الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

علام يفتتح مؤتمر دور وهيئات الإفتاء في العالم.. ويؤكد: الأئمة والدعاة في الغرب هم نواة نشر الإسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة.. ووزير العدل: تجديد الخطاب الديني يُبنى على برامج فكرية شاملة ومتكاملة

 الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، المؤتمر الأول للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الإثنين، الذي تستضيفه مصر وينعقد في أحد فنادق القاهرة، بمشاركة وفود من 80 دولة من مختلف القارات، لمناقشة أهمية تأهيل المفتين والتصدي لفوضى الفتاوى الصادرة عن غير المتخصصين، إضافة إلى السعي إلى وضع ضوابط وقواعد محددة، لضبط إصدار الفتوى على مستوى العالم الإسلامي. مؤكدًا على أن ما يمر به العالم العربي والإسلامي من تحديات، يتطلب من العلماء أَنْ يكونوا جميعًا على مستوى هذا التحديات الكبرى.



وألقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كلمة في بداية المؤتمر الذي ينعقد على مدى، تحت عنون "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة"، حيث قال إن الفقه العبثي رسخته كتائب نجحت في التغلب على مجامع الفتوي ودور الافتاء وفي مقدمتها مجمع البحوث التابع للأزهر، مرجعًا ذلك إلى القدرة على التحرك والنزول إلى الناس واقتحام قراهم ونجوعهم والتحدث اليهم بما يريدون في وقت اقتصرت دور لجان الفتاوي ومراجعها على الفتاوي الجامدة، ورهن مؤتمرات يحدث فيها بعضهم البعض ويتواصون بما يحملونه من آمال واحلام لا تتحقق.
وتابع:"ارجو الا يسبق لذهنكم انني اقف موقف المعترض من جهدكم، واعي جيدا انني اخاطب النخبة وانا قبلكم أول من يتجمل المسئولية من التقصير أكثر منكم التصاقا بالجماهير ومعرفة بمعاناتهم التي يواجهونها بسبب جمود الفتوي وتهيب الاجتهاد، لافتًا إلى فوضي تعدد الزواج والطلاق وما ينتج عنه من تشريد وضياع يسفر عن تمرد واجرام، ولا ادعو لتشريعات بإلغاء التعدد الذي شرعه الله بل اتساءل عن أسباب دفعت فقير معدم إلى الزواج بأكثر من واحدة، لأخلص بأن الدعوة لمثل هؤلاء لم تصل بالوجه الصحيح".
واستنكر شيخ الأزهر، عنوان المؤتمر الذي حمل مصطلح الاقلية المسلمة، مؤكدا حمله لمعاني الدونية والتفرقة والتمييز، لافتًا إلى أن مصطلح الاقليات هو مصطلح وافد على الثقافة الإسلامية، وان الأزهر تجاهله منذ فترة كبيرة، ويمهد لبزور الفتنة ويهدر حقوق تلك الاقلية، وان الثقافة المصرية تعرف المواطنة وليس الأقليات،، وفقه المواطنة إذا نجحنا في ترسيخه في عقول المسلمين وثقافاتهم هو السد المنيع أمام الذرائع الاستعمارية التي دأبت على توظيف الأقليات في الصراعات السياسية وأطماع الهيمنة والتوسُع، وجعلت من مسألة «الأقليَات» رأس حربة في التجزئة والتفتيت اللتين يعتمد عليهما الاستعمار الجديد.



وأكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في سياق زمانه ومكانه، فالتوقيت الآن يشهد موجة عنف لتيارات تبحث عن فتاوى تشرعن لها العنف وما الإحصائيات عنا ببعيد، فما يقدر بخمسين ألف مقاتل في صفوف "داعش" نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، وإعلام التنظيم يتحدث بـ12 لغة فكان على المؤسسات الدينية العريقة وذات الشأن في هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة، مشددًا على أن هذا مؤشر خطير للحالة الراهنة للجاليات المسلمة، ومن يحلل هذا الوضع بدقة يجد أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين وخاصة من تيارات التشدد والتطرف تسبب اضطرابًا كبيرًا في مجتمعات هذه الجاليات كما نرى الآن في حالة داعش وأخواتها.
وتابع:"أما المكان فقد كان من الضروري أن ينعقد هذا المؤتمر على الأرض التي حملت لواء الاعتدال والتجديد والاستنارة بكعبة العلم المتمثلة في الأزهر الشريف الذي سيظل حصنًا حصينًا أمام موجات التطرف والعنف ودعوات التفريق والتشرذم بكل صورها، فانعقاد المؤتمر جاء تلبية واستجابة لنداء الحاجة بل الضرورة التي يصرخ بها الواقع المعاصر".
وأضاف "علام" أن الأئمة والدعاة في الغرب هم نواة نشر الإسلام، وتصحيح المفاهيم في الخارج، ويهدف المؤتمر إلى سحب البساط من تيارات الإسلام السياسي المسيطرة على الجاليات المسلمة في الغرب، ومن الأهمية بمكان أن يتم تدريب الأئمة والدعاة وتأهيلهم للتعامل مع النصوص الشرعية، والتعاطي مع معطيات الواقع، وامتلاك أدوات وأساليب الخطاب الديني الصحيح والوسطي البعيد عن التفريط والإفراط.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تعمل على إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التي يستعين بها المسلم على العيش في وطنه وزمانه، كما ترسخ عنده قيم الوسطية والتعايش، وتعمل أيضًا الأمانة العامة على تأصيل الرباط بين الأئمة والدعاة وبين العلماء الثقات والمؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي وعلى رأسها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية.



