منذ شهور ليست بعيدة امتلأت صفحات التواصل الاجتماعى ومحطات «اللت التليفزيونى» والقلش والنكت وبعض الغضب، لأن نائبا بالبرلمان قال إنه يشجع ختان الإناث، لأن نصف رجال مصر مصابون بالعجز الجنسى!!
وبعيدا عن الموقف من الرجل وأدائه البرلمانى، وارتباط اسمه بعدد من التصريحات المثيرة عن «منع البوس» وخلافه.. إلا أننى مدين له باعتذار علنى، لأننى شاركت بشكل أو بآخر مع تصريحه بتاع العجز الجنسى!!
أما سبب الاعتذار فهو ما حكاه لى صديق عائد من رحلة إلى الصين استمرت شهرين.. ما حكاه صديقى المثقف والشاعر، وهو بالمناسبة أحد المحسوبين على «٣٠ يونيو» -يعنى مش ضد النظام والله- أن بعض الصينيين حكوا له عقب زيارة الرئيس إلى هناك عما يعتقدون أنه أمر لغز بالنسبة لهم.
الحكاية من غير ما أطول عليكم أن السيد أشرف العربى -الذى صار اسمه وزير الخدمة المدنية- ذهب إلى الصين فى زيارة رسمية.. وكان من المفترض أن يلتقى عددا من أهم رجال الأعمال هناك، لا أعرف لماذا لم تكن؟ السيدة وزيرة الاستثمار هى المعنية بالأمر، وكان الموعد فى تمام الثانية عشرة ظهرا.. إلا أن الحضور فوجئوا بأن الوزير تأخر عن موعده ساعة كاملة.. ثم أخبرهم بأن سيارته تاهت فى شوارع الصين، وأنه مضطر إلى أن يغادر بعد نصف ساعة لارتباطه بموعد طائرة.. وأن يكمل الحوار معهم عبر الإيميل، وحسب الرواية التى أتمنى أن يكذب الوزير أشرف العربى وقائعها.. فإن الصينيين اكتشفوا أن الوزير «بوظ موعدهم»، لارتباطه بموعد «للمساج».. وأن معظم المسئولين المصريين الذين يذهبون إلى هناك لا يهتمون سوى بالمساج!!
وأضاف أحدهم، أننا نشعر بغرابة لتعطل المشروعات التى تم الاتفاق عليها على مستوى رئاسى.. وأنه أضاف أنهم يستغربون كيف نفعل ذلك ونطلب أن يساعدنا العالم.. وكيف لشعب يطلب المساعدة أن يستهلك ما قيمته ١٢ مليار دولار سنويا لاستيراد «المنشطات الجنسية».. وكان التعليق من صاحبى «إحنا شعبنا مزجنجى»!
قصة ما جرى فى الصين تحتاج لتحقيق عاجل عند من بيدهم الأمر.. فليس معقولا أن يذهب رئيس البلاد إلى آخر الدنيا لجلب استثمارات ويتسبب مسئولون صغار فى تعطيلها.. وبالمناسبة يحتاج أمر اختيار الملحقين الذين يعملون فى سفاراتنا بالخارج لإعادة نظر.. فمثلا اختيار الملحقين الثقافيين يتم عن طريق وزارة التعليم العالى.. والإعلاميين عن طريق الخارجية أو هيئة الاستعلامات!! والأول أمر شديد الغرابة فمن يذهبون ليس لهم علاقة بأى عمل ثقافى.. أكثر من إجادتهن للغة.. إن وجدت.. بعضهم أو أغلبهم يذهب ليحصل على «شوية دولارات»، ويظن أن السفرية إعارة يحسن بها دخله.
لقد حكى أحدهم أن أحد المعارض الكبرى التى أقيمت فى إطار عام التبادل الثقافى بين مصر والصين.. فوجئ بالمسئولة المصرية تذهب بالمعروضات الخاصة بنا فى كيس بلاستيك.. وطبعا لم يتم عرض شىء.. والأغرب وأرجو أن تنفى السيدة هدى جاد الله المسئول الإعلامى فى سفارتنا ببكين أن إحدى المسئولات الرسميات تركت مهمتها الأساسية لتعمل فى بيزنس «تجارة طرح المحجبات» من الباطن.
لا تعنينى الواقعة فى حد ذاتها.. ولكن ما يهمنى فعلا هو عملية اختيار من يمثلوننا فى الخارج.. لقد اكتشف أحد الباحثين أن معظم المبعوثين من الصين للدراسات الجامعية فى باكستان والرياض.. ينتمون إلى أكثر أفكار الجماعة الإرهابية الظلامية، فهل نرسل لهؤلاء «ناس ماعندهمش فكرة غير عن طرح المحجبات»؟.. لماذا لا تتم عملية الاختيار عن طريق المجلس الأعلى للثقافة.. لماذا لا تتم الاستفادة من إمكانات رجل مثل د.محمد عفيفى، وهو أستاذ جامعى، حتى لا يفهم البعض أننا ضد أساتذة الجامعة؟.. يا سادة لا تذهبوا إلى الصين أو غيرها لطلب استثمارات ونحن نحاربها بإرسال من يعطلونها.. أو على الأقل لا يعرفون أى معنى لقيمة «الثقافة» فى الوقت الذى نجح فيه شاب مصرى - بمفرده - اسمه أحمد سعيد أن يقوم بدور وزارتى الثقافة والإعلام معا.. وأن ينشئ «بيت الحكمة» الذى تولى ترجمة ما يزيد على ٤٠٠ كتاب.. ويتعامل معه الناس هناك بجدية كاملة ويعتبرونه سفيرا حقيقيا لمصر.
يبدو أننا نحتاج إلى سنوات، لنصحح صورتنا فى أذهان العالم.. ومن قبلها فى أذهاننا نحن.. إحنا بنبص فى مراياتنا ونشوف شكلنا وحش قوى.. تقريبا مش باين غير صورة «العجزة» الذين يستهلكون فياجرا بـ١٢ مليار دولار.. وآسفين يا عم عجينة.. انت صح!