السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خسائر العدو الإسرائيلي في حرب العزة والكرامة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
" دولا مين ودولا مين .. دولا عساكر مصريين .. دولا أبطال خرجوا من قلب مصر وأقسموا على رفعة راياتها ونصرتها حتى لو كلفهم هذا الروح والدم" . 
خرج هؤلاء الأبطال في حرب أكتوبر ليعيدوا للعرب كرامتهم وعزتهم، وليأخذوا بثأر الجميع ، وليهدموا كل ما تم ترويجه عن القوة الإسرائيلية الخادعة، التي حاولوا أن يقولوا بها أنهم لهم اليد الطولي ، وأنهم قوة تفوق الجميع. 
وبعد شوق طويل، وانتظار أطول جاءت اللحظة التي انتظرها كل جندي وضابط في الجيش المصري، جاء قرار العبور ليعيد لأبطال مصر روحهم ، بل ليعيد للأمة العربية الحياة التي كادت أن تُسلب منهم. 
نكتب هنا عن زاوية مختلفة إلى حد ما في نصر العبور، ألا وهي الخسائر التي تكبدها العدو الإسرائيلي ، وهنا لا نقصد الخسائر المادية فقط، فقد كانت الخسارة المعنوية ، وتدمير الروح القتالية لدى جنود العدو هي الخسارة الكبرى لديه. 
ولنتذكر جميعًا أن الضربة الجوية، بدأت في الساعة الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 ، وشاركت فيها 220 طائرة أصابت أهدافها بنسبة 95 %
وقامت المدفعية بالتمهيد للحرب في أول وأضخم حشد نيراني شهدته الحروب ، ونفذن تلك الضربات بقوة أكثر من 2000 قطعة مدفعية بخلاف المئات من قطع الرمي المباشر لمدة 53 دقيقة، اعتبارًا من الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر، ووصل معدل الضرب في هذا التمهيد النيراني في الدقيقة الأولى إلى حوالي 10.500 دانة بمعدل 175 دانة في الثانية الواحدة. 
وبدأت الحرب عندما شن التحالف العربي في هجوم مفاجئ مشترك على المواقع الإسرائيلية في الأراضي التي تحتلها إسرائيل في عيد الغفران ، أقدس يوم في اليهودية ، والذي صادف في ذلك العام شهر رمضان المبارك، وفجأة تغيرت ملامح الحياة في اسرائيل وامتنع مواطنوها عن أي استخدام النار والكهرباء والمحركات ،والاتصالات وغيرها ، وتوقفت حركة المرور على الطرق، وأغلقت المطارات. 
وعبرت القوات المصرية والسورية، ودخلت شبه جزيرة سيناء من مرتفعات الجولان ، التي استولت عليها إسرائيل في عام 1967 خلال حرب الأيام الستة، وبدأت الحرب وبعد عبو ر قناة السوي ، تقدمت القوات المصرية دون مقاومة فعلية في شبه جزيرة سيناء. 
وجاءت الموجة الأولى لاقتحام قناة السويس في الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر السادس من أكتوبر بقوة 8000 مقاتل من خلال 1600 قارب، ليصل عدد المقاتلين في الضفة الشرقية من القناة 80.000 مقاتل مصري بنهاية 6 أكتوبر. 
بدأ أبطالنا في صد الهجمات المضادة المعادية ، بعد بدء الاقتحام مباشرة بما لا يزيد عن 30 دقيقة، واستمر ذلك طوال الحرب ، ورفع أول علم مصري على الساتر الترابي لخط بارليف في الساعة الثانية و37 دقيقة بعد ظهر 6 أكتوبرجنوب معبر الشط ، وشهدت حرب أكتوبر أول استخدام مكثف للدروع البشرية المصرية بقتال الفرد المترجل للدبابة و الطائرة ، مما حدا بالقوات الإسرائيلية أن تعترف خلال إدارة المعارك بأن فرد المشاة و الصاعقة المصري أصبح أقوى من دباباتهم ومدافعهم . 
