نشر الأكاديمى الإخوانى الذى يكتب مقالة أسبوعية فى جريدة «المصرى اليوم»، وهو معروف أصلا بأنه مراوغ فكرى بارع، أتقن لعبة الانتقال من اليمين إلى اليسار ثم إلى اليمين مرة أخرى، حتى أصبح اليوم لسان حال جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية- مقالا بعنوان «الذاكرة والتاريخ». وقد راح فيه بغير نجاح يذكر التشويه المتعمد للذاكرة المصرية وللتاريخ الموثق فيما يتعلق بعلاقة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التى أسسها الشيخ «حسن البنا» عام ١٩٢٨ بالنظم السياسية المصرية المختلفة.
ومن الواضح أنه سينكر بشدة وصف الجماعة بأنها إرهابية لأنه يدافع عنها دفاعا خائبا، ويحمل الأنظمة السياسية المختلفة من عهد الملك «فاروق» إلى عصر «عبدالناصر» إلى حقبة «السادات» مسئولية مواجهة الصدام معها!
هذا الكاتب جعل من حق الجماعة الإرهابية تأسيس جهاز سرى مثلما للدولة الحق فى أجهزة الأمن والمخابرات!!
كما لم يذكر أن اغتيال الجهاز السرى «للنقراشى باشا» رئيس وزراء مصر فى الأربعينيات كان بأوامر مباشرة من المرشد، ولم يذكر اغتيال المستشار «الخازندار» الذى سبق له الحكم على أعضاء الجماعة، ولم يذكر بعد ذلك محاولة اغتيال الرئيس «جمال عبدالناصر» بواسطة أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وذلك فى ميدان المنشية عام ١٩٥٤، ولم يذكر الانقلاب المسلح الذى قاده «سيد قطب» منظر الجماعة الذى كفّر كل المجتمعات الإسلامية واتهمها بأنها «جاهلية»، ووصف حكام البلاد الإسلامية بأنهم «طواغيت» مما يبرر الخروج عليهم واغتيالهم!
ولم يذكر اغتيال الرئيس «السادات» فى ذكرى ٦ أكتوبر بواسطة أحد الإسلاميين المتطرفين، الذى حتى لو لم يكن عضوا رسميا بالجماعة إلا أنه يدين بأفكارها الإجرامية المتطرفة.
وما دام سيادته تحدث عن الذاكرة والتاريخ لماذا لم يذكر واقعة إفراج الرئيس «محمد مرسى» عن عدد من الإرهابيين الذى توجه أحدهم فور الإفراج عنه إلى سيناء حتى ينضم إلى العصابات الإرهابية هناك؟
ولماذا لم يذكر التاريخ الأسود لجماعة الإخوان المسلمين فى الحكم، وأبرز وقائعه الاحتفال الهزلى الذى أقامه «محمد مرسى» فى الاستاد، حيث ركب سيارة مكشوفة لكى يحيى أهله وعشيرته، وكأنه هو الرئيس «محمد أنور السادات» بطل الحرب والسلام؟
ولماذا لم يذكر أن «مرسى» دعا القاتل الإرهابى «طارق الزمر» الذى شارك فى قتل «السادات» لكى يجلس فى المنصة الرئيسية للعرض؟
لماذا لم يذكر وقائع إرهاب جماعة الإخوان المسلمين لمؤسسات الدولة وأبرزها حصار المحكمة الدستورية العليا لمنع قضاتها الأجلاء من ممارسة عملهم، وحتى لا يصدروا أحكاما بحل الجمعية التأسيسية للدستور؟
ولماذا لم يذكر أحداث «الاتحادية» والتى مارست فيها ميليشيات الجماعة الإرهاب على المتظاهرين السلميين وقامت بسحلهم فى الشوارع؟
هذه الفصول الدامية من التاريخ الأسود لجماعة الإخوان المسلمين يتجاهلها هذا الأكاديمى المزور، الذى نصّب نفسه مؤرخا مع أنه مجرد كاتب مغرض يدعو دعاية رخيصة للصلح مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية!
أى صلح؟ وما هى شروطه؟
هل يمكن أن يصالح النظام جماعة إرهابية مازالت حتى الآن تمارس اغتيالاتها لرموز الدولة وتقوم بإرهاب الشعب المصرى؟
هذا الكاتب الساذج ينهى مقاله التافه بقوله إن الصلح خير!، وهل معنى الصلح عنده هو عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى سابق عهدها فى تزييف الوعى الاجتماعى للجماهير بشعارات دينية زائفة، أو هو عودة حزب «الحرية والعدالة» مرة أخرى لكى يمارس السياسة ويدخل الانتخابات حتى يتحقق الحلم المجنون للجماعة بهدم الدولة المدنية وتأسيس دولة الخلافة الإسلامية؟
هذه أفكار زائفة لا ينبغى أن نضع لها أى اعتبار!