الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كيد النسا في وزارة الثقافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتظرت شهرًا كاملا دون أن أحرك ساكنا.. قلت أكيد غلطة.. ثم قلت أكيد هتتصلح.. ثم قلت مش معقول بعد كل هذا الضجيج سيمر الأمر.. لكن لا الموضوع طلع غلطة.. ولا فيه حاجة اتصلحت.. ومر كل شىء كما أرادت «امرأة» كل همها فى الأمر أن تكيد لامرأة أخرى.. ولو كان الأمر فى مجلس «حريم» ما توقفت أمامه على الإطلاق.. لكن أن يحدث ذلك فى أهم وأرقى معاهدنا التعليمية وعلى يد من نعتبرهم «أرقى الكائنات»، وفى وزارة هى المسئولة عن إصلاح وتهذيب أذواق الناس.. فهذه هى الكارثة..
أعرف أن بعضكم سيتهمنى الآن بالهروب من الواقع، وبأننى سبت الغلا وسنينه.. والسكر واللى شاربينه.. والرز واللى مش لاقينه.. والبطالة.. والمواصلات.. والنهب والسرقة واللى منه.. وباتكلم عن «الفن والثقافة»..
أبدا والله.. الفساد واحد.. اللى بيحتكر السكر ومش لاقى حد يلمه زيه بالضبط زى اللى حكمت على مستقبل طفل لا يتعدى العاشرة وألقت بأحلام أنامله الصغيرة فى سلة المهملات لمجرد أن من درس له بالمصادفة تنافسها على «منصب ما».. من سكت على جريمة «آمال الشاهد» فى الكونسرفتوار! هو نفسه من يتستر على «مهرب السكر».. جميعهم عايزين يسقونا العلقم والحنضل.. جميعهم من «سلة قمامة واحدة.. يتصورون ألا كبير لهم.. لا أحد سيحاسبهم..».
القصة من البداية إن فيه عندنا فى مصر معهد تابع لأكاديمية الفنون اسمه «الكونسر فتوار» وفيه أساتذة بيدرسوا الآلات.. وهارمونى.. وحاجات حلوة.. «يعنى مش آلاتية» وفيه ولاد موهوبين فى بلدنا.. عددهم قليل بيروحوا المعهد ده.. يتعلموا.. وده حق دستورى لا هو ملك مدير المعهد.. ولا الأكاديمية.. ولا حتى الوزير المسئول.. بالمناسبة هو «الزميل سابقًا».. المثقف المعروف حلمى النمم واحد من الأطفال دول.. موهوب.. عارف إن من شروط دخول المعهد إجادته العزف.. قعد يتعلم لوحده فى البيت.. وبعدين لأن والده أديب ووالدته شاعرة ذهبا به إلى مدرس متخصص.. دكتورة فى البيانو اسمها عفاف.. وأتم الولد ابن العاشرة دروسه الصيفية قبل أن يتقدم لاجتياز اختبار القبول بالمعهد.. المفارقة أن من يجرى الاختبارات شخص واحد.. ودى حاجة غريبة.. يعنى أنت بتحكم على مستقبل طفل بعين ورأس وذاته شخص واحد.. فى مسألة لا تتفق فيها الأذواق.. وأن اتفقنا فى «القواعد طبعا.. المهم أن الولد عزف أمام الممتحنة الدكتورة التى صفقت له قبل أن تعرف أن «عدوتها اللدود» هى من درست له، ليفاجأ الطفل الموهوب بأنه ممنوع من دخول المعهد، لا لشىء سوى أن السيدة عفاف التى لا تريد للسيدة آمال- بالمناسبة لا أعرف كلتيهما- هى من درست له.
وبعد أن عرف الكل بالفضيحة مش يكفوا على الخبر ماجور.. لأ.. تهديدات من هنا وهناك تلاحق الشاعرة ناهد السيد والدة الطفل، لأنها رفضت المساومات.. رفضت أن تكفى على الخبر ماجور، وأن يدخل ابنها المعهد و«نلم الدور».. أصبحت معركة من لا ظهر لهم فى هذا البلد.
هذه القصة لم تبعد كثيرا عن معركة أخرى فى نفس الوزارة.. هذه المرة فى هيئة قصور الثقافة.. اللى كان اسمها فى يوم من الأيام «الثقافة الجماهيرية» ومنذ تغيير اسمها «إلى قصور الثقافة».. أصابها القصور فعلا، وأصبح الشغل الشاغل لسادتها الاهتمام «بالقصور والقشور»، معركة غريبة تجرى يوميا بين الشاعر يسرى حسان الذى كن يتولى رئاسة تحرير جريدة مسرحنا، ورئيس الهيئة أعرفه منذ سنوات طوال، منذ ما جاء من قريته فى الفيوم يحلم بمواطئ قدم فى القاهرة المجنونة.. ولأننى أعرف كليهما.. سيد خطاب بدون لقب دكتور.. ويسرى حسان بدون لقب شاعر.. أستغرب ما يجرى.. كيف سمح خطاب لموظفيه الصغار بكل ذلك العبث، ألم يكتشف أن يسرى حسان ينشر العدد الأسبوعى من جريدته على النت؟!! إلا حيما أشار الرجل إلى واقعة فساد هنا أو هناك. ألم يكن من الأجدى أن يجلس لحسان ويعرف مكمن الخلل الذى أشار إليه الرجل بدلا من إطلاق «سفالات من بعض الخائبين من عبدة الميرى وترابه»؟.. كيف لرجل أكاديمى من أبناء أكاديمية الفنون أن تسرقه الوظيفة من أهم مميزاته - الإبداع - لقد كنت أنتظر الكثير من خطاب.. كنت أنتظر أن يلعب دورا ضعيفا فى مواجهة الأصولية والتطرف فى ريف مصر.. كنت أنتظر أن ينفض الغبار عن «المواقع الثقافية المظلمة» التى صارت خرابا فى كل قرى ومدن مصر.
فى قريتى واحد من أقدم بيوت الثقافة فى مصر، كانت على ذمته فرقة هى الأولى من نوعها على مستوى الجمهورى «كورال أطفال» قدم أعمال «جاك بريفير» و«معين بسيسو» و«فدوى طوغان» و«فؤاد حداد» وغيرهم، وبه مكتبة رائعة من آلاف الكتب المهمة، هل يعرف خطاب أين يوجد كل هذا الآن..؟ فى «إسطبل بهائم».. هذه هى الحقيقة مجردة، ولا مجاز فى الأمر.
يا سادة.. الاحتكار ثقافة.. والسرقة ثقافة.. والرشوة ثقافة.. واحتكار البسطاء ثقافة.. والنهب والفهلوة ثقافة.. الحائز على نوبل فى هذا العام «مؤلف أغانى».. بالله عليكم كيف يقرأ القرآن جاهل.. لا يجيد لغته ولا يعرف أحكامه .. وإيقاعه وموسيقاه؟!
من يتركون هذا العبث فى أكاديمية الفنون ويصمتون هم الذين يتسترون على حرامية السكر.. أدينى ببلغ وزارة الداخلية أهه.. ومش عايز الخمس تلاف جنيه..