أعاد مقتل الكاتب والمفكر الأردني "ناهض حتر" أمام قصر العدل بالمملكة الأردنية، الحديث عن الأفكار الإرهابية والمتطرفة، وفتاوى التكفير التي يعقبها تفجير أو قتل بداء باردة، خاصة وأنه نفس السيناريو لاغتيال الكاتب والمفكر المصري الشهير "فرج فودة" في 8 يونيو 1992 أمام "الجمعية المصرية للتنوير" التي أسسها فودة، وذلك بعد صدور فتاوى متطرفة أباحت دمه.
لا تملك القوى الظلامية أو من يقف خلفها أو يختبئ وراء قناعها سوى التهديدات والتكفير وتحليل الدم والدعوات إلى القتل، وهذا الجهل الغائب عنا أظهرته التحقيقات التي نشرها الأمن المصري مع قاتل فرج فودة الذي سئل.. ليه قتلت فرج فودة؟ ده كافر يا بيه.. إزاي عرفت إنه كافر؟ من كتبه يا بيه.. في أي كتاب قرأت كفره؟ ما اعرفش اقرأ يا بيه .. طب وعرفت منين إنه كافر؟ من شيخ الجامع.
وبإلقاء نظرة لما حدث مع قاتل فرج فودة، الذي هرب من مصر بعد ثورة 30 يونيو إلى السودان بعد أوامر من الشيخ "عصام دربالة"، رئيس مجلس شورى الجماعة والذي طلب من أعضاء الجماعة الرحيل من مصر، وكان دربالة العقل المدبر لكل تحركات التنظيم، وأقنع أبناء جماعته أن الهروب هو الطريق الوحيد حتي لا يموتوا داخل السجون، وكان يعتبره الجميع صاحب الكلمة العليا والنهائية.
قيادات الجماعة كانوا يفكروا بالاحتفاظ بأعداد كبيرة من أبناء الجماعة خارج مصر لتكوين ميليشيات مسلحة خاصة بهم بقيادة قاتل فرج فودة على حدود السودان وليبيا، وكانوا يظنون أن النزاع المسلح مع الدولة هو الحل.
ولم يستطع أبناء الجماعة الهاربون في السودان بعد إجهاض خطتهم من الهروب لدول أخرى، بعد أن فشلوا في الحصول على وظائف بعد قطع مصدر رزقهم من الجماعة في شهر 9 العام الماضي؛ لأن قيادات الجماعة خافوا من نفاذ الأموال التي يمتلكونها بالخارج والمتمثلة في شركة السياحة الموجودة في بريطانيا والتي يديرها "ممدوح علي يوسف" الجناح العسكري السابق للجماعة الإسلامية.
"البوابة" حصلت على رسائل قاتل فودة مع "محمد الإسلامبولي" القيادي بتنظيم القاعدة والشقيق الأكبر لخالد قاتل الرئيس الراحل "أنور السادات"، والذي كان يشارك في قرارات الجماعة مع دربالة والشيخ "رفاعي طه" القيادي بتنظيم القاعدة والذي قتل في سوريا مؤخرًا.
إنه الإرهابي أبوالعلا عبدربه، أو قُل قائد الميليشيات المسلحة والجناح العسكري للجماعة الإسلامية الذي أفرج عنه الرئيس المعزول محمد مرسى، والهارب حاليًا في السودان، كان يخطط منذ فترة بالاشتراك مع حركات الجهاد لشن حرب على مصر واحتلال الصعيد بالسلاح والاستقلال به.
أبوالعلا، كان متحمسًا لقتال الجيش المصري على الحدود، وخطته التي وضعها في الخرطوم فشلت بعد انقطاع مساعدات الجماعة له، وأصبح في ورطة حقيقية ويعيش حياة مأساوية، لذا لم نجد حرجًا في اختراق حساب التواصل الاجتماعي بإرهابي شديد الخطورة ارتكب العديد من الجرائم أبرزها قتل المفكر فرج فودة، وكذا القضية رقم 15793 لقتله 4 جنود في السكة الحديد بالسبتية، وقيل إنه استولى على سلاحهم بغرض ارتكاب أعمال إرهابية.
