الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العالم يودع بيريز الفاشل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زعماء العالم، أو نحو ٧٠ منهم، ودّعوا شمعون بيريز إلى مثواه الأخير، وبعضهم تكلم مشيدًا به بجوار نعشه الذي لفّ بالعلم الإسرائيلى وفى وسطه نجمة سداسية.
اليهود في الجنازة اعتمروا القبعة السوداء، وكان الاستثناء الكاتب أموس أوز الذي كانت قبعته بيضاء. باراك أوباما وجون كيرى اعتمرا قبعة يهودية، ولاحظت سمّاعة في أذن أوباما حتى لا يفوته شيء. وأوباما تحدث عن مدى مساهمة بيريز في بناء إسرائيل. الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون اعتمر قبعة اليهود، وتحدث عن صداقة عقود مع بيريز، وزعم أن السلام الذي توقعه الراحل يحدث الآن في إسرائيل.
رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير اعتمر قبعة اليهود، وكان إلى جانبه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون الذي لم أر قبعة على رأسه «بعضهم اعتمر القبعة في الجزء الخلفى من رأسه ما حجبها عن الكاميرا». 
وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون اعتمر القبعة. بنيامين نتنياهو كان يعتمر القبعة إياها، وفى تأبين بيريز كذب كعادته وهو يمتدح خصمه السياسي. جلست إلى جانب نتنياهو زوجته سارة، وبدت سمينة، فلعل الأكل يعوض عن مثولها أمام المحاكم. الأمير تشارلز مثّل الملكة إليزابيث في الجنازة، وكان يعتمر قبعة تغطى رأسه إلا أنها لم تكن القبعة اليهودية الصغيرة، بل كبيرة يتوسطها شعار ذهبى، ومحطة سى إن إن نقلت أخبار الجنازة، كأنها جنازة جون كنيدى بعد اغتياله. قررت ألا أرى من هذه المحطة بعد الآن سوى الجزء الذي تشرف عليه هالة غورانى والجزء الاقتصادى الذي يديره ريتشارد كويست. بيريز توفى عن ٩٣ عامًا بعد مرض قصير، وهو ليس من بلادنا فقد وُلِد في بلدة فيزينيف ببولندا سنة ١٩٢٣، وانضم إلى حزب مابام اليسارى سنة ١٩٥٩، وهو الحزب الذي ورثه حزب العمال. 
كان رئيسًا للوزراء ثلاث مرات، ورئيسًا للجمهورية، وإسحق رابين اغتيل سنة ١٩٩٥ وخلفه بيريز، فخسر انتخابات الكنيست سنة ١٩٩٦ أمام الإرهابى بنيامين نتنياهو بفارق نصف في المئة. كان ديفيد بن جوريون قال يومًا: كيف يعقد الفلسطينيون سلامًا معنا وقد سرقنا بلادهم، وكان بيريز من نوعه، فقد بدأ صهيونيًا متطرفًا وانتهى داعية سلام ونال جائزة نوبل. 
إلا أننى أصف عمله السياسي بكلمة واحدة هي الفشل، فكيف يخسر الانتخابات أمام متطرف حقير من اليمين الإسرائيلى الذي اغتال رابين؟. نتنياهو بقى في الحكم ثلاث سنوات فضيّع فرصة السلام في الولاية الثانية لبيل كلينتون. وهو خرج من الحكم سنة ١٩٩٩، ولم يبق للرئيس في البيت الأبيض سوى أسابيع لم تكن كافية لإخراج عملية السلام من غرفة العناية الفائقة. رأيت الرئيس محمود عباس في الجنازة، وهو لم يعتمر القبعة اليهودية، ولكن صافح نتنياهو وزوجته في النهاية، وتبادلا كلمات لم أسمعها وابتسامات. أسجل على نفسى أن السلام مع حكومة نتنياهو مستحيل، فهى تمثل يمين اليمين الصهيونى، وخيارها القتل وبناء الوحدات السكنية في القدس، وإكساب شرعية لمستوطنات غير شرعية فيما يسمّى «الأراضى المحتلة».
أقول إن إسرائيل كلها أرض فلسطينية محتلة، فقبولى مع الفلسطينيين دولة في ٢٢ في المئة من أرض فلسطين لا يلغى حقيقة تاريخية تناقض كل مزاعم التوراة.. الأرض لنا.
نقلًا عن الحياة اللندنية