الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المراهنة على الشباب.. انتصار جديد للسيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك من اعترض على المؤتمر الأول للشباب بشرم الشيخ تحت دعوى أن الموجودين بالمؤتمر لا يمثلون إلا شريحة واحدة من الشباب.
لكن الحقيقة أن الموجودين كانوا ثلاث شرائح شبابية، المجموعة الأولى تندرج تحت البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب لحكم مصر وقيادتها، ومجموعة تابعة لوزارة الشباب من المحافظات ممن حضروا مؤتمرات الحوار التى أطلقها م.خالد عبد العزيز منذ ثمانية أشهر، ومجموعة من شباب الأحزاب وهم الشريحة الثالثة.
لو تتبعنا الأمر لوجدنا أن الحركة الشبابية فى مصر عانت كثيرًا فى احتكاكها واشتباكها مع الأنظمة السياسية الحاكمة لمصر على مدار تاريخها الميدانى، لدرجة أن هذا التصادم أسفر عن محاصرتها ومحاربتها مرة بأنهم «شوية عيال»، وأخرى بلائحة طلاب الجامعات، وهو ما أدى إلى تراجع قوتها بصورة ملحوظة.
والذى حاول معها بدون كلل وقت ذاك د. عبد المنعم عمارة، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الذى قدم لها يد العون بمنحها الكثير من المساعدات، لتصبح وقتها الأكثر تنظيمًا وتأثيرًا، لكن بعدها تراجع الاهتمام، فى ظل الاعتماد على شرائح منها.
بعد يناير ٢٠١١ انشغل المجتمع بمشاكله، سواء أحزاب أو مسئولين أو خبراء وكذلك المهتمون، وتعرضت الحركة الشبابية المصرية لعملية تخوين ممنهجة طالت سهامها حتى من لم يشاركوا فى الثورة!!
بالطبع القضايا التى كشفت تورط شرائح شبابية بتلقى أموال مقابل دور ما فى إشعال الخلافات السياسية فى ذاك الوقت، وكذلك التسجيلات المؤيدة وحسابات البنوك، لتسليط الإعلام على هذه الخروقات.. كلها أمور ألحقت الضرر بالحركة الشبابية، فتراجعت المشاركة الإيجابية بطريقة أو بأخرى.
لدرجة أن قطاعا مهما من الحركة الشبابية ممن لم يلوث بتلك الشبهات أو السلوك غير الوطنى أو لم يشارك فى لعب أى دور تخريبى بأى شكل من الأشكال، هؤلاء أيضًا بدأ الشك يساورهم فى حقيقة دور شباب يناير ٢٠١١.
وسط تلك الاتهامات الثلاثية المعهودة من التخوين والعمالة، فضلا عن التظاهر بأجر لصالح الإخوان أو حزب من الأحزاب، وتراجع الاهتمام بالشباب أو مستقبلهم من الدولة التى كانت تتعرض للخطر، وكذلك الأحزاب التى كانت تسعى وقتها للحصول على مكانة بالمشهد السياسى فى ظل مشهد مرتبك ومتداخل كهذا، ظهر ميل لدى بعض الشباب لتقبل بعض الرؤى المتطرفة والمواقف السياسية التى تصب فى اتجاهات مضادة للدولة المصرية.
فى هذه اللحظة الضبابية أدرك الرئيس السيسى أن مصر لن تقوم لها قائمة فيما لو ظلت الحركة الشبابية مهملة، وتدخل بطرح المشروع الرئاسى لتأهيل الشباب لمواجهة المستقبل.
رئيس الدولة هنا بقراره أعلن بوضوح فى رسالة لكل القوى السياسية والحزبية بأن شباب مصر هم أمل البلد ومستقبله وهم بمثابة مشروع قومى لا يحتمل التأخير أو التأجيل!
هذا النموذج يطبق فى ألمانيا حيث تتولى الدولة رعاية تلك الفئة العمرية، ويتم غرس القيم والمبادئ اللتين تحميان المجتمع ككل مع تغذية العقل بما هو متفق عليه من حقائق حول الوطن والمواطن.
المشروع الرئاسى لتأهيل الشباب بالفعل كان الملاذ والإنقاذ فى ظل دولة تتشابك فيها وتتداخل الطموحات والرؤى والنقاش والأهداف.
هذا التدخل الرئاسى ببرنامج محدد لتوفير معلومات ودراسات تساعد فى تهيئة المناخ للشباب للإبداع فى الموضوعات المختلفة كان نقطة انطلاق مختلفة لبناء مستقبل يليق بمصر.
تم اختبار العدد المطلوب للمرحلة الأولى بعناية فائقة ووفقًا لمحددات ذات شفافية وشروط واضحة ومن خلال الحاسب الآلى.
شباب البرنامج الرئاسى وفى أول ظهور لهم بالطبع كان الأداء جيدا ومبشرا بظهور جيل جديد مؤهل بالفعل تأهيلا حقيقيا للقيادة. 
جيل له رؤية ويمتلك مقومات المنصب ويحمل عقلا مرتبا، يعتمد على الحقائق والوثائق والتجربة العملية بشأن دراسة الأزمات أو المشاكل، وأيضًا الحلول.
المتابع للنقاش الحوارى فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ، وقد تنقلت بين حجرات الندوات وردهات ورش العمل، ومن خلال رصدى للمقومات الشبابية فى مجموعة «P.L.P»، وهم أعضاء المشروع الرئاسى لاحظت مقومات شخصية بارزة الهدوء، وثقة التحكم فى طبقات الصوت، والاهتمام بأدق تفاصيل المشهد الظاهرى.
أيضًا لا حظت قدرات عقلية موجودة توصل ما بين الكلمات الملائمة للموضوع وغيرها.
آراء تعتمد على حقائق تاريخية وعالمية، ومقارنة ذات شفافية لواقعنا المعاصر، وحلمنا، ودراسة خط سير المشكلة، وكيفية اصطيادها بحلول فاعلة.
لاحظت أيضًا مجموعات شبابية تعرف كيف تتعامل مع مشاكل البلد، ليس بإثارة وتضخيم المشكلة، لكن بحلول تعتمد على الواقعية.
لاحظت أيضًا أن مؤسسة رئاسة الجمهورية كانت تقدم لنا إنتاجها، وهو يعكس الجهد المبذول، ويؤكد أن شباب «P.L.P» لم تقم الرئاسة بتجنيدهم لصالح توجه ما، أو حزب ما أو جهة.
بل كانت صادقة فى أن المحافظة على شباب مصر هو مسئولية دولة، انتصر الرئيس السيسى برهانه على شباب مصر، وقدم لنا عينة المجموعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيلهم.
وفاز الشباب فى أول اشتباك لهم عمليًا مع مشاكل الوطن، وأول احتكاك عملى لهم مع المجتمع بشكل علنى.
أعتقد أن هذا النجاح سيتم استثماره فى جذب شريحة جديدة وثالثة ورابعة.
مشاركة شباب الحوار الذى قاده خالد عبد العزيز، وزير الشباب، فى المؤتمر رسالة بأن الـ٦٠ مليون شاب لا يمكن أن تصل يد الدولة إليهم للمساعدة فى عملية التأهيل، بل هناك أذرع متنوعة تعمل بتناغم لتحقيق الوصول لأكبر عدد من الشباب، وعلى الأحزاب أن تقوم بدورها الغائب الآن بدخولها مزاد المساندة على الأقل، ولكن فى النهاية حمل مؤتمر الشباب الأول آفاقا متعددة هدفها واحد هو الشباب.