الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رسالة إلى الفريق محمود حجازي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سعدت كثيرًا بنجاح مؤتمر الشباب الأول الذى أقيم بشرم الشيخ والذى أتاح لعدد كبير من الشباب مناقشة رئيس الجمهورية، وكبار قادة الدولة والمسئولين، فنالوا فرصة عرض مشكلاتهم وآرائهم للحل، وكان من الإيجابيات دعوة مختلف الأطياف السياسية وعدد كبير من المعارضة، ففتحت الدولة ذراعيها لاحتضان أبنائها واحتوائهم والاستماع إلى أفكارهم، فى محاورات مفتوحة أمام الجماهير ومنقولة عبر الشاشات مما يعبر عن الثقة والمصداقية، والرغبة الحقيقية من الرئيس لمواجهة المشكلات التى تمر بنا، واستمعنا إلى العديد من الشباب الذى وقفوا بثقة لعرض آرائهم أمام الرئيس، والذى شاهدناه بدوره يتعامل بحنو وأبوة مع متطلباتهم، ورأيناه يمازحهم أثناء إعلان قراراته بالجلسة الختامية والتى جاءت استجابة لمطالبهم الثورية، فكانت تشكيل لجنة وطنية من الشباب لإجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ومطالبة الحكومة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لدراسة مقترحات ومشروعات الشباب لتعديل قانون التظاهر وإدراجها ضمن القوانين المخطط عرضها على مجلس النواب، وبمجرد أن نطق الرئيس قراره بشأن تعديل قانون التظاهر حتى ضجت القاعة بالتصفيق الحاد، فما كان من الرئيس سوى أن ضحك وتحدث بأبوية «أد كده بتحبوا التظاهر»..كذلك استجاب الرئيس للشباب الذين طالبوه بإنشاء دورات جديدة لتأهيل الشباب للقيادة، ولكن على أن تكون للمرحلة العمرية من الثلاثين وحتى الأربعين بدلًا من أن تكون ما بين سن العشرين والثلاثين فقط، وأوضح الرئيس أن التخطيط لتلك الدورات، يتطلب وقتًا للإعداد ووضع المناهج اللازمة، ولكنه وعد بتحقيقها، وطالب مؤسسة الرئاسة بالتنسيق مع مجلس الوزراء، بإعداد تصور سياسى لتدشين مركز وطنى لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، من خلال نظم ومناهج ثابتة تدعم الهوية المصرية.. وهو ما يؤكد نجاح مشروع تأهيل الشباب الذى كان قد اقترحه الرئيس من قبل.. فقد وقف الرئيس بعد توليه حائرًا أمام مؤسسات الدولة المهترئة وتشعب الفساد بها، وعدم تأهيل صف ثانٍ وثالث للإدارة، وضعف المعتلين الصف الأول فى أغلب المؤسسات والهيئات، والذى يعيق التنمية ولا يحقق حدًا أدنى للعدالة أو الحماية الاجتماعية، ولم يجد إلا اللجوء إلى المؤسسة الموثوق بها وهى المؤسسة العسكرية الوطنية، وحمل المسئولية لقلعة العلم الاستراتيجى والعسكرى فى منطقتنا العربية والتى نتشرف بانتمائها المصرى «أكاديمية ناصر العسكرية العليا»، وذلك لتدريب مجموعات من الشباب المتميز فى كلية الدفاع الوطنى تحت مسمى «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة»، ليتولى هؤلاء الشباب المسئولية مستقبلًا، وقد تم فعليًا تدريب عدة دفعات، مما خلق الأمل فى تواجد أجيال مدربة على حمل أمانة الإدارة وفهم تحديات الأمن القومى، ونجحت فكرة الرئيس وشاهدنا الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى فى مؤتمر الشباب، ولكن كم العدد الذى تستطيع الأكاديمية تأهيله؟ وهل ما تمر به البلاد من انهيار فى العديد من هيئاتها يحتمل الانتظار؟.. لذا أتوجه لسيادة الفريق محمود حجازى رئيس أركان القوات المسلحة، والذى يتولى أيضًا رئاسة المجلس الأعلى لأكاديمية ناصر باقتراح أظنه يساعد كثيرًا فى رأب الصدع، واقتراحى يرجع لعلمى بما تقدمه الأكاديمية من دراسات جادة فى جميع المجالات المعرفية وليس الدراسات العسكرية فقط، وهو تخصيص قناة تليفزيونية تبث المحاضرات والدورات التى تؤهل الشباب للقيادة، ودورات الاستراتيجية والأمن القومى، وإدارة الأزمات، حتى يتاح هذا العلم لنسبة أكبر من الشعب، ويتعرف الجميع على المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية التى تحيط بالمنطقة العربية، وكيفية وضع الاستراتيجيات، وما هى طبيعة المشكلات والصراعات الحدودية العالمية، وحروب الجيلين الرابع والخامس وغيرها من موضوعات شيقة، وأعتقد أن هذه القناة ستصبح منارة للعلم ومفرخة حقيقية لخلق جيل جديد، كما أنها ستصبح مثل محو الأمية للعديد ممن يتولون المناصب، ويجهلون أبجديات الإدارة وعلومها، فسيجد هؤلاء الذين تمتلئ بهم مؤسساتنا منبرًا للعلم ويظلون محتفظين بأقنعتهم أنهم عالمون ببواطن الأمور، ولا يحتاجون إلى علم أو ثقافة ممن هم أدنى فى المركز الوظيفي منهم.. هذه القناة ستساعد الرئيس فى سرعة تغيير قدرة مؤسسات الدولة، وفى الوعى العام للمواطن، ولا يعتقد أحد أنها ستصبح كالقنوات التعليمية يتيمة المشاهدين، ودليلى على ذلك هو التكالب للحصول على الدورات التى طالبت بها الرئاسة، ومنها دورات الاستراتيجية والأمن القومى، والتى كان الرئيس قد أوصى بها بعد الظروف التى مرت بها مصر فى السنوات الأخيرة، ولأننى درست وتعلمت فى أكاديمية ناصر، فأعلم جيدًا أهمية وخطورة ما يقدم، وأعلم أيضًا كم التشويق والمتعة للدراسات الجادة من متخصصين وخبراء على أعلى مستوى من العلم والفهم لما يقدمونه.
سيادة الفريق حجازى: أناشدكم سرعة دراسة هذا الاقتراح، فجميع الوزارات تعانى، سواء من فاقدى المعايير المنظمة لتولى القيادة أو الفساد أو شبكات المصالح أو سوء الإدارة، أو تغييب القانون أو جهل الحقوق والواجبات، وقدر المؤسسة العسكرية العريقة ورجالها أن يقوموا بمعالجة القصور الذى تعانى منه المؤسسات الأخرى، وقدرنا نحن ألا نجد سواهم لتلبية مطالب الشعب.