تعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة لنيويورك وحضور اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة ولقاءاته مع عدد من قادة دول العالم واحدة من أنجح الزيارات الخارجية له منذ توليه رئاسة مصر، خاصة سعى مرشحى الرئاسة الأمريكية ترامب والسيدة هيلارى كلينتون لمقابلته والاستماع إليه، مما يشكل تحولا كبيرا ونوعيا في مسار الولايات المتحدة الأمريكية ورؤية مؤسسات صنع القرار بها تجاه مصر، وبدء مرحلة جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية.
وبلا شك أن الإعداد والترتيب الجيد من جانب أجهزة الدولة المصرية، خاصة مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية ساهما بشكل كبير في نجاح الزيارة وأيضا الإعداد الشعبى والحشد المصرى في نيويورك، سواء من جانب أعضاء الجالية المصرية أو من الجانب الشعبى والإعلامي والبرلمانى المصرى، وحضور أكثر من ٢٥ نائبا برلمانيا لأول مرة كان له تأثير كبير، خاصة قيام الدكتور عبدالرحيم على الإعلامي والبرلمانى بحمل وثائق حول إرهاب جماعة الإخوان..
ولا أحد ينكر أهمية هذا الحشد المصرى على المستوى الشعبى لمواجهة الحشد المضاد الذي تسعى إليه دائما جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها، لأن الحشد الداعم والمساند للرئيس وجه العديد من الرسائل التي فندت أكاذيب ومزاعم جماعة الإخوان حول انخفاض وتراجع الرصيد والتأييد الشعبى للسيسى، فجاء الرد صاعقا من أعضاء الجالية المصرية في مدينة نيويورك وبصفة خاصة سيدات وفتيات الجالية..
واستطاع هذا الحشد الشعبى المصرى المدعوم بنواب للبرلمان يمثلون الشعب المصرى أيضا أن يوجه عدة لطمات وصفعات على وجه جماعة الإخوان الإرهابية ويسقط المخطط الإخوانى الجارى الإعداد له تحت مسمى وثيقة واشنطن، بهدف إعادة الإخوان للمشهد السياسي من جديد مع قرب انتهاء الولاية الأولى للرئيس السيسى، للتسلل إلى داخل شرايين المؤسسات المصرية.
ولو كان الأمر بيدى لوجهت الدعوة لعدد من أسر ضحايا الإرهاب الإخوانى وأيضا عدد من مصابى الشعب والجيش والشرطة للمشاركة في هذا الحشد الشعبى كدليل على إرهاب جماعة الإخوان التي تتستر بالدين وتتستر بحقوق الإنسان، وحتى يرى الرأى العام الأمريكى وقادة دول العالم في هذا المحفل الأممى حقيقة هذه الجماعة الإرهابية بالدليل العملى وليس بمجرد لافتات فقط..
فالطرف الغائب عن المشاركة في دعم ومساندة الرئيس السيسى يعد من أهم الأطراف التي كان يجب توجيه الدعوة لها من جانب غرفة الإعلام، لأن أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر وأمنها وشعبها بل من أجل الإنسانية ستكون لديهم القدرة والمقدرة والصدق والمصداقية على توضيح حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية، وأنها جماعة تحمل السلاح في وجه الأبرياء وتسعى لتدمير الحضارة الإنسانية وليس الحضارة المصرية فقط..
فالطرف الغائب من أسر الشهداء والمصابين الذين فقدوا أبصارهم وأطرافهم سيكملون الصورة المصرية الجميلة في دعم ومساندة الرئيس السيسى وفضح جرائم هذه الجماعة الإرهابية التي تتشدق بحقوق الإنسان وتطلق الأكاذيب، وسوف يكشفون للعالم أجمع أن مصر تتصدى دفاعا عن العالم لإسقاط أكبر وأخطر مخطط إرهابى وأيضا أخطر جماعة إرهابية.
فدعوة ومشاركة أسر الشهداء وبعض المصابين من رجال الجيش والشرطة ضحايا عنف وإرهاب الإخوان وحلفائهم تمثل أهمية قصوى يجب الاهتمام بها مستقبلا في أي زيارة مماثلة للرئيس عبدالفتاح السيسى للخارج، وخاصة للولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية التي ما زالت تتعاطف مع تلك الجماعة الإرهابية وتتقاعس عن إعلان أنها جماعة إرهابية حتى الآن، وتحتضن عددا من قياداتها الهاربين من مصر.
وبلا شك أن هذه القضية تفرض على الهيئات والأشخاص الذين يتولون مهمة الحشد الشعبى الخارجى في زيارات الرئيس إعداد وصياغة آلية مؤسسية تتولى هذا الجانب، وتهتم بفكرة دعوة ومشاركة مجموعات من أسر الشهداء والمصابين ضحايا الإرهاب الإخوانى، بل وتنظيم رحلة حول العالم لهؤلاء الضحايا لكشف ممارسات الإرهاب الإخوانى.
والتوجه نحو إنشاء هذه الآلية الجديدة سيقضى على أي شائعات حول وجود مجاملات أو تدخلات في اختيار المصريين المسافرين للخارج لدعم ومساندة الرئيس السيسى، وأن تتولى هذه الآلية إطلاق القذائف الشعبية المصرية على جماعة الإخوان خارج حدود الوطن، بدلا من انتظار رد الفعل، ويكون الطرف الغائب هو صاحب الفعل دائما ضد جماعة الإخوان الإرهابية.