كما قبض عليه أيضًا وبحوزته قنبلة كان ينوي زرعها بأتوبيس سياحي في شارع الهرم، وبعد أن تولى تدريب ميليشيات مسلحة برعاية الجماعة الإسلامية في السودان، لحرق مصر انقلب السحر على الساحر، وفقد ماله وفشل فى الحصول على وظيفة أو مصدر رزق يعتمد عليه لتوفير متطلبات أسرته، بالإضافة إلى أنه لن يستطيع الخروج من السودان أو العودة مجددًا إلى مصر، والغريب أنه بعد خروجه من المعتقل في عهد الإخوان، ظن أنه بطل قومي لقتله فرج فودة!!.
وظهر في وسائل الإعلام ورفض الاعتذار عن جريمته، وعلل قتل فودة حسب أفكاره قائلاً: تطاول على الإسلام فى كتابه "الحقيقة الغائبة"، واعتقد أبوالعلا من خلال ظهوره في الإعلام أنه أصبح محللاً للإرهاب والجريمة، ويعلق على الأحداث الجارية بالمنطقة، واتهم المخابرات المصرية بالتورط في حادث رفح، لأنها كانت تعلم بالهجوم على الكمين قبل وقوع الحادث ولم تتحرك، وقال إنها إذا كانت لا تعرف أيضًا فهي كارثة.
مشكلة أبوالعلا كبيرة، خاصة أن الرجل اصطحب معه زوجته لتعيش بجواره في السودان، لكن بعد أن انقطع الدعم عنه حاول السفر لتركيا والبقاء مع باقي أعضاء الجماعة هناك، لكن القيادات رفضوا ذلك ومنعوه من الحصول على تأشيرة، واستنجد أبوالعلا بمحمد الإسلامبولي.
وقال له في رسالة بتاريخ 10 أغسطس 2014: "عرفت أنك أرسلت لي عن طريق أمين، أن أصرف نظر عن السفر لتركيا، وأنا مصمم على السفر وليس لدى حلول، وطلبت من زوجتي البقاء في السودان حتى أعرف الأحوال، وعندي هدف أتمنى أن تتفهمني فيه وهو إرضاء لله سبحانه وتعالى".
وتابع أبوالعلا: "أنا بصراحة لم أقض عمري داخل السجون ثم أسعى لبناء مستقبل ولا أريد المكوث في تركيا، ولي رجاء وهو تيسير التأشيرة مع العلم أني قمت بتجهيز مصاريف الرحلة لي ولزوجتي حتى لا أثقل عليكم في الجماعة".
ورد عليه الإسلامبولي: "اصرف نظر عن موضوع سفرك لتركيا، لأسباب كثيرة، والله يعلم لو الوضع جيد لما قلت لك هذا الكلام".
بعدها مرت ثلاثة أيام وعاد أبوالعلا يصرخ في "الشات" مرة أخرى: "أرجو منك يا شيخ محمد المساعدة غير المادية، وأتمنى ألا يضيق صدرك منى وﻻ تفهم رسائلي على غير محملها، لأن الرسائل رسول أخرس، سامحني يا شيخ محمد المعيشة هنا صعبة، وأشعر بأني لم أقدم شيئًا جديدًا لما نحن فيه والأحداث التي حولنا، وأريد أن أتعلم صنعة تنفعني الأيام القادمة، وأخبرت زوجتي أني سوف أتركها لحين الرجوع بعد تعلم صنعة في تركيا".
ورد الإسلامبولي: "المشكلة يا مولانا أن الموضوع هذا مرفوض من إخوانك الآن بسبب الظروف التي نعيشها، وأدعو الله أن يجعل لنا ولكم فرجًا ومخرجًا".