وخلال أعمال قتال اليوم الأول دمرت قواتنا أكثر من 200 دبابة إسرائيلية و قتلت و أسرت و حاصرت أكثر من 1500 جندي وضابط إسرائيلي، ولأول مرة في تاريخ حروب الدبابات يتم تدمير 150 دبابة، في مدة لا تزيد عن 20 دقيقة مع أسر معظم أطقمها من المقاتلين الإسرائيليين يوم الإثنين 8 أكتوبر على شريحة محدودة من مسرح العمليات بالقطاع الأوسط ، كما تم القبض على أكبر عدد من الأسري من نقطة حصينة واحدة هي حصن بور توفيق ووصل عددهم إلى عددهم 37 بين ضابط وجندي إسرائيلي ، كما ألحقت القوات المصرية خسائر فادحة بإسرائيل وجيشها، وفقدت اسرائيل 2 ,656 قتيل من جيوشها ، ووصل الرقم في النهاية إلى 2 ،800 قتيل ، حسب ما أكد بعض القادة الإسرائيليين. 
ومع اختلاف الأرقام الخاصة خسائر العدو الإسرائيلي ،إلا أنها بالنسبة إلى سكان إسرائيل ، كان هذا الرقم كثير جدًا ولا يطاق حسب وصفهم ، علاوة على أنه كان ينظر إلى الحرب على أنها هزيمة كبيرة في أذهان الجمهور الإسرائيلي ، وكان الشعب الإسرائيلي في حالة من الصدمة ، مماثلة لتلك التي شعر بها العالم العربي ما بعد 1967
كما ذكر بعض الكتاب الإسرائيليين، أن حرب أكتوبر هي أول حرب "بعد معارك الاستنزاف" تتكبد فيها إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح إذا بلغت خسائرها 2522 قتيل بخلاف الأسرى و الجرحى و المفقودين، ويمثل هذا العدد خسارة كبيرة للعدو الإسرائيلي إذا ما قورن بعدد جيشه. 
كما شهدت حرب أكتوبر إصابة الضباط والجنود الإسرائيليين بأزمات نفسية وعصبية فيها، والدليل على ذلك أنها كانت الفترة الأكثر بالنسبة لإسرائيل التي عالج فيها الأطباء جنودًا بأعداد كبيرة أصيبوا بتلك الأزمات ، وهو ما أكده قادة إسرائيليين في كتاب "زلزال في أكتوبر" لزئيف شيف. 
ولا يستطيع أحد أن ينكر المعجزة التي قام بها الأبطال المصريون، في عبور خط بارليف، الذي اجتاحته القوات المصرية في حرب أكتوبر ، وفى بضع ساعات ، وأن عبوره كأول وأقوى خط دفاعي في تاريخ الحروب، كان خسارة فادحة لإسرائيل، وانهيار لكل الخرافات التي حاولت تصديرها للعالم قبل الحرب العظيمة، خاصة أنه اعتمد في إنشائه على مانع مائي فريد تتخلله حصون و قلاع، كما بلغ ارتفاعه ابي الذي يحمل في بطنه هذه الحصون 20-22 مترًا ،ووصلت درجة ميله على الحافة الشرقية للقناة مباشرة 45 درجة
ومع قدرة القوات المسلحة على إنشاء أول وأضخم حائط صواريخ دفاع جوي في منظومة دقيقة لم تشهدها الحروب السابقة ، ارتبكت إسرائيل خاصة بعد سقوط 38 طائرة لها في اليوم الأول للقتال، كان يقودها أكفأ طياريها، مما جعل قائد القوات الجوية الإسرائيلية يصدر أوامره يوم 8 أكتوبر بعدم اقتراب الطائرات لأقل من 15 كيلو متر شرق القناة . 
وبعودة للأرقام عن خسائر العدو الإسرائيلي نجد أنها كثيرة، فهناك من قال أن إسرائيل خسرت في حرب أكتوبر المجيدة، 400 مدرعة، و3000 قتيل، و325 طائرة، و1000 أسير، و23 قطعة بحرية، و600 دبابة، و800 مليار دولار، وذلك بعد مشاركتها بـ415 ألف جندي، و2.350 دبابة ومدرعة، و1,593 مدفعًا، و600 طائرة حربية، و84 مروحية، و38 قطعة بحرية . 
مصادر أخرى أكدت أن خسائر الجيش الإسرائيلي بلغت، من 8000 إلى 10.000 قتيل من الجنود و20ألف جريح، وتم تدمير أكثر من 1000 دبابة، وأيضًا تدمير أكثر من 303 إلى 372 طائرة حربية و25 مروحية . 
أما خسائر الجيش المصري ، فقد قُدرت بـ 8.528 قتيلًا من الجنود والمدنيين، و 18.549 جريحًا، وتم تدمير 500 دبابة، و120 طائرة حربية، و15 مروحية، لكن كان هذًا ثمنًا للعزة والكرامة.