الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أدباء لم ترق لهم نوبل فرفضوها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم التهافت من قبل كتاب العالم على جائزة "نوبل للآداب" وحالة الجدل التي تسود الأوساط الثقافية في العالم كله قبل الإعلان عنها ومعرفة من سيفوز بالمليون دولار التي من الممكن أن تغير حياته، بالإضافة إلى الشهرة العارمة التي ستحيط به إلا أن هناك من رفضوها وأعلنوا سخطهم عليها.
يأتي في مقدمتهم الأديب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي رفضها، عندما أعلن فوزه بها عام 1964 واصفا إياها بأنها سياسية كجائزة لينين التي كان سيرفضها أيضا في حال عرضت عليه.
وقال سارتر: إنه على الكاتب أن يرفض تحويل نفسه إلى مؤسسة حتى لو كانت مدرجة في قائمة الشرف، وهؤلاء الذين يقدمون التشريفات، وسواء كانت وسام شرف أو جائزة نوبل، لا يملكون في الحقيقة تقديمه، سعيد بأني أرفض صكوكَ الغفران الجديدة التي تمنحها جائزة نوبل.
أما الكاتب المسرحي الأيرلندي جورج برنارد شو عندما أعلن فوزه بها عام 1925 رفضها، وقال إن هذه الجائزة, أشبه بطوقِ نجاة يلقى به إلى شخص وصل بر الأمان ولم يعد عليه من خطر؛ إضافة إلى أني أكتب لمن يقرأ لا لأنال جائزة؛ إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه انشأ جائزة نوبل.
برنارد شو أديب عانى من الفقر كثيرا في أغلب أيام عمره ولكن حياته قد استقرت أخيرا بعدما بدأت مسرحياته تلقى رواجاً كبيرا وفي ذلك الوقت الذي يشهد فيه حالة الاستقرار المادية؛ فتمنح له الجائزة، فيتساءل لماذا لم تمنح إلى عندما كنت جائعاً؟!.
بينما الشاعر والروائي الروسي بوريس باسترناك صاحب رواية "دكتور زيفاغو" الشهيرة، والتي كانت سببا رئيسيا في منحه الجائزة عام 1958، كانت اسباب رفضه الجائزة مختلفة تماما عن أسباب سابقيه فالسبب كان في غضب النظام السوفييتي, الذي اعتبر منح الجائزة لبسترنيك استفزازاً من الغرب، وهو ما أجبر باسترناك على رفضها، وأرسل بربرقية إلى الأكاديمية السويدية؛ كتب فيها ‏‏"علي أن أرفض هذه الجائزة التي قدمتمونها إلي والتي لا أستحقها؛ أرجو ألا تقابلوا رفضي الطوعي باستياء‏".
‏وقد قدم باسترناك من الكتاب القلة، أو في الحقيقة هو الكاتب الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل عن رواية واحدة، كما ذكرت لجنة الجائزة حينها أن سبب منح باسترناك الجائزة يتمثل في القيمة الفنية لرواية دكتور زيفاغو.
لكن بالرغم من رفض هذا الأديب للجائزة، ورغم أن روايته هذه قد نشرت في روسيا فيما بعد, إلا أنها كانت السبب في فصله من اتحاد الكتاب الروس، مثلما في إيقاف إصدار ترجماته وفرض حظر عليه وأيضاً تركه من دون راتب، ليعيش بعدها منعزلا إلى حين وفاته.
الأديب الروسي تولستوي لم يتم اللإعلان عن فوزه بها لكن في إحدى السنوات تردد اسمه كثيرا وأكد الجيمع ضرورة الحصول على نوبل لكنه لم يفز بها فأرسل رسالة لأصحابه الأوربيين جاء فيها: "أيها الأعزاء، سررت كثيرا لأن جائزة نوبل لم تمنح لي، ومبعث سروري يرجع لسببين أولهما وقبل كل شيء، أنَّ ذلك خلَصني من صعوبة كبيرة، وهي كيفية التصرف بمبلغ الجائزة, وهو برأيي مثل أي مال لا يجلب إلا الشر، وثانيهما؛ تشرفت وسررت بتلقي عبارات التعاطف من كثير من الناس".
‏بعد ذلك، وعندما أصدر كتاب "الخطيئة الكبرى" رشحته الأكاديمية الروسية لنيل الجائزة، لكنه كتب رسالة عاجلة إلى صديق كاتب، له علاقة بالأكاديمية السويدية، جاء في متنها ‏‏"أرجو منك رجاء حارا، إذا كانت لديك علاقة في السويد، حسب ما أظن، أن تبذل كل جهدٍ ممكن وتسعى إلى عدم منح الجائزة لي".‏‏