.5 جنيه، وهى أسعار هزيلة مقارنة بالدول العربية الأخرى، وبقيمته العالمية.
وتعد مصر الدولة التاسعة عربيا فى رفع أسعار الوقود بعد كل من الكويت فى سبتمبر 2016 والسعودية فى مايو 2016 للمرة الثانية والإمارات فى يوليو 2016 للمرة الثانية أيضا، والبحرين فى يناير 2016 وسلطنة عمان فى يناير 2016، وتونس فى يناير 2016، ولبنان فى أبريل 2016 والجزائر فى يناير 2016.
