تعجبت كثيراً من موجة التصريحات الصحفية والإعلامية لأحزاب ائتلاف دعم مصر بشأن إعلان تأييدها ودعمها للمرشح الوحيد لرئاسة الائتلاف رجل الأعمال محمد السويدى خاصة أنه لم يكن لدى أحد من قادة ومؤسسى الائتلاف من الوجوه السياسية شجاعة الترشح والدخول فى منافسة هذا الرجل الذى طفا على سطح الحياة السياسية منذ عام أو أكثر بعد إدراجه فى قائمة شرق الدلتا الوحيدة التى فازت أيضا بالتزكية وربما يكون لعب دوراً فى سبيل ذلك، خاصة أنه فاز برئاسة لجنة الصناعة بمجلس النواب أيضا بالتزكية.
فرؤساء الأحزاب الممثلة داخل ائتلاف دعم مصر والذين تنافسوا فى إطلاق تصريحات التأييد للمرشح الوحيد محمد السويدى لم يقدموا أى مبررات أو أسباب منطقية لتولى السويدى قيادة حزب الأغلبية تحت قبة مجلس النواب فى دورته الثانية سوى بكلمات مرسلة هدفها المجاملة والاقتراب من هذا الرجل الذى قدرت بعض المصادر ثروته بنحو ٧٩٥ مليون دولار كما ذكر موقع جوجل أى نحو ٩ مليارات جنيه مصرى.
وبالتأكيد أن امتلاك هذا المرشح لتلك الثروة المالية الكبيرة والتى تضعه فى مصاف أغنياء العالم وليس مصر فقط لا بد أن يدفع رؤساء الأحزاب داخل هذا الائتلاف إلى إعلان دعمه والتودد إليه والاقتراب منه لأن من جاور «السعيد يسعد» ومن جاور الغنى بالتأكيد سوف تصيبه عدوى الثراء الفاحش.
وحاولت بقدر الإمكان جمع معلومات حول السيرة الذاتية السياسية للسويدى والتى تؤهله لتولى هذا الموقع المهم فلم أجد سوى أنه نجل الراحل زكى صادق السويدى وكان نائبا معينا فى مجلس الشورى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ضمن مجموعة رجال الأعمال ولم يسبق له أن تولى أى مواقع داخل المجالس المحلية أو غيرها ورأس اتحاد الصناعات بالتعيين أيضا وليس بالانتخاب.
والدفع بالسويدى لتولى موقع رئاسة حزب الأغلبية البرلمانية يتشابه تماما مع قصة الدفع برجل الأعمال أحمد عز فى عام ٢٠٠٦ داخل الحزب الوطنى المنحل وهناك أوجه للشبه على المستوى الشخصى والمالى والصناعى بين السويدى وعز ما يؤكد أن تجربة عز لم تمت وما زالت ماثلة أمام رجال السياسة والبرلمان.
وأيضا محمد السويدى يعبر عن ويمثل مجموعة الحرس الجديد داخل ائتلاف دعم مصر كما حدث فى عهد الحزب الوطنى المنحل وظهور الحرس الجديد أيضا بقيادة جمال مبارك وأحمد عز فى مواجهة الحرس القديم والذى يعبر عن الحرس القديم الآن داخل ائتلاف دعم مصر مجموعة سعد الجمال وطاهر أبوزيد وأحمد سعيد وعلاء عبدالمنعم وغيرهم ممن رفعوا الراية البيضاء فى مواجهة الحرس الجديد.
وبالتأكيد أن اختيار محمد السويدى لرئاسة الائتلاف وتراجع كل الراغبين فى الترشح عن منافسته بل إن أحدهم وهو طاهر أبوزيد أقسم لى فى أحد اللقاءات أنه لن يتراجع عن حقه فى الترشح لقيادة الاتئلاف رداً على تصريحات سعدالجمال ولكن الجميع «كش ملك» بمجرد طرح اسم السويدى وقدموا له البيعة أيضا.
فما حدث ويحدث داخل ائتلاف دعم مصر بعيداً عن الأعين والكاميرات وغالبية الأعضاء الذين يتلقون التعليمات دون مناقشة أو اعتراض يؤكد أن عقارب الساعة تعود للوراء وأن حزب الأغلبية لا يتغير فى الإدارة والقيادة والمنهج ولكن يتغير فى المسمى فقط، وأن أصحاب الثروات هم أصحاب النفوذ السياسى.
فالبيعة داخل ائتلاف دعم مصر لمرشح وحيد دون أى منافس نذير خطر للتجربة السياسية والبرلمانية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفوز السويدى من خلال انتخابات متكافئة أفضل كثيرا من جلوسه على مقعد رئاسة الائتلاف «بالبيعة» لأن مصر ٣٠ يونيو أسقطت «البيعة» وإلا عليكم تغيير اسم الائتلاف إلى ائتلاف البيعة وليس دعم مصر.