فقال أبوالعلا: "أنت أرسلت لأفراد الجماعة بالسودان أن المخزون المادي يكفي 9 أشهر فقط، وهذا يعني أنه لا توجد أي مصاريف بعد ذلك، والوضع عندنا سيئ في السودان، والإيجار والطعام غالٍ جدًا، فما العمل؟، والأمر صعب علينا، وإذا أخذنا قرارًا من أنفسنا تلوموننا عليه.. يا شيخ محمد، معظم الإخوة في الجماعة يأخذون برأي المسئول ولا يستمعون لغيره، والمسئول عن الإخوة بالسودان اتخذ قرارًا بنزول الأهالي إلى مصر خاصة أن أعلى مرتب عندنا من 900 إلى 1000 جنيه فقط، وإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع، وأنا ﻻ أقصد حضرتك بالعين، لكن الظروف تجبرني على اتخاذ قرار بمفردي، فلا يوجد عمل، وخلي بال حضرتك أنا لا أشتكي ماديًا لأنه ليس لدي أولاد، فإذا أكلت مثلما لم آكل ومش هتفرق عندى".
ورد عليه الإسلامبولي: "الله يسامحك يا أخي، كيف تظن بي سوءًا، أن أغلق بابا أنا أحوج إليه منك طالما في العمر بقية، وأسأل الله أن يوفقني لرضاه ثم لخدمة إخواني، يا شيخ أبوالعلا الصراحة راحة ولا تزعل حد، وكل الذين خرجوا من مصر بتكليف واتفاق، سنسعى على راحتهم حتى نصل نحن وهم لبر الأمان، وسامحونا لو حدث تقصير من أي منا والله المستعان، وأعرف أن المشكلة حذروا منها الإخوة قبل خروجهم من مصر، وخبرتهم كانت محدودة بالأوضاع الخارجية، ونحن عِشنا سنوات بالخارج، وخروجكم بهذه الطريقة وضعنا في مأزق لا يرضيكم ولا يرضينا، لكن سنحاول معالجة الموقف بقدر ما نستطيع والله المستعان".
ورد عليه أبوالعلا: "العبرة في الإدارة، وممكن أن نتشارك في الحمل الثقيل ونحمله سويًا، وكنت أريد الذهاب لسوريا دون أن يدري أحد بحقيقة شكواي لأن المكان هنا عقرب كبير، وللعلم أنا أبحث جاهدًا لترك السودان في أقرب فرصة، ومتزعلش مني يا مولانا لأن العيشة هنا زفت، ومصر كانت أحسن بكثير، وأحب أعرفك إني هنزل زوجتي في خلال 20، وأنا بقولك الكلام دا علشان مفيش اتصال بأي مسئول في الجماعة غيرك".
كان الإسلامبولي له طاقة لسماع المشاكل بخلاف رفيق دربه الشيخ رفاعي طه القيادي بتنظيم الجهاد الذي يتهرب من الرد على أبناء الجماعة، ولا يملك سعة صدر لسماع مشاكلهم، ويظهر لهم أن وقته ضيق ودائمًا مشغول، ولذا يصعب الوصول إليه.
وهناك رسالة بتاريخ 17 مارس قال فيها أبوالعلا للشيخ رفاعي إنه عرض مشكلته في رسالة على الصفحة الخاصة به على موقع "الفيس بوك"، وطلب منه المساعدة والشيخ لم يسأل فيه وقام بحظره.
وسأل أبوالعلا الإسلامبولي قائلاً: "لماذا قام رفاعي بحظري؟!، رغم أنه طلب مني التواصل معه على برنامج "سكاي بي" وقالي خذه من أخينا حسين، ولما كلمت حسين قال لي إن عنوان "سكاي بي" الخاص برفاعي ضاع مني".
ورد الإسلامبولي: "لا أظن أن الشيخ رفاعي قام بحظرك، وسألته في ذلك، وقال إنه طلب صداقتك ويحاول الاتصال بك لكن الشبكة سيئة".
فقال أبوالعلا: "هذا رقمي "..."، وأيضًا عنواني على برنامج سكايب "aboalfada 999" باسم نور اليقين، وطلب أبوالعلا من الإسلامبولي التواصل معه للضرورة القصوى".