الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بانوراما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما انتقلنا إلى القرن الحادى والعشرين قبل ١٦ عامًا، لم يحتفل العالم بنهاية قرن فحسب، بل بانتهاء ألفّية كاملة، ربما كان القرن الماضى أسوأ شرورها.. حربان عالميتان، وقنبلة ذرّية، وغياب فلسطين، وحروب إقليمية بلا نهاية، وظهور ديكتاتوريات تعامل البشر كالبعوض، وتفّجر موجات بشرية تمجد السطو والإبادة، وأيديولوجيات تدعو إلى تطهير البلدان والأعراق وإلى آخره.
إذن، فلنحتفل لأن الآتى لا يمكن أن يكون أسوأ مما مضى، لقد تطهر البشر من شرورهم، وتعلموا من حروبهم الكونية، وها هم أخيًرا يقبلون على قرن إنسانى لا يمكن أن يظهر فيه هتلر، وستالين، وموسولينى، ودوفالييه الهايتى، وسيسى سيسكو، وبينوشيه، ووحوش أمريكا اللاتينية، التفاؤل أبله أحيًانا، أو هو في أفضل الحالات مرض السذج.
خلال أقل من عقدين تهدم العراق، وسوريا رماد، والقرن يبدأ العام الأول في نيويورك بأكثر الأعمال الإرهابية شًرا: استخدام المدنيين سلًاحا لقتل الآلاف من المدنيين.
ويظهر «داعش» بفظاعات لا مثيل لها من قبل، وينتقل العالم من «تسحيق الشر» إلى الاحتفاء به، ويتجه كما في طابور منظم إلى الوراء، وتنتقل الأمم المتحدة من الشلل إلى الموت، وتعطى نوبل السلام إلى باراك أوباما كسلفة تسدد على ولايتين، فيسدد منها طوابع البريد ويهرب بالباقى.
توقفت تجارة العبيد وحلت محلها تجارة اللاجئين، القرن الماضى تفرج العالم على تشرد الملايين من فلسطين وأوروبا والبلقان، والآن نرى قوافل مشابهة في البحار والبرارى من أفريقيا وسوريا، وموجات هاربة من كوريا الشمالية إلى الصين بحًثا عن لحظة كرامة غير مسحوقة تحت جزمة الفتى المبجل.
حتى في ظل الوحشية الصربية، كان اللاجئون من فئة واحدة، الآن هم خليط ألوان وأسباب وانهيارات أخلاقية، وتحول مجلس الأمن من مؤسسة حلول للقضايا الطارئة إلى حلبة عجزة ومفترسين.
لا ندرى كيف ستكون بقية هذا القرن على أولادنا وأحفادنا، لكن الشر فيه أكثر صفاقة ولا مبالاة، وازدراء لكل قيم الأرض.
وإذ تهدد روسيا الولايات المتحدة بـ«زلزلة المنطقة» أتمنى لو أطرح على بوتين في مؤتمر صحفى سؤالًا حول أي منطقة وأى زلزال، رجاء أن تكون أكثر دقة.
على علمنا، المنطقة.. سلامتك، والزلزال.. شكًرا لك باسم عموم العرب.
نقلا عن «الشرق الأوسط»