تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
"الصحافة المصرية بخير رغم المشاكل المتراكمة، وهي من أحسن الصحافة في العالم العربي والشرق الأوسط، ولا يوجد صحفي يستطيع أن ينتقد نظامه ويتحاور مع رئيسه بهذا المستوى الندي إلا في مصر، وهذا ليس منحة من أحد، ولكن تاريخ من العذاب وسقوط مئات الصحفيين في السجون حتى نتمتع بالحرية، والحرية ليست فوضى ولكنها مسئولية خاصة في عالمنا" .
بهذه الكلمات الموجهة الرادعة .. وبحالة التدفق الشعوري والتلقائية في الإلقاء .. قطع نقيب الصحفيين الأسبق الأستاذ مكرم محمد احمد الطريق على كثير من الإعلاميين ممن يحملون صفات المزايدين والمتحولين والمضللين الذين لا ينطقون إلا كذباً ولا يتورعون عن ممارسة رذيلة تشويه صورة الصحافة والصحفيين .
أولئك الذين لا يجدون مصالحهم إلا في ترديد الأكاذيب وشيطنة من يخالفهم الرأي وتصويرهم على أنهم سبب أزمة المجتمع ويبنون صروحاً من الكذب والنفاق على جثامين زملائهم أبناء مهنة الصحافة ويوهمون البسطاء بأن الحياة بدون صوت حق ستكون أروع وأهدأ وأهنأ .
وحسناً ما فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي من إفساح المجال كاملاً أمام الأستاذ مكرم محمد احمد ليقول كل ما بداخله دون رياء أو مداهنة وأعتقد أنها خطوة في غاية الأهمية لبداية ميثاق شرف إعلامي جديد يقوم على عرض الحقائق والكف عن تزييف الواقع .. والأروع أن هذه الرصاصات التي أطلقها الأستاذ مكرم محمد احمد جاءت في مؤتمر الشباب المنعقد بشرم الشيخ .. لتكون بمثابة خارطة طريق لهذه الشريحة من أبناء الوطن الذين أمامهم المستقبل .. لأننا هرمنا .
ولا أقصد من كلماتي المتواضعة هذه القول أن الصحفيين كلهم ملائكة لا يخطئون ولا يتربحون ولا يكذبون .. فالخطيئة صفة ملاصقة بالبشر على وجه العموم .. وإنما استهوتني حالة الاندفاع الشعوري التي انتابت الصحفي المخضرم والذي كان يصنفه الكثيرون على أنه من "كتبة السلطة" .. إلا أنه أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن "للصبر حدود" وأن "الساكت عن الحق شيطان أخرس" .
ويجب علينا ، إن أردنا الخير لهذه البلد ، ان نعتمد المنهاج الذي رسمه الأستاذ مكرم محمد احمد كأسلوب حياة لدي جميع المصريين حكاماً ومحكومين فنتصارح بمشاكلنا وعيوبنا ونبحث عن علاج لها بعيداً عن المواراة والتدليس عند هذا الحد فقط سينصلح حال المجتمع وستتوحد الجهود من أجل إصلاح ما خربه الفساد والإهمال .
فما أحوجنا إلى ترسيخ القيم النبيلة في نفوس شبابنا ويكفي أن نعلم أن الدول المواكبة للحضارة تخصص السنوات الأولى في المدارس لزرع هذه الفضائل في نفوس النشء بعيداً عن تلقينهم "أبتثجح" .
ومصر أرض الكنانة التي تضرب بتاريخها في أعماق التاريخ ، حقيقة لا ريب فيها ، أولى بهذه القيم النبيلة من غيرها .. مش كدة ولا إيه .
آخر كلام
إن أردت أن تجعل للدنيا قيمة .. فاجعل لنفسك قيمة