من جانبه قال المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل، إن تجديد الخطاب الديني ليس بالعمل العشوائي أو الارتجالي، إنما هو عمل مبني على برامج فكرية شاملة ومتكاملة، يأتي بعد أهداف وخطط وأساليب وإستراتيجيات ومتطلبات مادية وبشرية، تشمل مؤسسات المجتمع كل، وبما أن الأديان السماوية تشكل في ذاتها جانبًا ومكونًا أساسيًّا من مكونات هويتنا الحضارية، لافتًا إلى أن الخطاب الديني أصبح مؤثرًا مهمًّا في تشكيل وتوجيه أفكار وسلوكيات ومشاعر ووجدان أفراد أمتنا العربية والإسلامية بل والعالم أجمع وليس أدل على ذلك من تنظيم هذا المؤتمر الكبير ودعوة هذه الكوكبة المنيرة ومناقشة هذه المحاور المهمة في أرض الكنانة. 

وأضاف، خلال كلمته بالمؤتمر، إلى أن هذه الكوكبة الكبيرة من كبار المفتين والعلماء الذين اجتمعوا في بلد الأزهر للتباحث في آليات التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة،جاء استجابة لمبادرة تجديد الخطاب الديني التي نادي بها الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي أصبحت بؤرة اهتمام العالم أجمع في الوقت الحاضر، مضيفًا أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، ولذلك تم عقد هذا المؤتمر الذي يواجه مثل هذه الأفكار التي انتشرت كالنار في الهشيم في الجاليات المسلمة حول العالم بسبب سيطرة بعض التيارات المتطرفة هناك على الخطاب الديني وتزداد أهمية المؤتمر في كونه سيطرح الحلول النافعة لبلورة خطاب ديني رصين للجاليات المسلمة يعينها على التمسك بالقيم والثوابت الدينية مع اندماج إيجابي في مجتمعاتهم. 

واختتم كلمته قائلًا: "آمل أن يكون انطلاق هذا المؤتمر العلمي من أرض الكنانة بأهدافه وما يتمخض عنه من زخم علمي وتوصيات ومبادرات يصب في صالح الجاليات المسلمة حول العالم ودعمها من الناحية الإفتائية وكذلك في إعادة المرجعية الوسطية في الفتوى لدار الإفتاء المصرية كمؤسسة إفتائية عريقة لها ثقل علمي وتاريخي كبير".

في السياق ذاته، أكد الدكتور مصطفى سيريتش، المفتي العام بالبوسنة والهرسك السابق، أن العالم يتطلع لأن يعود الأزهر لمكانته وقيمته التي كان عليها، من قدوة ومتنفس روحي لمسلمي الغرب، مؤكدًا أن الأزهر هو منارة الإسلام من مغربها إلى مشرقها.

وتابع:" انتظرت قرونًا كي أقول كلمة احتفظت بها في صدري، منذ تخرجت من الأزهر في السبعينيات، وهي شهادة شكر وتقدير للأزهر الذي انقذنا في شبه جزيرة البلقان، حينما فقدنا التنفس الروحي، ففتح الله لنا الأزهر الشريف كي نتنفس".

وشدد المفتي العام على أن الأزهر لم يصنع للعجم وحدهم، بل العرب كذلك، فقرب العرب واستعرب العجم، معربا عن أمله في أن يري الأزهر كما كان منارة الأمة جمعاء.



كما عاهد مفتي فلسطين محمد أحمد حسين، جموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من أرض الكنانة، أن يبقى الفلسطينيون صادقين وصامدين في دفاعهم عن القدس، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.

وشدد حسين، في كلمته بمؤتمر الإفتاء، على أن الجميع سيعمل على رفعة وطنهم والدفاع عن الدين من التطرف والغلو من جماعات بعينها تريد تشويه صورة الإسلام في العالم.