كلنا يبحث عن السعادة ونجول ونصول بحثا عن مصادرها والاعتقاد الأغلب يكمن فى النقود، فهى مصدر لجلب السعادة وتلبى احتياجاتنا وهى ما تجعلنا نسافر لنلهو ولا نحمل أى أعباء لمتطلباتنا، فهى تحقق ما لا يحققه كثير من الأشياء بدلا من الشقاء والبحث الدائم.
ونتغافل أن بداخل أجسادنا نفسا قد تصاب بالمرض، ومن الممكن أن تجعلنا نشعر بالحزن ونحن مبتسمون، ونشعر بالملل ونحن نلهو ونشعر بعدم الرضا ونحن نملك. إسعاد من حولك هو سر كبير للحصول على السعادة الحقيقية، فقد تكلمت كل الأديان عن أن إسعاد من هم حولك له من الثواب ما يفوق كثيرا من الشعائر. نتناسى دائما من حولنا، ويعد هذا بداية حقيقية لتدريب النفس على ما لا نطيق، ونعيش كثيرا مع الحيرة والحزن والتعاسة بدون أن ندرك لماذا نشعر بتلك المشاعر ونحن فى أوقات كثيرة نعيش فى مراحل من الاكتفاء.
سمعت عن قصة شخص كان يريد أن يمزح مع عامل بإخفاء حذائه ومتابعته ليرى كيف هو حيران، وشغفه لما سوف يشعر به من سعادة بعمل مقلب فى ذلك العامل، وقبل أن ينفذ اقترح عليه صديق أن يضع نقودا كصدقة داخل الحذاء ومتابعة شعور العامل بالسعادة بدلا من متابعته وهو حائر، وعندما أخذ بالاقتراح وجد أنه أسعد كثيرا بإسعاده للعامل بدلا من سعادة مؤقتة برؤيته حائرا. نجد برامج كثيرة مختصة بالمقالب وأفكارا إبداعية فى وضع الناس فى رعب، من المفروض أن تدخل السعادة والبهجة فى قلب من يشاهد، ونعود هنا إلى إعادة تأهيل الشعب والناس، ومحو الثقافة المغلوطة التى طال بنا الزمن بوضعها داخل ذلك الشعب، ومدى تأثيرها السلبى على معاملاتنا اليوم، ومدى الأنانية التى تربينا عليها وعدم توفر كفاءات داخل مجتمعنا لتعتمد عليها الدولة فى صنع الأمجاد.
لا بد من إعادة النظر فيما يبث، ممن يتولون مناصب داخل أجهزة الرقابة على المصنفات، وأن يعاد تأهيل تلك المنظومات الإعلامية بطريقة طبية نفسية للعمل على بناء منظومة حقيقية تبث فى النفوس المعنى الحقيقى للسعادة.
لا بد أن نرى حقيقة التشويه سواء كانت متعمدا أو بغير قصد فى كل مجالات حياتنا، والأمر باعتباره من أحد الركائز الأساسية للحياة فلا بد أن نهتم به أولا لأنه سيؤثر بشكل كبير فى كل أمور حياتنا.
أين هى السعادة ونحن مرضى نفسيا؟ أين هى السعادة وما نراه ونسمعه يزيد من مرضنا بشكل خفى فى أماكن مدفونة داخل عقلنا الباطن؟
كان هناك عامل فى محطة بنزين دوما ما يثير إعجاب كل عملائه، فقد كان يتذكر دوما اسم كل عميل ويناديه به بمجرد دخوله إلى المحطة كان العديد من الناس يعتقدون أن هذا الشاب الصغير يملك ذاكرة مذهلة› ولكن ما كان يملكه هذا الشاب بالفعل هو الرغبة فى خدمة العملاء والميل إلى المبادرة فعندما يأتى عميل جديد إلى المحطة كان العامل يسأله عن اسمه ثم يكتب هذا الاسم على غطاء خزان البنزين فى سيارته٠ وفى المرات التالية تصبح اللمسة الشخصية بتذكر اسم العميل فى منتهى السهولة فى شركة (وال مارت) التى تعد من كبرى شركات التجزئة فى أمريكا يقسم كل موظف قبل الانخراط فى العمل القسم التالى: «أقسم أننى سأبتسم لكل عميل يقترب منى مسافة ٣ أمتار بكل إجلال ووقار، وأنظر إليه فى عينيه وأحييه».