تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
شاركت كلية الإعلام بجامعة القاهرة فى المرحلة الثالثة لبرنامج جامعة الطفل الذى دشنته أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وهو البرنامج الذى استمر فى الفترة من 14 حتى 31 أغسطس الماضى بالجامعة، بمشاركة أربع كليات وهى: الإعلام والآثار والزراعة والعلوم.
وقد قامت كلية الإعلام التى تشارك فى برنامج جامعة الطفل للمرة الأولى بوضع برنامج حافل على مدار ثلاثة أسابيع متصلة بواقع أسبوع لكل فئة عمرية من فئات الأطفال المشاركة «9 سنوات ـ 13 سنة ـ 16 سنة» للتعريف بطبيعة الدراسة فيها، والتعرف علي مهارات الاتصال وتعلم أساليب الإقناع، واكتساب مهارات الإلقاء والصوتيات، والتدريب على الحوار والحديث التليفزيونى والإذاعى، والتعرف على إمكانات المونتاج التليفزيونى باستخدام برنامج، وتعلم كيفية التعامل مع وسائل الإعلام والإنترنت.
وكانت كلية الإعلام حريصة على أن تعمل من خلال المشاركة فى برنامج جامعة الطفل، على إدراك الأطفال من مختلف الفئات العمرية لإيجابيات وسلبيات وسائل الإعلام والإنترنت، واستعراض مشروعات التخرج فى تخصصات الصحافة والإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة والإعلان، وتدريب الأطفال على الإنتاج الإذاعى والتليفزيونى والصحفى.
والشىء الرائع فى هذه التجربة هو التفاعل بين أساتذة الكلية وأطفال مصر حاضر الوطن ومستقبله، وإدراكنا أن هذا الحاضر هو بالفعل مشرق للغاية، وأن المستقبل أكثر إشراقًا. ولعل ما يعكس ذلك أمور كثيرة أولها التفاعل النشط من قبل الأطفال مع الأساتذة من خلال المناقشات والرؤى التى أبدوها فى أساليب الاستفادة من وسائل الإعلام، ومهارات التعامل معها، وكيفية الاستفادة من الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية التغلب على مخاطر هذه الوسائل.. لقد وجدنا أن الأطفال أكثر وعيًا من كثيرٍ من الكبار فى التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، وأكثر قدرة على التحكم فى هذه التكنولوجيا وامتلاك أدواتها بكل اقتدار.
لقد حاولت أن أستفز بعض الأطفال المشاركين فى البرنامج بأن لى ثلاثة حسابات أديرها على موقع الفيس بوك، فقام من بين المشاركين مَن قال لى إنه يمتلك خمسة حسابات على الفيس بوك، وقام آخر ليذكر لى كيف يستخدم هو وأصدقاؤه وزملاؤه الفيس بوك فى تكوين مجموعات للاستذكار وتبادل المواد العلمية التى يحصلون عليها من الدروس المختلفة لتعميم الفائدة والإفادة المشتركة، وخرج ثالث ليقول لى إن الإنترنت ليست كلها مخاطر وأضرارًا، لأنه استطاع أن يستفيد منها فى تطوير شغفه بعلم الفلك، والحصول على معلومات يتعذر عليه الحصول عليها من مصادر أخرى، وأنه ينوى الالتحاق بكلية العلوم.. وهذه النماذج المشرقة من أبنائنا هى قليل من كثير.
ومن بين الأمور الأخرى المشجعة فى هذه التجربة، اكتشاف مواهب لم نكن نتوقعها فى مختلف الفئات العمرية، مواهب فى الصحافة والإذاعة والتليفزيون، مواهب فى التقديم والحوار الإذاعى والتليفزيوني، ومواهب فى الكتابة الصحفية. لقد ساعدت الكلية الأطفال فى اكتشاف مواهبهم وإمكاناتهم التى لم يكونوا يدرون عنها شيئًا.. اكتشفوها من خلال التدريب فى ستوديو الراديو وستوديو الفيديو والمعمل الصحفى لصحيفة «صوت الجامعة» التى يُصدرها قسم الصحافة، بل إن هؤلاء الأطفال استطاعوا بمساعدات بسيطة من مدربيهم أن يقوموا بإنتاج برنامج إذاعى كامل عن أحلامهم وطموحاتهم ورؤاهم لحاضر مصر ومستقبلها، وهو البرنامج الذى أذيع فى الحفل الختامى للبرنامج بقاعة الاحتفالات الكُبرى بجامعة القاهرة.
الشىء المثير للتفاؤل أن أولياء أمور الأطفال، وخاصةً الأمهات، أصررن على حضور المحاضرات العامة فى الإعلام مع أطفالهم للاستفادة والاطلاع على كل ما هو جديد فى مجال الإعلام، وليعرفوا كيف يوجهون أطفالهم فى التعامل مع وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت والألعاب المختلفة على الشبكة والتى تستهلك من وقتهم الكثير، ما قد يعطلهم عن دراستهم. وقد كنت سعيدًا أيما سعادة من تواصل الأطفال المشاركين وأمهاتهم معى على صفحة كلية الإعلام على الفيس بوك فى رد فعل فورى عن مدى استفادتهم من المحاضرات والبرنامج التدريبى الذى وضعته كلية الإعلام لكل فئة عمرية.
لقد كان برنامج جامعة الطفل مبادرة رائعة من أكاديمية البحث العلمى لأننا فى جامعة القاهرة، ومن خلال إصرار د. جابر جاد نصار رئيس الجامعة ود. عمرو عدلى نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث ود. ممدوح نصار منسق البرنامج على مشاركة الجامعة الفاعلة فى البرنامج، استطعنا اكتشاف مساحات لم يتطرق لها أحد ولم يسبر أغوارها أحد من مستقبل مصر، متمثلًا فى إمكانات وقدرات هؤلاء الأطفال، وهى الإمكانات والقدرات التى تؤكد أن مستقبل مصر بخير.. وبالفعل.. بكرة هتشوفوا مصر.