السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أقطعه ولا أخليه يا بيه؟!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الأرض أرضنا عن أبونا وجدنا وبكره ولا بعده لعيالنا بعدنا" مقطع من أغنية في فيلم "الأرض" استوقفنى هل حقًا الأرض لعيالنا بعدنا، أم أن الأرض أصبحت تلفظ أبناءها؟! غرق ما يقارب التسعين شابًا مصريًا في ريعان الشباب هروبًا من الفقر، وبحثًا عن الأمل في بيئة توفر له مصدر رزق وحياة كريمة، مأساة لا تنتهي، كان آخر فصولها طفل يهرب لإيطاليا للعلاج والدراسة، لم تدرس الحكومة الحالة، ولم تنتبه، وقال بعض المسئولين: إن هذه مؤامرة تحاك ضد مصر من أجل إحراجها دوليًا لتستيقظ مصر على كارثة جديدة.
أُوجِّه رسالتي إلى بهوات القصر، وبهوات الحكومة، وكذلك لبعض الإعلاميين، شباب مصر في حالة ضجر، فقدوا الأمل في تغيير حقيقي، خاصة بعد تكرار حوادث الفساد وهروب الفاسدين دون عقاب، آخرها قضية فساد القمح التى تورط فيها بعض المسئولين في الحكومة، وبعض نواب مجلس الشعب،  وتخطى حجم الفساد فيها 2 مليار جنيه؛ أموال مهدرة لم توجه للاستثمار في الشباب، لا بد أن يرد كل مسئول في موقعه، هل يقطع شباب مصر الأمل ولا يخليه يا بيه؟ تحدثت الحكومة عن قروض ميسرة للشباب لإقامة مشروعات صغيرة تحميه من العوز والفقر والهروب إلى سواحل إيطاليا، لا أخفيكم سرًّا، هذا وهم كبير، أغلب المليارات التى من المفترض أن توجه للمشروعات الصغيرة، بفائدة 5 في المائة تذهب لكبار رجال الأعمال المقربين من رؤساء البنوك، ويظل الشاب يجري يمينًا ويسارًا؛ ليحصل على قرض دون جدوى؛ بسبب الروتين والمعوقات الكثيرة، وهنا أوجه رسالتى لطارق عامر رئيس البنك المركزي: أقطعه يا بيه ولا أخليه؟!
الاستثمار في مصر أحد الأسباب التى توفر فرص عمل كثيرة للشباب، لكن هروب المستثمرين من الاستثمار في مصر له أسباب كثيرة، آخرها قانون القيمة المضافة الذي سيدفع المستثمرين للهروب خارج البلاد والاستثمار في بلاد أخرى لا تحملهم أعباء إضافية، آخر هذه الأزمات رفض شركات المحمول الثلاث الحصول على رخصة الجيل الرابع، كما أن الروتين القاتل سبب رئيسي في هروب المستثمرين، للأسف لا أحد يقدم حلولًا مكتملة ورؤية مستقبلية للشباب، وزارة الاستثمار في وادٍ، والحكومة في وادٍ، والمواطن يصرخ بصوت عالٍ "أقطعوا ولا أخليه يابيه"؟ هل نقطع آخر خيطٍ بيننا وبين الحكومة من أمل ولا نخليه يا بيه؟ الزواج قضية تؤرق أغلب شباب مصر، رصد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري ظاهرة عزوف الشباب أو عجزهم عن الزواج، وخرج لنا برقم مفزع، فهناك أكثر من 14 مليونًا من الشباب والفتيات بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا، كما أن ارتفاع أسعار الذهب بشكل يومي دون أي رقابة شيء غريب، فاليوم ارتفع سعر الذهب خمسة جنيهات وعيار 21 سجل 467 جنيهًا للجرام الواحد، أي أن الزواج بالنسبة لأى شاب حلم بعيد المنال، فهو يحتاج لأكثر من 400 ألف جنيه ليبدأ حياته، أين الأجهزة الرقابية؟! وأين ضبط الأسواق؟! كل هذه الأسباب تدعو الشباب للهروب من هذه المنظومة التى لا ترى عيوبها، ولا تعمل على وجود حلول علمية ومنطقية لها. 
وأخيرًا: هل سيستجيب البهوات لصوت الشباب ببث روح الأمل والتفاؤل فيهم، أم سيقطعون آخر خيوط الأمل؟