الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كيف نستعيد روح أكتوبر المفقودة؟! "1-2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
روح أكتوبر.. الجيل الحالى قرأ عنها فقط.. ولم يتطرق إلى معناها أو مغزاها.. الكثير منا لم يهتم.. ونسينا ذلك المعنى.. وأعلم جيدًا ماذا تعنى تلك الكلمة في تلك المعركة التي أعادت لنا كبرياءنا وكرامتنا المفقودة.. بعد هزيمة مريرة في يونيو ٦٧.
والتي عرفت معناها أيضًا، ويحكى لنا التاريخ كيف قضى أكتوبر على مفردات الهزيمة.. وسيطرت علينا مجريات الفخر والعزة والكبرياء.
انتصرنا في الحرب الشرسة.. ضد عدو وأصدقاء له أكثر شراسة وأكبر إمكانيات.. لم يكن أحد منا مؤمنا بالانتصار في أي حرب ضد «عدو» صنعت منه الآلة الإعلامية العالمية شبحًا مخيفًا.. ولعب البعض في الداخل دورًا في تحطيم الروح المعنوية حكومة وشعبًا.
قبل أكتوبر كنا نعيش مرحلة الاستسلام المعنوى، وفقدان الهوية بعد أن فقدنا الثقة في الحرب وفى تصريحات المسئولين المخملية، ولم نصدق أن يأتى عام للحسم.
وبدون إنذار أو مقدمات أعلن الرئيس السادات بدء الحرب ضد إسرائيل.. وبدون أن ندرى.. وجدت نفسى وكل من يعيش فوق الأرض المصرية.. بل وفى العالم العربى على امتداده من المحيط إلى الخليج، وكذلك كل دول الجوار، وجدنا أنفسنا جميعًا في موقف وأحداث مغايرة لم نعشها من قبل.. وانطلق صوت مصر الرخيم صبرى سلامة ليذيع بيانات عسكرية تعلن عن انتصارات مصرية مدوية.
في أثناء المعركة والحرب لتحرير الأرض.. الشعب المصرى وبكل فئاته.. تسابق في المساندة.. حرب جيش وبمشاركة شعب.. انتصرنا فيها بجدارة، وفقد العدو الإسرائيلى توازنه واستعادت الأمة الجريحة شرفها.. كما قال رئيسها السادات وقائد معركتها. 
في الجبهة الداخلية تبدلت الأوضاع بعد انتصار أكتوبر، تغيرت سلوكيات المصريين.. فالثقة زادت في القيادة التي تقود بلدنا.. ونشأت استجابة متزايدة لقرارات كانت لصالح استقرار البلد.
تماسكت الجبهة الداخلية بامتياز.. وظل الشعب جدارًا ودرعًا مثل قواته المسلحة التي كانت سيفًا وتزاحما على خدمة هذا البلد وصدا معًا عدوًا يملك أحلام توسعية وطمعًا في أرض وطننا الغالى وترابه النفيس.
ومع زيادة قوة النيران المصرية نحو العدو اصطف المصريون معًا للمساندة وتسابق المصريون في تقديم المساعدات لمن يحتاج.
أثناء الحرب وبدون قرارات أو توجيهات اختفت المعارضة والانتهازيون الذين ظهرت موجاتهم في الحقل السياسي في أواخر ومطلع سبعينيات القرن الفائت.
في الشارع السياسي لم يعد هناك اختلاف حول أي مفهوم أو موقف.. أي لم يكن هناك معارضة سلبية كما يصطلح علميًا أساتذة العلوم السياسية.. في ساعة الخطر توحدت الرؤى.. الخوف تبدد على بلد يبنى التماسك رد فعل.
التجربة تقول وبوضوح.. عندما يواجه الوطن أخطارًا محدقة هنا ستجمعنا ظروف واحدة ولذا يجب الدفاع عن البلد وحمايته وهو ما ينعكس على حياتى وأسرتى.
الدرس واضح.. دون تلقين ويرفض الخروج من ذاكرة المصريين.. وما أقرب التشابه بين أكتوبر ١٩٧٣ والصورة التي كانت عليها مصر في يونيو ٢٠١٣، العدو في الداخل يظهر تارة.. ويختفى تارة أخرى، مندس بين المصريين.. من الاستحالة توجيه الرصاص إليه.. أو اصطياده بسهولة.
في أكتوبر ١٩٧٣ انتصرنا في معركة شرسة استخدم فيها أحدث تقنيات الحرب وقتها من الأسلحة المختلفة، والاستطلاعات وكذلك أنواع الذخائر.
حرب أكتوبر لم تكن نزهة أو سيناريو متفقا عليه كما حاول الانهزاميون تسويق ذلك.. بل كانت من أشرس وأشرف معارك العصر الحديث بل وعلى مدى التاريخ كله.. حرب أكتوبر ١٩٧٣ كانت تمثل رهانا ثلاثيا بين «قيم» بلد.. و«إرادة» وطنية، و«غضب» جيش.
انتصرنا في حرب الكرامة.. حرب أكتوبر المجيدة وحطمنا جيشا ادعى أنه لا يقهر وهزمنا الخوف الذي زرعته الدعاية الإسرائيلية والصهيونية بعد هزيمة يونيو أصبحنا أكثر قوة.. وأكثر مقاومة للتحديات بكل أنواعها.
وحدة الشعب المصرى وراء تحقيق النصر في أكتوبر.. تغلبنا فيها على الصعوبات التي واجهتنا.
في يونيو ٢٠١٣ انتصرنا على أقوى عدو لنا.. عدو لم يكن ظاهرًا بل كان مستترا ولكن أهدافه كانت أوضح.. عدو حاول سرقة البلد.. تمزيق بنيانه وسرقة موارده.
انتصرنا في يونيو ٢٠١٣ أيضًا على عدو شرس.. الشعب في تلك المعركة شارك بطريقة أكبر وأجل.. الضابط بجوار التلميذ.. القاضى مع المهندس، وتشابكت يد الصحفى مع ابن البلد.
خرجنا في يونيو وصرخنا وهتفنا وانتصرنا.. حررنا البلد من الخوف والعار وثقافة الهزيمة في ١٩٧٣.
وانتصر الشعب في معركة ضارية ضد قوى الشر التي عملت على حرق البلد بمن فيه لبناء بلد آخر وفقًا لمفاهيم حزبية وأطماع شخصية.
والآن ما أحوجنا إلى روح أكتوبر لنتسلح بها في حربنا ضد ما يخوضه بلدنا من معارك على مختلف الجبهات وجميع الأصعدة.. وفى الأسبوع القادم نكمل.