الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حول المرأة وفنون الدراما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكثر ما يؤثر فى تقديم صورة وقضايا المرأة وطريقة وطبيعة ذلك التقديم فى الدراما عادة، وبينها دراما سينما ودراما التليفزيون، أمران أو عنصران رئيسيان على الدوام:
أولهما: المناخ السائد، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا.. لنقل حضاريًا بوجه عام، فإن كان ذلك المناخ صحيًا مستنيرًا، ديمقراطيًا متقدمًا، فمن شأن ذلك أن ينعكس إيجابيًا على هذه الصورة والقضايا، وتلك الدراما، وإذا كان النقيض، فسوف ينعكس سلبيًا على التأكيد.
والانعكاس هنا لا يكون فحسب على الأعمال الفنية ذات القيمة الرفيعة، وإنما أيضًا على الأعمال البسيطة ذات التوجه الشعبى أو الجماهيرى على ما يطلق عليه الأعمال التجارية أو السائدة، لأن أصحاب هذه الأعمال لا يملكون سوى أن يجاروا المناخ القائم، والتوجه العام، فهم يقدمون أعمالهم لجمهور، وفى إطار ظرف لن يقبل أو يستسيغ إلا مقولات المناخ، سواء الإيجابى المستنير، أو السلبى النقيض. ونحن نذكر هنا على سبيل المثال بأعمال درامية من نوع فيلم «للرجال فقط» فى الستينيات الماضية، حيث مناصرة قضايا المرأة وتأكيد الميثاق الناصرى على أن «المرأة لا بد أن تتساوى بالرجل، ولا بد أن تسقط عنها بقايا الأغلال»، ومع أنه فيلم فكاهى بسيط، من نوعية الأفلام الجماهيرية السائدة، إلا أنه عبر بطلتيه «سعاد حسنى نادية لطفى» دافع فى سياق الحدوتة المرحة، عن حق المرأة فى اختيار العمل الذى تريد، مؤكدًا أن المرأة قادرة على القيام بمختلف الأعمال حتى ما يوصف عادة بالشاق منها، أو بأنه بعيد عن طبيعتها واستعدادها.
وهكذا فما بالنا بأفلام أنضج وأعمق فى تلك المرحلة، مثل فيلم «مراتى مدير عام» ١٩٦٦، الذى أخرجه فطين عبد الوهاب، وكتب له السيناريو والحوار سعد الدين وهبة، مؤكدًا أن من حق بطلته «شادية» أن يرتقى عملها أو ترتقى بعملها إلى أرفع دور ومرتبة، وأن على الرجل أن يحترم هذه المقدرة والرغبة.
الأمر أو العنصر الرئيسى الآخر الذى يؤثر فى معالجة الدراما لقضايا المرأة، وفى صورتها على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة هو الفنان نفسه، ومدى قدرته ليس فحسب فى «أن يعكس السائد»، وإنما يكون الفنان أيضًا إذا لزم الأمر «عكس السائد»!.
ونعنى مدى عمق قدرات وثقافة الفنان، واتساع رؤيته، ونوع انحيازه وموقفه.
فإذا كان فنانًا تقدميًا راقيًا، ينظر إلى المرأة وصورتها الواجبة فى الدراما نظرة سوية واعية، لا تضع فروقًا أو تمييزًا من أى نوع بين المرأة والرجل، فإنه يسعى إلى فرض تعبيره عن رؤيته هذه، فى الأعمال الدرامية التى يقدمها مهما كان حال المناخ العام الذى قدر له أن يعيش ويبدع فى خضمه، حتى لو كان مناخًا بائسًا وليس مواتيًا قط.
إنه هنا دور الفنان الحقيقى الواعى، وجهده فى التعبير، وإسهامه فى التغيير معًا.
