الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

طبيب من أجل الفقراء: الكشف بـ3 جنيهات.. والعملية مجانًا

عيادته فى منطقة غطاطى بالجيزة

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أحد شوارع منطقة «غطاطي» بالجيزة، يقف جمع من الناس أمام أحد البيوت القديمة التى تشققت جدرانها.. داخل المنزل شباب، رجال وسيدات يحملن أطفالهن، يجلسون على مقاعد مهترئة، فى انتظار حلول دورهم فى الدخول إلى غرفة الكشف.. وفى غرفة الكشف التى تناثرت بها عبوات الأدوية المختلفة، يفحص طبيب - أبيض الشعر - مرضاه بكل تفانٍ وإخلاص، ولا يتقاضى من كل مريض سوى ٣ جنيهات فقط، ويكتب دواء لمن يرى أنه سيستطيع الشراء، ويعطى الأدوية مجانا لمن يشعر بأنه لا يملك حق شرائها. 
«عبدالباسط محمد» طبيب يكاد يبلغ السبعين من عمره، أنهى رحلته المهنية كمدير لأحد المستشفيات الكبري فى محافظة أسوان بجنوب الصعيد، فقرر تكريس وقته وجهده وماله لعلاج الفقراء فى عيادته الخاصة، التى بلغ عمرها خمسة عشر عامًا، وبدأ يتقاضى جنيها واحدا فقط مقابل الكشف على المريض، وارتفع إلى ٣ جنيهات خلال الـ ١٥ عاما. 
لا يحتاج «عبدالباسط» استشارى الجراحة العامة إلى ممرضة تدير شئون العيادة وتنظم دخول المرضى إليه، فزواره من المرضى ينتظمون تلقائيًا فى أدوار دون الحاجة إلى من يدخلهم إلى الطبيب، ولا ينتظرون من يحجز لهم عبر الهاتف، فلا يوجد هاتف بالعيادة من الأساس، ولا يملك الطبيب رقمًا خاصًا، بالإضافة إلى أنه لا يحب الظهور الإعلامى، مفضلا التركيز فى عمله. 
يرى «الطبيب العجوز» أن شباب الأطباء يجب عليهم عدم النظر إلى الأمور المادية، والتركيز على صحة المرضى، وعلى تقديم رسالتهم كأطباء يحاولون الارتقاء بصحة المواطنين إلى أفضل حال، لأنها أمانة ثقيلة ومسئولية كبيرة يحملها الطبيب منذ تخرجه: «للأسف كتير من الدكاترة بيجروا ورا الفلوس زى بقية الشباب فى المجالات التانية، لكن الدكاترة بالذات لازم يبقى أهم حاجة عندهم المرضى مش الفلوس، أنا العيادة دى مبتجبليش مكسب يغطى تكلفة الأدوية والمجهود، لكن الأهم المرضى الغلابة». 
«اللى زى ده مبقاش موجود فى الزمن ده.. ربنا يكرمه زى ما بيساعد الغلابة.. ده أحسن دكتور فى مصر».. عبارات لا يكف المرضى المنتظرون - فى عيادته المتواضعة - عن ترديدها طوال فترة انتظارهم، ولا يملّون من الحديث عن الطبيب الخيّر، الذى يعالج الفقراء دون حب للمال ودون استغلال للباحثين عن الشفاء، ولا يكتفى بذلك بل يجرى الجراحات البسيطة مثل عين السمكة وختان الذكور، بالإضافة إلى إجراء الإسعافات الأولية فى الحالات الحرجة فى عيادته، مستخدمًا إمكانياته البسيطة باحترافية عالية، ولا يتقاضى أجرًا مقابل تلك العمليات أو الجراحات.