التوصيف السياسى فى مناهج العلوم السياسية، يصنف الأحزاب إلى أحزاب اشتراكية وأخرى ليبرالية يمينية وأخرى يسارية وأحزاب ثورية تقدمية وأخرى رجعية، وأحزاب أغلبية تجلس فى مقاعد الحكم وأحزاب أقلية تجلس فى مقاعد المعارضة ومصر عبر تاريخها السياسى والحزبى القديم والمعاصر عرفت جميع هذه الأصناف والتقسيمات من الأحزاب.
أما أولاد البلد فلهم تصنيفات أخرى للأحزاب السياسية تشمل أحزاب الندالة وأحزاب الشهامة وأحزاب الانتهازية السياسية وأحزاب السبوبة وأحزاب العائلات وأحزاب الإرهاب وأيضًا مصر عرفت كل هذه الأصناف من الأحزاب سواء قبل ٢٥ يناير أو بعدها وحتى الآن.
والواقع الحزبى الراهن يظهر بوضوح أن هناك أحزابًا سياسية اختارت أسماء لها لا تستحقها وأنها تفعل ما يخالف هذه الأسماء فى الممارسات السياسية لها ومنها حزب الكرامة الذى أسسه حمدين صباحى الذى أوهم المصريين زورًا وكذبًا، أنه صاحب التوكيل الحصرى للكرامة وأن حزبه المترهل هو رافع لواء الكرامة دون باقى الأحزاب.
ونسى صباحى ورفاقه داخل هذا الحزب، أنه تحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية فى انتخابات ٢٠١٢ وباع الكرامة من أجل عدة مقاعد قليلة ضمن قوائم الإرهاب الإخوانى، وارتضى بهذه المقاعد ودخل نوابه إلى مقاعد برلمان العصابة الإخوانية، تحت اسم حزب الكرامة، وتصوروا أن الشعب المصرى سوف تنطلى عليه هذه اللعبة والخدعة لشلة صباحى.
وعقد حزب الكرامة العديد من الصفقات المشبوهة مع جماعة الإخوان الإرهابية داخل برلمان العصابة وخارجه، ووقفت كوادر هذا الحزب فى انتخابات الإعادة بين الخائن والجاسوس مرسى من ناحية، والفريق أحمد شفيق من ناحية أخرى، لدعم ومساندة مرسى وباعوا الكرامة الحزبية والشخصية، بل وتاجروا بالكرامة من أجل الأموال التى دفعها الإخوان لهم.
ولم يتعلم حزب الكرامة من هذه الدروس وبعد ثورة ٣٠ يونيو، والإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية، وبدء مرحلة بناء مؤسسات الدولة وحصول مؤسس الحزب صباحى على المركز الثالث فى انتخابات الرئاسة، وتفوق الأصوات الباطلة عليه، قرر حزب الكرامة أن ينضم لخندق أعداء الوطن.
وكشفت انتخابات مجلس النواب حقيقة هذا الحزب صاحب الشعبية الزائفة والوهمية، وحصل مرشحوه على صفر فى هذه الانتخابات، ولم يحصد مقعدًا واحدًا داخل برلمان ٣٠ يونيو، ولقن المصريون هذا الحزب وأعضاءه ومؤسسه درسًا قاسيًا وأن من يبيع الكرامة ولو مرة واحدة لا يمكن أن يثق فيه الشعب المصرى ويمنحه أصواته فى الانتخابات.
وشعر حزب الكرامة بأنه أصبح حزبًا منبوذًا من المصريين، فأظهر الوجه الحقيقى له مع تزايد الدعوات المشبوهة لنشر الفوضى، وسعى إلى تشويه كل الإنجازات والتقليل منها حتى طل علينا صباحى مؤخرا ليصف مؤتمر شباب شرم الشيخ بأنه «ديكور» دون أن يخجل من نفسه.
فالاسم الحقيقى لهذا الحزب الآن على ألسنة المصريين هو حزب «الندالة» وليس الكرامة لأن الحزب الذى يضع يده فى يد أعداء الوطن وينضم إلى خندق الجماعة الإرهابية ويشوه الحقائق وينكر الإنجازات، فهو «حزب الندالة» والكرامة بريئة من هذا الحزب، لأنه لطخ هذه الكلمة وأساء إلى المعنى الحقيقى لها.
فالحزب الذى فقد بوصلة الوطنية المصرية لا يمكن أن يسمى بحزب الكرامة، والحزب الذى دخل نوابه للبرلمان، بمباركة ودعم الجماعة الإرهابية وبتمويلها لا يمكن أن يكون حزبًا للكرامة، وأن من لا يقف مع الوطن فى أزمته ومحنته، فهو نموذج حقيقى «للندالة»، «وإن كنتم نسيتم اللي جري هاتوا الدفاتر تنقرا».