السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الشعب يأمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الشعب يأمر» شعار نزل علينا من سماء الإعلام ليضع حدودًا لارتفاع الأسعار، وتتشارك به شركات ومحال وأصحاب أعمال لتخفيض أسعار بعض من المنتجات، لكى يستطيع المواطن متوسط الحال سابقًا، والفقير حاليًا، من متابعة حياته وإطعام أطفاله والقدرة على مواصلة حياة بدون ألم. ويالها من فكرة يراها البعض عبقرية تجعل من الشعب الآمر الناهى، فالشعب يأمر والتجار ينفذون ويراها آخرون فرقعة إعلامية لمقدم برامج مشهور فى قناة مشهورة، ولكنها فى حقيقة الأمر صفقة جديدة، ولا بد من أن تتوافر لها عناصر النجاح لكى تنتشر أكثر مما كانت علية سابقا.
كلها محاولات سواء كانت فكرة مبهرة أو فرقعة إعلامية أو لإرضاء بعض من المحتاجين من الشعب وقد كثروا، ولكننى أرى الموضوع بشكل آخر لا علاقة له بالمنتجات ولا بالأسعار ولا بالاحتياجات، بل هو بثقافة شعب ننادى جميعًا بمحاولة تعديلها، فنحن لا نريد أن ننمى ثقافة الأمر والنهى، أين مبادرات الشعب ينتج والشعب يأكل مما ينتج والشعب يحارب الفساد والشعب يدعم جيشه والشعب يثور على المنتجات المستوردة والشعب يأكل من صناعة بلده والشعب يحارب القمامة والشعب ينظف بلده والشعب يغير من سلوكياته والشعب صادق والشعب يبنى. 
تركنا كل مبادرات الرقى والبناء وأصبح الشعب يأمر، والأمر مجاب، فاليوم الشعب يأمر بتخفيض الأسعار وغدًا سيأمر بزيادة المرتبات ودعم المنتجات ولا ننتج ليدعم الشعب دولته.
إننا نغذى روح التواكل لدى شعب مستهدف ولا يرى مدى حجم المخاطر التى تهدد بلاده.
أين روح «قلنا حنبنى وآدى إحنا بنينا السد العالى»، وإن كنا نعانى من مشاكل تحجب عنا طريق الإنتاج والإبداع فأين روح الشعب يكسر حواجز التنمية، أين روح امسك مخالف، أين روح الوطن.
الشعب أمر. أتصدقون أنفسكم يا أصحاب ذلك الإبداع، فلنتعلم من قصة نجاح شخص، ولنعمم تجارب النجاح على هذا الشعب فإنه يستحق كثيرًا يا أصحاب الفكر الإعلامى المستنير.
عندما سُئل أحمد الشقيرى عن سر نجاحه أجاب: التطوير والتطوير والتطوير المستمر وعدم السكوت على الحال، وإنما السعى المتواصل للأفضل سواء على المستوى الشخصى أو على مستوى المشاريع التى يديرها الشخص. وقد وصف أحمد الشقيرى نقطة التحول الأولى فى حياته وهى الصلاة، فكانت السجدة الأولى له وهو فى عمر ٢١ عامًا، وبعدها نقطة الإقلاع عن التدخين التى استغرقت منه فى تنفيذها ست سنوات، وأهم نقطة تحول فى مسيرته العملية هى برنامج «خواطر».
وقد أكد أحمد الشقيرى أن هناك العديد من العقبات التى واجهته فى بداية حياته، حتى وصل إلى النجاح الحقيقى ورسم قصة نجاح لامعة ومبهرة، وبعض هذه الصعوبات كانت سببًا رئيسيًا فى بداية برنامج خواطر والذى كان من أهم نقاط التحول فى حياة أحمد الشقيرى العملية.
وفى بداية البرنامج رفضت قناة mbc تقديم جزء جديد منه وتحججت بضيق الوقت والتكاليف العالية للبرنامج، خاصة أنه يحتاج إلى معدات تصوير وكادر تصوير، فأوشك الشقيرى أن يتراجع عن فكرته، حتى جاءه اتصال فى نفس اليوم من صديق له يبلغه بمجيئه إلى السعودية ومعه طاقم تصوير كامل، وهو على استعداد لتصوير حلقة تجريبية، وبالفعل تم تصوير الحلقة الخاصة بتنظيف حمامات المساجد، ولم تأت الموافقة إلا قبل شهرين فقط من حلول شهر رمضان، إلا أن عزيمة وإصرار أحمد الشقيرى دفعته إلى تصوير الجزء الأول من البرنامج فى أسبوع واحد فقط، ويرى الشقيرى أنه لولا مروره بهذه العقبات لما ولد برنامج «خواطر» ولبقى مجرد ذكرى وأفكار على ورق.