فى ٣٠/٦ نزل ٣٠ مليون مصرى للشوارع معلنين رفضهم لحكم الإخوان.. انتصر الشعب فى الداخل، ولكن المعركة لم تنته بعد.
هناك دول كانت قد وقعت اتفاقيات مع الإخوان بخصوص مصالح أو مكاسب أو تنازلات أعلنت حصار مصر ومقاطعتها، أو على الأقل تجميد العلاقات دون إعلان رسمى.
كان الغرب، وخلال أكثر من عقد من الزمان، يبحث عن مظاهرة واحدة، ولو من عشرة أفراد فى العالم الإسلامى تدين الإرهاب، أو ترفع لافتة واحدة يتيمة تقول: «لا للإرهاب». وفى ٣٠ يونيو نزل أكثر من ٣٠ مليون مصرى فى كل شوارع مصر وميادينها رافضين الإرهاب الإخوانى، رافعين شعار «لا للإرهاب»، فهل غيّر الغرب نظرته للمسلمين والعرب؟ لا أحد فى الغرب كان يحلم برؤية مشهد كهذا خلال قرن من الزمان، ومع ذلك، ربما يتردد اليسار الغربى خصوصًا، ويدفن رأسه فى الرمال، مدعيا أنه لم ير الملايين فى الشوارع.
أعرف معظم كتاب الغرب وصحفييه ممن يرسمون الصور كتابة فى الصحف أو ظهورًا فى التليفزيون، والذين فى دواخلهم ينظرون إلى أن الإرهاب والعرب هما توأمان ملتصقان. هؤلاء لم يلتفتوا لملايين المصريين الذين خرجوا للشوارع فى عز الحر وهم صائمون ضد الإخوان.
أضف إلى ذلك حماس- الفرع الإخوانى فى غزة- التى كانت تدينها الصحف الغربية على أنها إرهابية، وكانت مصنفة قانونا فى الولايات المتحدة وإسرائيل على أنها منظمة إرهابية، ومع ذلك ترى حالة من الدفاع الغريب عن الإخوان، أمام هذه الصورة لا بد أن نتساءل: يا ترى ماذا قدمت حكومة مرسى و«الإخوان» لإسرائيل للحصول على كل هذا الدفاع المستميت؟ هل سلموا الدكان والبضاعة معا لإسرائيل، أو أن هناك صفقة إقليمية كبرى لم تتضح تفاصيلها بعد؟
وفى موقف عصيب كهذا تحركت دول عربية منها السعودية والإمارات والكويت لتقوم بدور فاعل شبيه بدور الخارجية المصرية فى الترويج لثورة ٣٠ / ٦ الشعبية، بعدما أعمى الغرب نظره تجاه ثورة المصريين ضد حكم المرشد، واعتبر أنها انقلاب على حكم منتخب، وقاد خادم الحرمين الشريفين المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بن عبد العزيز عملية صد الهجوم العنيف على مصر.. فكلمته فى البيان السعودى الشهير للدفاع عن الثورة المصرية قلبت الموازين، بإعلانه وقوف السعودية حكمًا وشعبًا إلى جانب الشعب المصرى وما يمر به من أحداث.
موقف الملك عبد الله أوقف سلوكا استعماريا لدول أرادت التدخل فى الشأن الداخلى المصرى.
كما دعا خادم الحرمين الشريفين المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدى لكل من يحاول زعزعة أمن مصر، معتبرًا أن من يتدخل فى شئون مصر الداخلية من الخارج يوقد الفتنة.
الملك عبد الله قال فى بيانه أيضًا: «إن استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين والكارهين فى محاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره»...
كلمات تهديد واضحة من ملك السعودية ضد دول وحكومات ومخابرات وأفراد أرادوا حرق صحوة المصريين وثورتهم فى ٣٠/٦. السعودية- أيضا- حظرت جماعة الإخوان المسلمين، وأعلنت أن المساس بمصر يمثل مساسًا بالسعودية نفسها.
كذلك يجب ألا ننسى ما قاله وزير خارجية السعودية سعود الفيصل لوكالة الأنباء السعودية فى أغسطس ٢٠١٣ من أن انتفاضة ٣٠ مليون مصرى لا يمكن بأى حال أن توصف بالانقلاب العسكرى، إذ إن الانقلابات العسكرية تجرى تحت جنح الظلام. ولم يكتف بذلك فقط بل أعلن خلال زيارته لفرنسا أنه فى حال تلويح أى دولة بوقف معوناتها لمصر فإن الأمة العربية والإسلامية بأبنائها وإمكاناتها لن تتأخر فى دعم القاهرة.
السلوك السعودى معنا مساندة دون شروط، والتعامل مع قضايانا ومشاكلنا على أنها هموم ومشاكل سعودية جاء من منطلق العروبة والوفاء للأشقاء والشركاء.
وهذا النهج تسير عليه السياسة السعودية على الدوام، ومن الطبيعى أن محور الشر من إخوان وغيرهم يدركون تمامًا أن تلك العلاقة كانت أهم العوامل التى تحطمت عليها نظريات حرق مصر، وكانت وراء نجاح ثورة ٣٠ / ٦ وما تحقق بعدها من انتصارات.
ما زال الإخوان ومحور الشر التابع لهم يحاولون قدر استطاعتهم تحطيم تلك العلاقة، والترويج لفكرة تم خنقها باصطناع ما يعكر صفوها.
المصريون والأشقاء بالسعودية عليهم إدراك أن المصير الواحد المشترك يربط بيننا.
تهديد السعودية للعالم من أجل مصر، وتهديد مصر لكل قوى الشر من أجل السعودية ودول الخليج إعلان شعبى ورسمى بأننا معًا وسنظل كذلك.
أعداء مصر والسعودية مازالوا موجودين ويعملون فى الخفاء وظاهرًا بهمة وإخلاص للتدمير، وعلينا اليقظة من أجل حماية أوطاننا ومصالحنا العربية والعالمية، وألا نستسلم فى التصدى، وندافع عن علاقة متشابكة لا تقدر بثمن ولا يمكن الفكاك منها رغم أنف الحاقدين.