مع كامل الاعتذار لكل من شارك فى الفيلم الجميل «إسماعيلية رايح جاى»، إلا أن المركب الذي غرق أمام رشيد ذكرنى مع شديد الألم لما حدث بأننا كنا بلدًا جاذبًا للعمالة.
والسؤال الذى لم تتناوله القنوات الفضائية ولا الصحف هو: لماذا تحولنا من بلد جاذب للعمالة الإيطالية واليونانية إلى بلد يموت أبناؤه على سواحل هذه البلاد؟
فقد كان الجريج وهو الاسم المشهور لهم، ينتشرون فى كل قرى مصر ومدنها ويحترفون مهنة البقالة، وأدعوك إلى مشاهدة الفيلم الكوميدى خفيف الدم «عنتر ولبلب»، لمشاهدة البدال أو البقال اليونانى وهو يشارك فى أفراح الناس بنجاح لبلب «شكوكو» فى ضرب عنتر القلم السادس على ما أذكر.
كان الإيطاليون يحترفون كار المعمار بكل أنواعه، بل وأيضًا الفرنسيون كانو يعملون فى هذا القطاع، ويشهد قطاع السرفيس بالأعداد الوفيرة التى عملت فى خدمة زبائن المطاعم والمقاهى من هؤلاء الجنسيات.
وللأسف اقترح البعض لمواجهة الهجرة غير الشرعية، تغليظ العقوبة وهى ليست الحل بمفردها، ولأننا نمتلك ترسانة جبارة من القوانين، ولكن التفعيل شيء آخر.
اقترح البعض الآخر الضرائب التصاعدية، وأظن أننا جربناها وأظن أيضًا أنها تضر بقدوم الاستثمار الخارجى.. ودعونى أقترح ـ مع اعترافى بأنى لا أعلم ولا حتى اليسير فى علوم الاقتصاد ـ الضرائب التنازلية، وهى فى ظنى مفهومة من اسمها.