تقترب ذكرى محمد محمود، وتزداد معها الاستعدادات الأمنية المشدّدة لهذا اليوم، خاصة مع نزول عدد كبير من المصريين إلى شارع "عيون الحرية" كما يطلقون عليه، تخليدًا لذكرى الشهداء، والحركات الطلابية من أبرز الفئات التي تنزل لإحياء الذكرى بأعداد كبيرة، وقد حاول محرر "البوابة نيوز" استقصاء رأي عدد من أعضائها حول خططهم لهذا اليوم.
في البداية قالت آية عاطف، المتحدّث الإعلامي لطلاب حزب "مصر القوية" بجامعة القاهرة، إن طلاب الحزب لم ولن ينسوا ذكرى محمد محمود، لأنها تمسّ مصر كلها، وليس فصيلا بعينه، مضيفةً أن "مصر القوية" لن يكون وحده الذي يحيي هذا اليوم، وأنه جارٍ عقد العديد من الاجتماعات لمعرفة الفصائل التي ستتضامن معه خلال وقفته الاحتجاجية لإحياء تلك الذكرى النبيلة، مشيرة إلى أنه لم يخرج عن الحركة بيان رسمي يشير إلى الحركات التي ستشارك في الفعاليات، ولكن الاشتراكيين الثوريين هم الحركة الوحيدة التي أعلنت انضمامها لنا حتى الآن.
وجدير بالذكر، أن حزب مصر القوية أحد أهم الأحزاب التي يتجمّع تحت رايتها أعضاء جماعة الإخوان المحظورة، ويرأسه أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، والقيادي الإخواني السابق، عبدالمنعم أبو الفتوح، والذي ظهر تضامن حزبه جليًّا مع الرئيس المعزول محمد مرسي، وأعضاء الجماعة المحظورة، عبر مواقف وممارسات الحزب وقياداته.
بينما في سياق سؤال "البوابة نيوز" عن طبيعة المشاركات السياسية لطلاب مصر، أوضح زياد الفقي، المسئول الإعلامي لحركة طلاب 6 أبريل بالجامعات والمدارس، أن الحركة تعدّ لعدد من الفعاليات لإحياء ذكرى محمد محمود، سواء في القاهرة أو في المحافظات، قائلًا: "بعد اجتماع الحركة أمس الجمعة، قررنا أن تكون هناك مسيرة مركزية تنطلق من أمام وزارة التعليم العالي، تجوب الشوارع، تذكيرًا بهذا اليوم العصيب، الذي دفع فيه المصريون نور أعينهم ثمنًا للحرية، إضافة إلى عدد من الوقفات داخل الجامعات بالمحافظات، وكل محافظة مسؤولة عن تنظيم وقفة داخل الجامعة التابعة لها، وفقًا للسياسة العامة للحركة، وهي التذكير باليوم دون إحداث أي شغب".
وأشار الفقي، إلى أن الحركة تتوقّع تكرار ما فعله طلاب الإخوان بجامعة الأزهر، بجميع جامعات مصر، لذا يجب أن يتحلّى الطلاب بضبط النفس والعقلانية، حتى يفوّتوا الفرصة على الجماعة المحظورة التي تسعى إلى إفساد هذا اليوم.
بينما قالت بسمة عصام، المنسق العام لـ "طلاب التيار الشعبي المصري" بجامعة القاهرة، إن ذكرى محمد محمود لن تكون يومًا عاديًا في جامعة القاهرة، لأنهم سيقومون بوقفة صامتة داخل الجامعة، تذكيرًا للطلاب بهذه الذكرى الأليمة، التي راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء، مضيفة: "اخترنا أن تكون الوقفة صامتة، حرصًا منّا على عدم إثارة الفوضى، أو حدوث أي شغب بيننا وبين طلاب المحظورة، خاصة مع أحداث العنف الأخيرة التي تحدث منهم في الجامعات، بل في مصر كلها".
وتابعت بسمة: "كما أن الوقفة الصامتة تتناسب مع ظروف الحدث، فهو حادث مؤلم دفع ثمنه كثير من الشباب، فمنهم من ضحّى بنور عينيه، ومنهم من ضحّى بحياته كلها فداءً لهذا الوطن، وطلاب التيار الشعبي، فتحوا الباب لأيّة جهة تريد الانضمام إليهم والتنسيق معهم من أجل الخروج بهذا الفاعلية، ولكن لم تبد أيّة قوة داخل جامعة القاهرة رغبتها في المشاركة، مما دفعنا إلى القيام بتنظيمها بمفردنا".
وطالبت بسمة، جموع الطلاب في جامعة القاهرة، بضرورة المشاركة في هذا الحدث الذي وصفته بـ "النبيل" فكل من ضحى ولو بقطرة دم واحدة في شارع محمد محمود، يستحق منا أشياء كثيرة، أكبر من وقفة صامتة.
وأكد عمر ساهر، القيادي بحركة "مقاومة" بجامعة القاهرة، أن الحركة لن تحيي ذكرى محمد محمود بمفردها، لأنها تندرج تحت لواء جبهة طريق الثورة، التي تحاول دمج عدد كبير من الحركات من أجل إحياء الذكرى بشكل يشارك فيه كل طلاب مصر، مضيفًا: "سنجمع كل أعضاء الجبهة، وكل من يريد مشاركتنا في إحياء هذه الذكرى داخل الجامعة، وسنبدأ بالتحرك نحو جامعة عين شمس، أو محطة مترو "محمد نجيب"، لنقابل زملاءنا من جامعة عين شمس هناك، ونتوجّه جميعًا إلى شارع محمد محمود، لمشاركة الجميع إحياء تلك الذكرى"، وطالب عمر، جموع طلاب مصر، بالمشاركة في إحياء تلك الذكرى بشارع محمد محمود، وفاءً لدماء ذهبت من أجل الحرية، وعيون فقدت بصرها من أجل مصر.
