الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

أخصائي "مخ وأعصاب" لـ"البوابة": الجراحة الحل الأفضل عند الإصابة بـ"تشوهات المخ"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك أمراض خطيرة يصاب بها الإنسان مبكرا، وربما خلال فترة حمل الأم، ومنها التشوهات الشريانية الوريدية وهى كما يقول د. وليد الشهاوى إخصائى جراحة المخ والأعصاب: عيوب أو تشوهات تصيب الأوعية الدموية فى المخ، وقد تحدث هذه التشوهات لدى الطفل خلال وجوده فى رحِم أمه أو بعد الولادة بفترة قصيرة. 
كما أنها توجد فى أى مكانٍ من الجسم، إلا أن حدوثها فى أى مكان غير الدماغ أو الحبل الشوكى، نادرًا ما يؤدى إلى ظهور أى مشكلات صحية خطيرة، لافتا إلى أن التشوهات الشريانية الوريدية التى تظهر فى المخ هى التشوهات التى لها أكثر الآثار وضوحًا على الجسم. 
ويضيف د. الشهاوى قائلًا: الجهاز الدورى فى الإنسان، يشتمل على الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية التى تحمل الدم من وإلى القلب، لافتا إلى أن التشوه الشريانى الوريدى، والذى هو عبارة عن مجموعة متشابكة من الشرايين والأوردة، يقوم بتشويش دوران الدم فى عضو من الأعضاء، مضيفا أنه يمكن له الظهور فى أى مكان بالجسم، إلا أن التشوهات التى تحدث فى المخ هى أخطرها، حيث تسبب أعراضًا تشبه السكتة الدماغية، فضلًا عن أنها تسبب نوبات صرعية. 
ويوضح د. الشهاوى أن السبب فى التشوهات الشريانية الوَريدية غير معروف، رغم أنها تنشأ خلال الحمل أو خلال فترة قصيرة بعد الولادة، مضيفا أن الخطر الأكبر الذى ينتج عنها هو النزيف، موضحا أنه يمكن مواجهته من خلال حقن مادة خاصة داخل منطقة التشوه الشريانى الوريدى لغلقه، أو اللجوء إلى الجراحة أو القسطرة الشريانية، لافتا إلى وجود تشوهات شريانية وريدية كثيرة لا تؤدى إلى ظهور أى أعراض أو علامات، أما التشوهات الشريانية الوَريدية فى المخ، فتؤدى إلى أعراض خطيرة حيث يتزايد الضغط على منطقة الإبصار، وهو ضغط يمكن له أن يصيب الإنسان بالعمى والنوبات الصرعية، ويؤدى إلى وفاة ١٠ ٪ من المصابين به. 
ولفت د. الشهاوى إلى أن تدفق الدم فى التشوه الشريانى الوريدى الموجود فى المخ يكون قويًا جدًا، حيث يمر الدم فى هذه الحالة عبره بدلًا من مروره بالنسيج المحيط به، وهو ما يطلق عليه «ظاهرة السرقة»، لأنه يسرق الدم اللازم للنسيج المحيط به، مشيرا إلى أنه عندما يحدث ذلك فى الدماغ، فإنه يمكن أن يسبب أعراضا تشبه أعراض السكتة الدماغية، موضحا أنه لا يتم عادة تشخيص معظم التشوهات الشريانية الوريدية فى الجسم لأنها لا تسبب أى مشكلة، مضيفا أن الطبيب فى تلك الحالة يجرى فحوصا واختبارات عن طريقها يمكن إظهار المناطق المصابة داخل الجسم، موضحا أن تصوير شرايين المخ، هو الاختبار الأكثر تفصيلًا والأفضل حيث يكشف مواقع الأوردة والشرايين فى المخ، بالإضافة إلى تحديد مقدار تدفق الدم فيها خلال تصوير الشرايين الدماغية، كما يدخل الطبيب قسطرة شريانية فى أحد الشرايين فى منطقة الفخذ، ويدفع بها إلى الأعلى، وصولًا إلى الأوعية الدموية فى المخ، بعدها يتم حقن مادة صبغية فى الوعاء الدموى المخى، وبعد ذلك يجرى التصوير بالأشعة السينية، مضيفا أنه فى بعض الأحيان يجرى حقن مادة صبغية عبر قسطرة وريدية أو حقنة وريدية أو أنبوب فى الوريد، وهو ما يسمح برؤية الشرايين المصابة بالتشوه الشريانى الوريدى، كذلك الأوردة المصرفة منه على نحو أكثر تفصيلًا، ويدعى ذلك بالتصوير «الوِعائى المقطعى»، ويمكن من خلاله تقديم معلومات عن الموقع الدقيق للتشوه الشريانى الوريدى، وهو مهم جدًا لتحديد خيارات العلاج الأفضل.
وعن العلاجات المتاحة لمواجهته يقول د. الشهاوى: العلاج يعتمد على موقع التشوهات فى المخ، بالإضافة إلى حجمها والأعراض الناتجة عنها، مضيفا أنه يمكن تخفيف بعض الأعراض أحيانًا عن طريق استخدام الأدوية، إلا أن الجراحة تبقى هى الخيار الأفضل، كذلك يمكن استخدام الأشعة التداخلية باستخدام القسطرة المخية، موضحًا أن الهدف من العلاج الجراحى، هو استئصال التشوه الشريانى الوريدى وقطع الدم عن أمهات الدم المتعلقة به فى حال وجودها، حيث يؤدى ذلك إلى عزلها عن مجرى الدم، مما يسمح بتضاؤل حجمها، وهو ما يحول دون حدوث مزيد من النزيف، ويخفف الضغط علي النسيج المحيط به.