تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
“,”الإخوان ركبوا.. ومش حينزلوا إلا بالدم“,”.. كلام يتداوله العامة الآن قبل النخبة، وأكده ما قاله الرئيس مرسي، في حواره مع عمرو الليثي، عندما ذكّره بما أعلنه في حملته الانتخابية أنه سيترك الحكم إذا طلب منه الشعب ذلك.. لكن الرئيس مرسي أجاب: “,”إن من يطالبون برحيله في الشارع الآن هم من قبيل وجهات النظر“,”!! وأنه- أي الرئيس مرسي- قاعد على قلبنا حتى تنتهي مدته بعد أربع سنوات كاملة (هل تتذكرون مبارك عندما قال إنه لن يترك الحكم حتى آخر نفس وآخر نبض في عمره).
الإخوان ركبوا الثورة وتنكروا بعدها لكل من صنعها وشارك فيها من القوى السياسية والمدنية الأخرى.. وهو ذات ما فعله آية الله الخميني ورجاله بعد نجاح الثورة في إيران وإسقاط حكم الشاه.. تنكر الخميني لكل قوى الثورة التي كانت تناضل على الأرض الإيرانية، بينما كان هو وكبار معاونيه يقيمون في باريس.. وبعد عودته واستكمال سيطرتهم على مقاليد الحكم، قام آية الله الخميني وشلة الآيات التابعة له بإصدار قرارات تطهير الثورة من العلمانيين والليبراليين والكفرة.. وقاموا باعتقال واغتيال الآلاف من الاشتراكيين والشيوعيين الذين كان لهم الدور الأكبر في نجاح الثورة .
قرارات الإعدام والتطهير والاستبعاد والإقصاء ليست شخصية وإنما هي مؤصلة في فقه إخواننا سواء كانوا شيعة أم سنة.. وقتل المعارضين هو من صلب عقيدتهم حتى إنه يرقى في عرفهم إلى موضع الفرض السادس بعد الفروض الخمسة المعروفة، وهي الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج إلى بيت الله الحرام .
يقول القيادي البارز سابقا بجماعة الإخوان المسلمين، ثروت الخرباوي، في شهادته المنشورة في أكثر من صحيفة وتناولتها العديد من القنوات الفضائية :
- منذ التحاقي بالإخوان، وأنا أتابع تصريحات قياداتها، بداية لم أكن أصدق أنهم يكذبون، لكن في السنوات الأخيرة لي معهم بدأت أوقن أن لديهم قاعدة تقول: «انتصر لله بمخالفة شرع الله»، وهم يستحلُّون الكذب ويستمرؤونه، وكل قيادات الإخوان ترتكب ما يسمونه بـ«فضيلة الكذب»، وهم يقولون إن تمكينهم في حكم مصر سيجري عبر أدوات عديدة، منها الكذب وتضليل الناس.
- بشكل عام هم يستخدمون قواعد فقهية استثنائية في غير موضعها، مثل «الضرورات تبيح المحظورات»، وبالتالي أحلّوا الكذب والسب والشتم وحتى القتل وإراقة الدماء، على الرغم من كونها محظورات يعلمونها، لكنهم يستخدمون هذه الأمور بحجة إقامة ما يسمونه بـ«دولة الإسلام»، التي يعتقدون أنها لا تقوم إلا بهم هم فقط.
- أحداث الاتحادية «فاشية» نفذتها «ميليشيات الجماعة».. ومن سقط منهم مات بـ«نيران صديقة».. ومرسي المسئول الأول عنها.
- المشهد كان بشعاً وفاشياً لأقصى درجة، كنا نصنف جماعة الإخوان قديماً بأنها جماعة سياسية تركت الدعوة، وبدأت تزاحم في عالم السياسة، إلا أن ذلك تغير وظهرت الخفايا، ميليشيات الجماعة «حقيقية»، واعترف بها علناً عدد من القيادات في تصريحات إعلامية، وإطلاق الرصاص وفقا لتقارير الطب الشرعي في أحداث الاتحادية جرى من مسافة قريبة جدا، فليس هناك سوى تفسيرين؛ إما الإصابة بالخطأ نتيجة للتزاحم، أو بالفعل دخل مندسون بين الإخوان والثوار، وشباب الإخوان أول مرة ينزلون في معركة ميدانية، وكانت تدريباتهم طوال السنوات الماضية في أجواء مرتبة ومنظمة، وأعتقد أن من قُتل من الإخوان قُتل بـ“,”نيران صديقة“,”.
ومن يتابع القنوات الفضائية المسماة بالإسلامية، يجد أن حديثهم عن قتل للمعارضين كأنهم يتحدثون عن رش الذباب والناموس بالمبيدات الحشرية، وكان الشيخ محمود شعبان الأستاذ بجامعة الأزهر والمعروف باسم “,”هاتولي راجل“,” نموذجا لذلك عندما أفتى بضرورة قتل قيادات جبهة الإنقاذ ودلل على ما يقول من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.. ومن قبله سأل مذيع بإحدى القنوات الفضائية عن موقف الإخوة إذا ما خرج الناس للتظاهر، احتجاجًا على طريقة حكمهم للبلاد، وأجاب النائب الموقر السابق في برلمان الثورة الشيخ أحمد النقيب بمنتهى البساطة “,”هذا خروج عن الشريعة.. وسوف نعاملهم مثل الخوارج.. وحلال قتلهم.. مثل ما فعل سيدنا علي بن أبي طالب“,”.
النائب الموقر لا يعترف بأي معارضة بعد وصولهم للسلطة.. فهم وحدهم الذين يملكون الحقيقة.. وهم وحدهم الذين اختصهم الله بالحكمة الخالدة.. تماما مثلما كان يظن السيد الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي صور لنا أننا نعيش ونتنفس بفضل حكمته.. الفارق الوحيد بينهم وبينه أنه لم يقل مرة إنه يحكم بتفويض إلهي.. بل دائما ما كان يتحدث عن الشرعية وليست الشريعة التي استمدها من الشعب .
والحقيقة أن الإخوة منذ ركوبهم على ظهر الثورة والثوار، وهم يستلهمون سلوك الرئيس السابق مع إضفاء الصفة الإلهية على ما يفعلون ويقولون.. يكذبون مثلما كان يكذب.. ويرفضون مشاركة غيرهم مثلما كان يرفض.. ويسعون للتكويش على كل السلطات مثلما كان يفعل.. ويعملون بكل جهدهم على إقصاء الآخرين مثلما كان يعمل.