١- عفوا:
وقع سهوًا فى مقال الأسبوع الماضى عنوان «أديب» كمسلسل حادى عشر، مع أن المقال كان عن «أحسن ١٠ مسلسلات فى تاريخ التليفزيون المصرى»، وهذا هو عنوانه.. والسبب أننى كنت أفاضل بين اختيار «أحسن ١٠ مسلسلات»، واختيار «أحسن ١٢ مسلسلًا»، بالطبع من وجهة نظرى.. وفى حالة الاختيار الأخير، كنت سأضيف مسلسلين، هما: «أديب» إخراج يحيى العلمى عن رواية الدكتور طه حسين بنفس العنوان وبطولة نور الشريف ونورا، و«الحب وأشياء أخرى» إخراج إنعام محمد على، وتأليف أسامة أنور عكاشة، وبطولة آثار الحكيم، وممدوح عبد العليم.
٢- عودة.. إلى «الإسكندريات»:
فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى الشهر الماضى أقيمت ندوة بالغة الأهمية امتلأت بالحضور، احتفت بالكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، وعرفتنا على المخرج العربى الكبير «الفلسطينى الأردنى» عباس أرناؤط، وناقشنا عبرها كلا من هذين المبدعين الشامخين، وجدتنى حريصًا جدًا على أن أطلب منهم، أن يذكرا لنا على سبيل الحصر وليس على سبيل المثال، كل المسلسلات التى قدماها معًا، التى لا نعرف فى مصر عنها كل المعلومات حتى الآن، ولم نشاهد فى التليفزيون المصرى منها إلا مسلسلا واحدا هو «الكتابة على لحم يحترق»، وذلك من منطلق، أن كل دراسة ودراية تبدآن بالمعلومات الدقيقة والكاملة، وقد ذكر لنا المؤلف والمخرج، العناوين والتعريف العام بالمسلسلات، التى قدمها هذا الثنائى المبدع، وتعد من أنضج أعمال الريادة فى دراما التليفزيون لدينا، ومن أوضحها مزايا فكريًا وفنيًا.. قالا: (إنها تسعة مسلسلات.. كان أولها «سليمان الحلبى»، أعقبه مسلسل «عنترة».. ومسلسل «الفاتح»، عن محمد الفاتح وجوهر العمل عن المقاومة وإمكانية الانتصار على قوى الهيمنة العظمى، ومسلسل «ليلة سقوط غرناطة»، الذى صدر فى كتاب واحتفت به أيضًا الندوة، ومسلسل «الكبرياء يليق بالفرسان»، حول تأسيس مملكة عربية بعد الإسلام هى «مملكة كندة»، والمؤامرات التى حاقت بها، ومسلسل «كتابة على لحم يحترق»، حيث عصر القائدين التاريخيين قطز وبيبرس وعلاقتهما المركبة أو المعقدة، وغير ذلك، ومسلسل «الفرسان يغمدون سيوفهم»، ثم مسلسل «الدعوة خاصة جدًا»، وهو من الأعمال المبكرة التى ناقشت وحذرت من العواقب الوخيمة القادمة لما عرف بسياسة الانفتاح، ثم مسلسل «ليلة مصرع المتنبى»).
إننا يجب أن نعرف هذه الأعمال.. وأن نشاهدها كاملة أيضًا.
٣- روح الإسكندرية:
أين ابتسامتك أيتها الإسكندرية؟.. هذه هى الإسكندرية.. مدينتنا الأجمل.. الأبهج.. الأحب.. بشدة تؤكد لى وبصرامة القول المر والصعب:
«شعب نسى الابتسامة».
مصر كلها سيدة الحسن.. مدينة المدن:
«شعب نسى الابتسامة»!
لكن يا أحبة.. ما أعجب هذا.. كل هذه الوسامة فى وجوه البشر هنا.. وسط كل هذه الدمامة.. كل هذه الوسامة فى روح البشر.. فى روح المدينة.. روح الإسكندرية.. على الرغم من أنه قد صارت متعذرة.. متعذرة جدًا.. للغاية.. الابتسامة!! .