الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الحمص لفلسطين والبغل لنتنياهو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استهلكت مفردات القاموس فى وصف إرهاب إسرائيل، ولن أكرر اليوم شيئًا قلته، وإنما أعرض على القارئ بعض الأخبار المهمة، حتى لا تضيع فى الزحام، مع أقل قدر من التعليق.
وزارة الخارجية الأمريكية نفسها دانت كلام الإرهابى بنيامين نتنياهو فى فيديو عن أن الفلسطينيين يسعون إلى «تطهير عرقى» لليهود فى الضفة الغربية، وأنهم لا يريدون إقامة يهود فى دولة فلسطينية فى المستقبل.
الناطقة باسم الوزارة إليزابيث ترودو قالت إن الإدارة الأمريكية «تعارض بقوة وصف الذين ينشطون ضد الاستيطان، والذين يرون الاستيطان عقبة فى وجه السلام، بأنهم يريدون تطهيرًا عرقيًا لليهود من الضفة الغربية... نعتقد أن استعمال هذه اللغة غير مناسب ولا يفيد».
أنا قبلتُ مع الفلسطينيين دولة مستقلة لهم فى ٢٢ فى المائة فقط من أرض فلسطين، إلا أن تطرف نتنياهو يجعلنى أعيد النظر فى موقفى لأطالب بفلسطين كلها.
فى الوقت ذاته، نائب رئيس صفحة الرأى فى «واشنطن بوست» ليكودى النفس اسمه جاكسون دييل تحدث عن كلام سابق لنتنياهو عن أن الفلسطينيين يريدون تدمير اليهود، وأشار إلى استطلاعات للرأى العام الفلسطينى كلها يناقض كلام كلب الحرب نتنياهو.
نقطة واحدة تهمنى. أنا عرفت الحاج أمين الحسينى، وكلّمته مرات عدة وأجريت له مقابلة منشورة. هو ذهب إلى ألمانيا النازية فى ١٩٤١ وهى تحتل أكثر أوروبا على أساس «عدو عدوى صديقى»، ولم يشجع هتلر على شيء لأن هتلر لم يكن يحتاج إلى رأى رجل دين مسلم فلسطينى.
فى خبر آخر أن إسرائيل تمنح سرًا شرعية لبؤر الاستيطان التى يبدؤها أفراد فى الضفة الغربية. كل المستوطنات غير شرعية، وإسرائيل غير شرعية أيضًا فأساسها خرافات توراتية لا يسندها تاريخ أو آثار فى بلادنا. هذه هى الحقيقة، ولا حقيقة غيرها.
أيضًا وأيضًا، رغم الكره المتبادل بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو، قرر الكونغرس رفع المساعدة السنوية لإسرائيل من ٣.١ بليون دولار فى السنة إلى ٣.٨ بليون دولار خلال السنوات العشر التى تبدأ فى ٢٠١٧. السيناتور الحقير لندسى غراهام يهاجم رئيس بلاده، ويقول إن هذا الوقت ليس مناسبًا لعصر المساعدات لإسرائيل، ويأسف أن أوباما لم يكن حازمًا مع إيران كما هو حازم مع إسرائيل. بكلام آخر، غراهام يريد زيادة المساعدات لإسرائيل بدل أن تنفق الضرائب التى تجمعها الدولة من الموظف الأمريكى والعامل على فقراء الأمريكيين.
الأخبار الفلسطينية ليست أفضل، فمحكمة فى الضفة الغربية أجّلت انتخابات بلدية كان مقررًا أن تجرى فى الثامن من الشهر المقبل لملء ٣.٨١٨ مقعدًا فى ٤١٦ بلدية فى الضفة وقطاع غزة. لعل من أسباب القرار الخوف من فوز أنصار «حماس»، وأنا شخصيًا ضد مواقف «حماس» فى السنوات الأخيرة فلا أؤيدها ضد السلطة الوطنية وإنما أؤيدها ضد إسرائيل. أيضًا أرجو أن نرى انتخابات برلمانية ورئاسية فى الضفة الغربية وقطاع غزة لأنها تأخرت كثيرًا، وأتهم إسرائيل بالمسئولية. فى الأخبار هذا الأسبوع، أن إسرائيل تبنى جدارًا تحت الأرض مع قطاع غزة لمنع «حماس» من حفر أنفاق باتجاه إسرائيل.
أخيرًا، قرأت خبرًا أمريكيًا عنوانه: كيف دفع ثمانية سيّاح صينيين ٤.٣٩٠ دولارًا ثمنًا لأكل الحمص فى مطعم إسرائيلى.
الخبر يقول إن المطعم فى قرية صغيرة إسرائيلية - فلسطينية هى أبو غوش. أقول إن أبوغوش قرية فلسطينية، ولا علاقة لها بإسرائيل. الخبر يزيد أن صاحب المطعم اسمه جودت إبراهيم، والاسم يؤكد أن صاحب المطعم فلسطينى. صحن الحمص أيضًا فلسطينى مثل صحن الفول والتبولة، والثوب الفلسطينى المطرز الذى زعم إسرائيليون أنه من تراثهم.
إسرائيل مثل البغل فهو من دون أصل يفاخر به، وهى من دون مستقبل، مثل البغل أيضًا، إذا لم تقم دولة فلسطينية مستقلة.
نقلا عن «الحياة» اللندنية