رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشهيد عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه، فهو: شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وهو إنسان يجعل من عظامه جسرًا ليعبر الآخرون إلى الحرية، وهو الشمس التى تشرق إن حلّ ظلام الحرمان والاضطهاد فقد تم اغتيال العميد عادل رجائى قائد الفرقة التاسعة مدرعة لينضم بذلك إلى قائمة الشهداء العظماء الذين حملوا أرواحهم على كفوفهم فداءا لوطنهم الحبيب مصر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. والشهيد رجائى هو قائد الفرقة التاسعة مدرعة المسئولة عن هدم وتدمير الأنفاق فى سيناء على الحدود المصرية الشرقية مع قطاع غزة، فقد هدمت مصر خلال السنوات الأخيرة آلاف الأنفاق التى كانت تخترق حدودها الشرقية، وهى بحق خطوة مهمة فى الحرب على المجموعات المتطرفة النشطة بسيناء والتى تخدم بشكل كبير إسرائيل.
وتم قتل الشهيد العميد عادل بـ ١٠ رصاصات غادرة استقرت فى جسده ورأسه من قبل مجهولين وعددهم ٣ يستقلون سيارة تربّصت به أمام منزله بالعبور، مثلما حدث من قبل مع شهداء كثيرين من ضباط الشرطة وفقا لما نشر بالصحف وأكدته زوجته الصحفية ومحررة الشئون العسكرية سامية زين العابدين التى قالت: «شفت جوزى بيتقتل قدامى، وشوفت الإرهابى الذى قتله». ويذكر أن جماعة تطلق على نفسها «لواء الثورة» أعلنت مسئوليتها عن قتل الشهيد. وعقب هذا الحدث الجلل اجتمع الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء، ومحافظ البنك المركزى، ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والمالية، والتموين، ورئيس المخابرات، لبحث مستجدات الأوضاع الأمنية بالبلاد والتأكيد عليها باستمرار، وقال بأن دماء الشهداء من القوات المسلحة والشرطة لم ولن تذهب هباءً ويذكر أن الشهيد رجائى عمل لفترة طويلة فى شمال سيناء، وكان أحد المسئولين العسكريين البارزين بها، كما أنه اضطلع بمهمة تدمير الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة، أثناء عمله فى الجيش الثالث الميدانى، الذى تقع على عاتقه مهام تطهير المنطقة من الإرهابيين، ونُقل مؤخرا إلى القاهرة، بعد ترقيته لرتبة عميد، فانتقل على إثرها للعمل كقائد مناوب للفرقة التاسعة مدرعات، ما يجعله عدوًا أساسيًا للتنظيم الإرهابى الجبان الذى اغتاله برصاصات غادرة قاتلة من أمام منزله ربما لكى يوصل رسالة للخارج مفادها أن مصر عاجزة عن حماية أبنائها فى الداخل، وضرب استقرار الوطن من جديد، ونشر حالة من الرعب والخوف بين المواطنين، وزعزعة الأمن القومى واستقراره!! ولكن هذا لم ولن يحدث فمن قبله تم اغتيال اللواء محمد مبروك، الضابط بجهاز الأمن الوطنى، واللواء محمد سعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، والعقيد وائل طاحون، رئيس مباحث المطرية، كما تم اغتيال العميد أحمد زكى الضابط بقطاع الأمن المركزى فى الطريق من مقر سكنه إلى عمله بمدينة أكتوبر، إلى جانب محاولات اغتيال المستشار محمود خفاجى، قاضى ما تعرف إعلاميًا بـ«أحداث مكتب الإرشاد»، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، وغالبًا يتشارك هؤلاء فى أن تكون محاولات اغتيالهم أمام منازلهم!! ربما هناك من أرشد عن خط سير الشهيد عادل رجائى مثلما فعل ضابط المرور الذى قُبض عليه، فى قضية اغتيال اللواء مبروك، بعد أن أرشد عن خط سيره ومكان سكنه، مستغلًا المعلومات التى حصل عليها بسبب زمالته له فى كلية الشرطة تماما مثلما يبحث الإرهابيون عن محل إقامة القضاة عن طريق الموظفين بالمحاكم، ثم يرصدون تحركاتهم، إذا كانت منتظمة أو غير منتظمة، ويرسمون خطتهم، بناءً عليها، لقتل القاضى المستهدف لدى جماعات الإرهاب!
وفى بعض الأحيان يتم معرفة أماكن سكن الضباط بسبب تواجد سيارات الشرطة التى تقلهم أمام محال إقامتهم، ثم تنتظر عناصر الجماعات الإرهابية الشخصيات المستهدفة ويطلقون الرصاص باتجاههم، أو يزرعون عبوات ناسفة فى تلك السيارات مثلما حدث مع النائب العام المستشار هشام بركات رحمه الله..
ربما أن الإرهابيين يلجأون لتلك العمليات الغادرة بقتل الضباط الجيش والشرطة والقضاة والصحفيين؛ ليثبتوا لمموليهم من الدول الخارجية، أنهم موجودون ويستحقون الحصول على التمويل، بالإضافة للتمهيد لما يسمى ١١/١١.. وهى أكذوبة فاضحة من قلة فاشلة تستهدف محاولة زعزعة استقرار البلاد. نعم فمثل هذه الأعمال الإرهابية لن تنال من صلابة الشعب الأصيل الذى يقف إلى جانب أبنائه من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل فى مواجهة هذه الأعمال الإجرامية، وتلك الأعمال تزيدهم إصرارًا على بذل الغالى والنفيس فى سبيل دحر تلك القوى الغاشمة واستكمال عمليات البناء والتنمية. فلابد من الضرب بيد من حديد على أيدى هؤلاء الإرهابيين العابثين الذين يستهدفون الجيش والشرطة «حماة الوطن» وعدم تمكينهم من تنفيذ مخططاتهم الشيطانية لنشر الخراب والدمار فى مصر والمنطقة العربية.
وفى ظاهر الأمر نحن أحياء والشهداء أموات، أما الحقيقة فإننا نعيش حياة الموت، نمارس العيش المزيف، نركض خلف قوس قزح، نلهو، نعبث، نضحك ونبكى، نحمل الهم على الأرزاق، نولول على صفقاتنا البائسة التى لا تنجح، نتشاجر على حطام الدنيا، نتفاخر، نحيا كما الأنعام، نركض خلف ألف وهم ووهم، تداهمنا الرغبة واللذة والانشغال فى توافه الأشياء، نعيش بضع سنين أخرى وفى النهاية.. يأتى الموت..! والشهيد العميد عادل رجائى وغيره من شهدائنا هم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله.