السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إنها حقًا امـرأة مختلفـة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبحث دومًا عنك، لم أفقد إيمانى بوجودك، لأننى أبحث دومًا عن ذاتى التائهة، ووجودى المتشظِّى، وحريتى المختنقة، ولأننى أبحث دومًا عن شعاع النور فى عالم العتم.
أحس أن بصيرتى النافذة والمدربة لم تخطئ هذه المرة، فهو أنت، لأنك فى روحى وخلاياى، كما أنا فى روحك وخلاياك، ولأنك تبحث عنى، كما أبحث عنك، ولأن البهجة تبحث عنا، كما نبحث عنها، ولأن انتظارنا دومًا له ثمن، وجدوى، ومعنى، ولأن إحساسنا المتعب جدًا، هو ما دلَّنا، وقادنا. 
لم أعرفك فى الظاهر، لكننا أحِبَّةٌ فى الباطن، ولم نلتق فى الخارج، لكننا توحدنا فى الداخل، فلكل منا ميزانه الدقيق الحساس، وبوصلته الطبيعية الربانية، التى توجهه، وترشده، وتمنحه السبيل للآخر.
ظل صوت الضمير يدفعهما دومًا إلى البحث عن «الصدفة» التى تجمعه بالآخر، حتى تعرَّفا عبر أصدقاء مشتركين، وحين اقتربت المسافات، وتبادلا الكلمات، التقيت الشحنات المتجانسات، والإلكترونات المتشابهات، المتحفزات، المتحركات، التى ألحت فى النداء «هذا هو الحب»، فلا قبل لكما بمناقشته أو معارضته.
هكذا أسرت المحامية الجميلة اللامعة «أمل علم الدين» قلب أشهر عازب فى «هوليوود»، وهو الممثل، والمخرج، والمنتج، والنجم الوسيم «چورج كلونى»، ليتراجع عن قراره التاريخى بتجنُّب الزواج، حينما اجتازت معجزة «الحب» حدود الزمان والمكان بين عالميهما المختلفين تمامًا؛ عالم القضاء والدبلوماسية، وعالم الشهرة والنجومية.
تجيد أمل من أصل لبنانى ثلاث
لغات؛ العربية، والفرنسية، والإنجليزية وهى مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة السابق «كوفى عنان»، ومستشارة قانونية فى وزارة الخارجية البريطانية، وكاتبة بريطانية، ومحامية مرموقة فى محكمة العدل الدولية، تخصصت فى القانون الدولى، والجنائى، وحقوق الإنسان، وتسليم المجرمين. 
بدا التناقض مذهلاً بين التزام «كلونى» الأخلاقى تجاه القضايا الإنسانية والعالمية، التى تتضح عبْر مواقفه من سياسات الرئيس الأمريكى السابق «چورج بوش الابن»، ومن الحرب الأمريكية على العراق، وبين جنون حياته الخاصة، واختياراته العاطفية المتخبطة، التى لم تكن يومًا جادة.
كان حديثه مع «أمل» تحديًا فكريًا له، إلا أنه أدرك منذ الوهلة الأولى أنها «الحلم» الذى ظل ينتظره، ويبحث عنه طويلاً، وأنها الشريكة المثالية، وصاحبة الأفكار والمشاعر، الأكثر انسجامًا مع أفكاره ومشاعره.
جهز «كلونى» العشاء بيديه لأمل بمنزله فى «لوس أنجلوس»، وفى مشهد رومانسى ساحر، ركع أمامها على ركبيته، وطلب يدها بشكل رسمى، فذابت الكلمات على شفتيها، ولم تستطع أن تقول حرفًا واحدًا، لتعبر عن انبهارها، وفرحتها الغامرة، إلى حد أنْ جعلته ينتظر نصف ساعة تقريبًا حتى يسمع جوابها.
التقيا فى عشاء خاص جدًا، لبست فيه «أمل» خاتمًا مذهلاً، مرصعا بأحجار «الماس»، لكن المدهش هو اشتراك «چورج» فى تصميمه قبل إعلان خبر خطوبتهما، التى قال فيها: «إنه لشعور جميل جدًا، أن تجد شخصًا تحبه، بل يزداد الأمر روعةً، إذا انتظرت طوال حياتك من أجل أن تقابله، خاصةً حينما يصل عمرك ٥٣ عامًا».
كانت كلمته وهو ينظر إليها، فى حفل زواجهما الأسطورى فى سبتمبر ٢٠١٤: «أيًا كانت الكيمياء التى جمعت بيننا، فإننى لا أستطيع أن أكون أكثر فخرًا من أن أكون زوجك»، فضجت القاعة بعدها بالتصفيق، وظهرت علامات الحرج، والفرحة الغامرة على وجهها.
يعبر «كلونى» عن سعادته البالغة بقرار الارتباط الرسمى من «أمل» فى كل لقاء صحفى، ويردد دومًا أنها امرأة حياته، وأحلامه، وأنها أهم، وأجمل، بل أعظم قرار اتخذه فى حياته.
انطلقت الهستيريا الإعلامية فى استقبال العروسين، وحُفِر اسم «أمل» على رأس قائمة المشاهير، إلا أن كلُّ من يعرفها يؤكد أنَّها بعيدة تمامًا عن الادعاء، وقريبة جدًا من التواضع، وأن كل هذا الدَّوى والصَّخب لن يغيِّر المحامية البارعة، والصديقة الوفية، التى تمنح وقتها لمساعدة من حولها فى محنهم، والمتمسكة دومًا بحق المتهمين فى الحفاظ على كرامتهم، مهما كانت التهم المنسوبة لهم، والحريصة دومًا على الدفاع عن الحق.
عرض عليها «چيفرى روبرتسون» - مستشار ملكة بريطانيا ومؤسس مكتب للمحاماة فى لندن - الانضمام إلى مكتبه بعد لقائه الأول بها، حين زارته للتحدَّث عن الأوضاع فى لبنان، وهى حاليًا تعمل به، وتشارك فيه. 
قال عنها فى برنامج إذاعى لقناة «بى. بى. سى»: أمل شخصية جادة جدًا، لا يعرف معظم زملائها عنها الكثير خارج إطار العمل، المشغولة به دومًا، أما أسلوب حياتها فهو بعيد تمامًا عن أضواء «هوليوود»، ويتطلَّب سهرها حتى ساعة متقدمة خلف أكوام من الملفَّات والأوراق المهمة، اللازم أن تراجعها. تجتهد «أمل» فى صمت طوال الوقت، دون إثارة أى ضجة حول ما يشغلها، أو ما تصل إليه، ولم تبهرها الشهرة وأضواء «هوليوود»؛ فقد اعتادت التعامل مع رؤساء الدول والحكومات، ويبدو طريقها ممهدًا تمامًا، ومفتوحًا على آخره، ومرسومًا بوضوح، لتصبح أهم وأبرز قاضية فى «المحكمة العليا» فى بريطانيا أو الولايات المتحدة.. إنها حقًا امـرأة مختلفـة.